العنوان الإسلام والغرب (1057)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 13-يوليو-1993
مشاهدات 17
نشر في العدد 1057
نشر في الصفحة 32
الثلاثاء 13-يوليو-1993
وزير التعليم البريطاني يزور مدرسة إسلامية
لندن- فهد العوضي
أثارت زيارة وزير التعليم البريطاني جون باتن المؤخرة إلى مدرسة إسلامية ابتدائية، تساؤلات كثيرة في أواسط الجالية وقد أبدى مدير المدرسة مغني البوب السابق يوسف إسلام ترحيبه بهذه الزيارة واعتبرها إحدى ثمار الجهود التي قامت بها المدرسة لسحب اعتراف من الحكومة البريطانية بها، كما أكد يوسف إسلام في تصريح له لـ المجتمع بأن المدرسة تواجه خطر الإغلاق في حالة رفض الحكومة الاعتراف بها وبالتالي تمويلها. وقد تكلف بناء المدرسة ما يقارب المليونين والنصف مليون جنيه إسترليني دفعها يوسف إسلام من ماله الخاص وذلك من ثروته وشهرته التي حققها في السابق قبل إشهار إسلامه، غير أن تكاليف المدرسة تزداد يوما بعد يوم والحاجة لتمويل حكومي بات ملحا خاصة وعدد الطلبة في ازدياد مستمر. من جانب آخر رفض يوسف إسلام. وذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقد بمقر المدرسة عقب زيارة باتن. رفض أي تمويل حكومي يأتي للمدرسة من خارج بريطانيا إذ أنه لن يحقق الهدف المنشود وهو انتزاع اعتراف من الحكومة البريطانية بشرعية وجود المدرسة نفسها.
هذا والجدير بالذكر أن زيارة باتن لمدرسة إسلامية، لم تكن عشوائية فقد جاءت متزامنة لزيارة مدرسة هاسمونين اليهودية المطالبة أيضا باعتراف وتمويل حكومي، والأهم من ذلك أن الزيارة تأتي استكمالا لقضية لا تزال معلقة منذ ما يقرب من تسعة أعوام. ففي عام ١٩٨٤ طالب يوسف إسلام الحكومة بضرورة الاعتراف بالمدرسة وتمويلها غير أن طلبه قوبل بالرفض من قبل وزير التعليم السابق جون ماجروجر وذلك عام ١٩٩٠ مما حدا بيوسف إسلام إلى رفع قضيته إلى المحكمة العليا التي طالبت بدورها في شهر مايو من العام الماضي الوزير الجديد جون باتن بالنظر مرة أخرى في طلب المدرسة.
وجاءت زيارة النائب البريطاني جيم باوزي من حزب المحافظين للمدرسة في الأول من يونيو من العام الماضي كمؤشر إيجابي على استجابة الوزارة الجديدة لطلب المحكمة وقد أثنى باوزي في زيارته على المدرسة وجهود القائمين عليها كما أعلن تأييده لحصول المدرسة على دعم حكومي وذلك في حالة التزامها بالمنهج التعليمي المعمول به
وفي تصريح للصحافيين أدلى به المتحدث الرسمي باسم المدرسة أكد فيه على أن كل الزوار السابقين للمدرسة أبدوا إعجابهم بها وبجدية طلبتها في تحصيلهم العلمي وأضاف أن زيارة باتن التي صرح فيها بإعجابه وتقديره للمدرسة تعتبر زيارة تاريخية وسنكون مستائين بحق لو أسفرت زيارته عن رفض طلب الاعتراف الحكومي. وإذا كانت زيارة باتن التي استمرت ساعة كاملة للمدرسة والتي حاول فيها تجنب أسئلة الصحافيين لم تستطع وضع النقاط على الحروف بشأن مستقبل إسلامية، فقد تكهنت بعض الصحف في افتتاحياتها عن نتائج الزيارة فذكرت أن المقصود كان الاطلاع المباشر على سير عمل المدرسة وذلك قبل أخذ قرار بشأنها وقد تسفر الزيارة عن موافقته تمويل الحكومة بحجة موافقة المدرسة للمنهج التعليمي العام المعمول به في بقية المدارس وقد يرفض طلب الاعتراف والتمويل بحجة التوجه الإسلامي الأصولي الواضح للمدرسة من جانب آخر يتكهن البعض بأن زيارته لمدرسة هاسمونين اليهودية في نفس اليوم.
وللبت في نفس الطلب سيوفر على الحكومة الحرج في حالة موافقتها على المدرسة الإسلامية واليهودية معا على عكس الموافقة على الأولى دون الثانية.
وفي حالة رفض الطلبين معا فإن ذلك سيجنب الحكومة أيضا توجيه النقد لها من أنها تكره الإسلام والمسلمين في حالة موافقة الحكومة على تمويل إسلامية، فإن ذلك سيفتح بابا كبيرا أمام أكثر من عشرين مدرسة إسلامية تنشد الاعتراف والتمويل وهذا ما تريد أن تتحاشاه الحكومة مستقبلا.
على المدى القريب هناك ترقب شديد لنتائج زيارة باتن فهل سيكون قراره النهائي لصالح المسلمين؟ الإجابة في طي الأيام القليلة القادمة.
جون انتليس يرى أن لدى الغربيين جهلا شديدا بالإسلام
واشنطن – مراسل المجتمع
يرى الدكتور جون انتيليس أستاذ العلوم السياسية ومدير برنامج دراسات الشرق الأوسط في جامعة فوردهام أن ما يؤسف له هو أن هناك الكثير من الجهل لدى الأمريكيين حيال الإسلام وقال انتيليس في حوار أجراه من واشنطن مع صحفيين وباحثين في العاصمة الأردنية عمان من المؤسف أنه يوجد في الولايات المتحدة وأعتقد في أماكن أخرى في الغرب قدر كبير من الجهل بالإسلام كعقيدة، بل حتى جهل أكبر بظاهرة ما أسميه الإسلام السياسي وقال انتيليس للمشتركين في البرنامج أثناء مناقشته الإسلام والعلاقة بين الإسلام والديمقراطية أن تعبير الأصولية الإسلامية اكتسب دلالة سلبية في الولايات المتحدة.
ووصف الباحث الجهل هنا بأنه «مشكلة بعيدة المدى، وقال إن «العالم الإسلامي هو منطقة طال تجاهلها بكل أسف لذلك فإن تقديم موضوع الإسلام برز في سياق الأحداث الدولية الراديكالية وغير العادية التي يفترض معظم الناس عندئذ أنها الطبيعة الأساسية للديانة والعقيدة
ولفت انتيليس إلى أن جميع الناس هنا ليسوا على هذه الدرجة من انعدام المعرفة هناك بالطبع مراقبون للعالم الإسلامي في الولايات المتحدة وفي الغرب متعاطفون مع أهله وملمون بأوضاعهم وزاد: لكن بالنسبة إلى الجمهور العام اعتقد أسفا أن أعمال بعض أناس.
لا يمثلون سوى أنفسهم. صبغت انطباع الأميركيين عن الإسلام وقال إنه مثلما لا ينبغي أن يعمم أحد الحكم على الأحداث المثيرة التي وقت مؤخرا في ما خص طائفة دينية في ويكو (ولاية تكساس) كذلك لا ينبغي على الأمريكيين أن يسارعوا إلى استنتاج أمور غير صحيحة بالنسبة إلى الإسلام.
وزاد أن واجبنا كأكاديميين أن نحاول توضيح صورة الإسلام ونحاول أن نكشف عن تشابك الحياة الإسلامية والحياة السياسية الإسلامية.
ومضى أنتيليس قائلا إن على أولئك الذي يفهمون الإسلام أن يبينوا للأمريكيين أن هناك من التنوع والاختلافات ووجهات النظر داخل دول شرق أوسطية معينة وعبر الشرق الأوسط بقدر ما هو قائم في الغرب وأوربا والولايات المتحدة.
وقال إنه كما ينبغي علينا ألا نعمم فيما يتعلق بطبيعة المسيحية ينبغي علينا ألا نعمم الأمور على نطاق واسع فيما يتعلق بالعالم الإسلامي على أساس أعمال أفراد معينين أو تطورات أعمال معينة.
وقال أنتيليس إن توعية الغربيين هذه ستحتاج إلى وقت طويل بكل أسف بسبب ميراث الجهل والافتقار إلى المعرفة بالموضوع.
ولفت الباحث إلى أن الغربيين سيبدأون في نهاية المطاف تفهم حقيقة الإسلام من خلال برامج تبادل الأفكار.
وقال أنتيليس: أصبت بخيبة أمل فظيعة عندما لمست عدم تأييد مثل هذه العملية الديمقراطية في الجزائر عندما وقع في ذلك البلد انقلاب في كانون الثاني -يناير عام 1992 لسبب بسيط هو أنه بدا أن حركة سياسية إسلامية وهي الجبهة الإسلامية للإنقاذ ستحقق نصرا سياسيا في الانتخابات البرلمانية العامة.
وأصر أنتيليس على أن من المهم للولايات المتحدة أن تدعم جهودا ديمقراطية من هذا القبيل لأنها في نهاية المطاف نوع الدعم الذي يجعل شعوب وحكومات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. تحبذ الولايات المتحدة.
التهجم على الإسلام وصل إلى المدارس البريطانية
لندن: مراسل المجتمع
قام أحد المدرسين في محافظة برنت بلندن - حيث أكبر تجمع للجالية الإسلامية – بالتهجم على الإسلام الأمر الذي أثار حفيظة الطلبة المسلمين أنفسهم، فضلا عن آبائهم الذين طالبوا في عريضة قدموها إلى ناظر المدرسة بضرورة توقيف المدرس عن مزاولة عمله وفصله من المدرسة لأنه استغل موقعه لتضليل التلاميذ عن الإسلام، كما صرح بذلك أحد الآباء. ففي أثناء إحدى حصصه بمدرسة بارستون مانور، قام المدرس المذكور بتوزيع بعض الأوراق على طلبته في المرحلة المتوسطة، حيث تتناول كل ورقة أصل عام من الأصول المعروفة للإسلام
فتحت عنوان الإسلام وصفاته كتب المدرس يقول إن التعصب موجود فيه بشكل غير موجود في أي دين أو فكر آخر، ثم أورد بعد ذلك العديد من الأمثلة من بعض الكتب لتعضيد كلامه وفي ورقة أخرى وتحت عنوان «الجهاد» كتب المدرس يقول يعتبر العنف شيئا مقبولا في الإسلام حيث يقول القرآن ﴿فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ﴾ (التوبة: 5) وهذا يعني أن القتل والإرهاب أمران داخلان في عملية الجهاد، كما يتناول المدرس في أوراقه عنوانين ومواضيع أخرى مثل: الإسلام والمرأة الإسلام والعالم الإسلام والغرب وأخيرا الإسلام والأديان الأخرى بالإضافة إلى وجود بعض النقاط للمناقشة بين الطلبة على شكل أسئلة مثل: هل روح الإسلام بدرجة من الوحشية والبربرية بشكل يجعله غير مقبول في الغرب كبديل لفلسفة حياة أو تعبير ديني؟ وهل يمكن للعنف أن يكون تبريرا لنبل الغاية، وما هو مقياس نبل الغاية؟ هل الغرب محق في خوفه من الأصولية الإسلامية وأخيرا هل من حق الجالية الإسلامية إقامة مدارسها الإسلامية الخاصة بالأطفال، وهل يعتبر هذا نوع من أنواع التفرقة والانفصال؟ هذا وقد استقبل الطلبة المسلمون أوراق المناقشة بالاستياء فقد صرح أحدهم لقد شعرت بالصدمة والإحباط فما كنت أتصور أن المدرس كان يمكن أن يلصق بالإسلام مثل هذه الأكاذيب ويضيف الأب ولقد سأل بعض الطلبة غير المسلمين عن مدى صحة هذه المعلومات السلبية عن الإسلام فأكد لهم المدرس حقيقتها.
ولم يصوبهم بعد الدرس مباشرة قام الطلبة الإنجليز بالسخرية من الطلبة المسلمين فقالوا لهم كما أكد طالب مسلم أهذا هو ما يعلمكم دين الإسلام؟، ويستطرد الطالب القول ولقد شعرت بإحباط عميق فقدت بعدها الثقة بالمدرس والمدرسة معا.
وقد لاقى الحدث – الذي يتعاقب مع سلسلة متواصلة من هجوم الغرب على المهاجرين المسلمين بالذات – استياء كبيرا من الأوساط الإسلامية، وقد كتبت عنه كل من صحيفتي المسلم نيوز والكيو نيوز، الصادرتين في لندن، وقد صرحت إحدى القيادات الإسلامية المعروفة بقولها إن مثل هذه الحوادث تهدد الوجود الآمن بين أصحاب الملل والأديان المختلفة، وأضاف أن هذه النوعية من الدروس تعزز بشكل مقصود من الكراهية الدينية والعنصرية.
من جانب آخر استنكر المجلس الإسلامي بمحافظة برنت والذي يمثل عشر منظمات إسلامية في المنطقة عمل المدرس واعتبره عملا مقصودا لتشويه صورة الإسلام، وطالب المجلس الذي يتبنى في ذات الوقت عريضة آباء الطلبة المقدمة إلى الجهات المسؤولة – بضرورة الاعتذار عما بدر من مدرس بارستون مانور وذلك بالسحب الفوري للأوراق التي قدمت للطلبة بالإضافة إلى التعهد بعدم تقديم أية معلومات تسيء للإسلام مستقبلا كما طالب المجلس برد اعتبار لطلبة المسلمين الذين أهينت كرامتهم أمام الطلبة غير المسلمين، وذلك باعتراف المدرس أمام جميع أفراد طلبته بخطأ ما أتى به من معلومات ومن أنه مناف للصحة. تماما.
هذا وقد رفض ناظر المدرسة إدوارد باتس إدانة المدرس بمحاولة تقديم معلومات مضللة لطلبته واعتبر ذلك مجرد محاولة من المدرس شرح وجهة نظر الإعلام الغربي تجاه الإسلام على حد قوله، ولكنه أضاف أنني مستاء جدا لما حدث وأتعهد بعدم حدوثه مرة أخرى. وقد ندعو في العام الدراسي المقبل أحدا من الجالية الإسلامية لإعطاء الطلبة نبذة صحيحة عن الإسلام.. بيد أنه عاد فدافع عن المدرس بقوله إنه يشعر بندم كبير مما حدث، ويعتذر عن ذلك جدا ورفض ناظر المدرسة في ذات الوقت فصل المدرس واستبداله بآخر.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
بيان من الحركة الدستورية الإسلامية في الذكرى الثانية لصمود الشعب الكويتي أمام الاحتلال العراقي الغاشم
نشر في العدد 1011
13
الثلاثاء 11-أغسطس-1992