«المجتمع» على ثغرة من ثغور الإسلام

العنوان «المجتمع» على ثغرة من ثغور الإسلام

تاريخ النشر الثلاثاء 21-مارس-1995

مشاهدات 13

نشر في الصفحة 29

تحميل مشاهدة

رئيس المحكمة الشرعية العليا في دولة قطر
مجلة «المجتمع»، وجه مشرق يطل من دولة الكويت، ويسطع بنوره على العالم، إنه نور الإسلام الذي يبدد الظلام في هذا العصر المليء بالجهل والمآسي الإنسانية، وإن كانوا سموه عصر الحضارة والمدنية، فالحضارة ليست مادية فقط إن المادة إذا انقلبت أذهبت لذة الحياة وأشاعت الظلم وجردت الإنسان من إنسانيته لذلك فإن مسئولية المسلمين عظيمة في هذا العصر.
ومن حق مجلة «المجتمع» على المسلمين أن تدعم بكل الإمكانيات، وأن يحيطوها بكل الرعاية والاهتمام، لأنها تقوم بهذه المسئولية عن المسلمين كافة، فالجهاد اليوم قد تنوع، وأهمه الجهاد الفكري: جهاد القلم الذي تخوضه مجلة «المجتمع» في المجتمعات الإسلامية أولًا لتطهيرها وتنقيتها من مخلفات عصور الانحطاط الفكري حتى يتخلص المسلمون من الجهل بالإسلام الصحيح الذي فيه عزتهم وكرامتهم، وفيه الدواء الشافي لأمراض البشرية جمعاء.
فالرسالة التي تحملها المجتمع، رسالة بلا شك عظيمة عظمة الإسلام، فنورها من نور الإسلام الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ﴿قَدۡ جَاۤءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورࣱ وَكِتَـٰبࣱ مُّبِینࣱ یَهۡدِی بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضۡوَ ٰ⁠نَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَـٰمِ وَیُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِهِۦ وَیَهۡدِیهِمۡ إِلَىٰ صِرَ ٰ⁠طࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ﴾ (المائدة: 15-16)، ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَاۤءَكُم بُرۡهَـٰنࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ وَأَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكُمۡ نُورًا مُّبِینًا﴾ (النساء: 174)، ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ﴾ (الأنعام: 122).
فمجلة المجتمع، تعمل في ضوء هذا النور، وتحمل مشاعله وتسلطه على بيوت الظلام ليسطع فيها نور الإسلام ويبدد ظلام الجهل والكفر والإلحاد، وتقاوم أولئك الذين يعملون على إخفاء هذا النور، ويبذلون كل جهدهم لإطفائه ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ (الصف: 8).
هذه المجلة تصدت للعلمانيين واليساريين وأسكتتهم بالحجة الدامغة، وحشرتهم في جحورهم، ومشت في طريقها تنشر الحق والهدى مؤيدة بروح القدس، وكشفت عوار النظريات الهدامة التي يتبناها أعداء الإسلام.
إنها المعركة الفكرية التي قادتها المجتمع، طيلة خمسة وعشرين عامًا حتى أتت ثمارها في هذه الصحوة المباركة التي كان لـ «المجتمع» الدور الرائد في إيجادها، وإذا كانت «المجتمع» ثمرة من ثمرات جمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت، فإن لهذه الجمعية فضلا كبيرا في إيقاظ الشعور الإسلامي، مما جعل الكويت منارة للوعي الإسلامي، وفي مقدمة الدول التي حملت هذا الوعي إلى مناطق عديدة في العالم.
ومما يشرح الصدر أن تتجه الكويت الآن إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، وتتألف فيها لجنة لذلك.. فنسأل الله أن يأخذ بيد كل العاملين في الحقل الإسلامي في الكويت وأن يمدهم بروح من عنده، وأن يجعل كل ما يقومون به من أجل الإسلام وأوطان المسلمين في ميزان حسناتهم يوم القيامة، والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

ماذا يريد اليسار من العمل الفدائي؟ (2)

قراءة في رواية «الكرنك»..لم يتغير شيء جوهري في حارة دعبس!

لِمن تُدق الأجْراس في تل أبيْب؟!