; «المحرقة» تستنهض همم المسلمين في البلقان | مجلة المجتمع

العنوان «المحرقة» تستنهض همم المسلمين في البلقان

الكاتب عبد الباقي خليفة

تاريخ النشر السبت 24-يناير-2009

مشاهدات 8

نشر في العدد 1836

نشر في الصفحة 40

السبت 24-يناير-2009

واصل المسلمون في البلقان متابعة ما جرى في «غزة» من مجازر أثبت من خلالها الصهاينة أنهم أكثر إجراماً من النازيين والفاشيين.. وقد عبر المسلمون وغيرهم من ذوي الضمائر الحية في دول منطقة البلقان، كما هو الحال في سائر دول العالم، عن ألمهم الشديد لما يحدث في غزة من إبادة منظمة سواء في أحاديثهم أثناء العمل، أو مع ذويهم أمام شاشات التلفاز، أو في منتدياتهم العامة.

ولم تقف ردود أفعالهم عند ذلك الحد، بل نظموا العديد من المظاهرات في البوسنة والسنجق وصربيا وكرواتيا وكوسوفا ومقدونيا وألبانيا وبلغاريا ورومانيا واليونان والمجر، وغيرها من دول البلقان وأوروبا الشرقية.

وتعددت أماكن التظاهر في الساحات العامة، كساحة علي عزت بيجوفيتش في العاصمة البوسنية «سراييفو»، أو أمام السفارات الفلسطينية، ثم طوروا احتجاجاتهم بالتظاهر أمام السفارات الأمريكية؛ حيث تشارك الولايات المتحدة في المجازر التي يتعرض لها أهلنا في «غزة» منذ أواخر شهر ديسمبر ۲۰۰۸م.

الصهيونية - النازية

ورفع المتظاهرون صور الجرائم ضد الإنسانية التي يتعرض لها نساء وأطفال «غزة» الذين وصلت نسبتهم إلى ٥٠٪ من الضحايا حيث تجاوز عدد الشهداء الألف، ووصل عدد الجرحى إلى أكثر من خمسة آلاف مئات منهم في حالة خطرة .. كما رفع المتظاهرون لافتات تدعو إلى إنهاء حرب الإبادة في «غزة»، وتساوي بين الصهيونية والنازية بوضع النجمة السداسية (رمز الصهيونية) مقابل «الصليب المعقوف» (رمز النازية).

وقال «إدوارد ديني تشوماجا» رئيس منظمة الشباب الديمقراطي: «ما يجري في فلسطين عار على المجتمع الدولي، فمنذ ٦٠ سنة والشعب الفلسطيني يعاني من الاحتلال والإذلال، بينما حلت قضايا أخرى؛ مما يعني أن العالم متواطئ فيما جرى وما يجري في فلسطين».

وقال «عبدو حبيب» رئيس لجنة الصداقة الفلسطينية البوسنية: «بالأمس البوسنة واليوم «غزة»، فمن سيكون غدا ؟!».. وتابع: نحن نرسل من خلال هذه المظاهرة رسالة للدول العظمى بأن يوقفوا حمام الدم في «غزة» فورا، ونقول لهم: «أوقفوا قتل الأبرياء فقد تكونون الضحية القادمة للعدوان، أوقفوا قتل الأطفال والنساء، أوقفوا تدمير المساجد والمستشفيات».

وقد تخلل المظاهرات صيحات: «الله أكبر، ولله الحمد ... كما ردّد عدد كبير من الشباب العرب : في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء... فليعد للدين مجده أو ترق منا الدماء».

تبرعات متعددة

من جهة أخرى، واصل المسلمون في البلقان جمع التبرعات، وأعلنت المشيخة الإسلامية عن تقديمها مبلغ مائة ألف يورو للضحايا في «غزة» عبر منظمة «إسلاميك ريليف».

وأوضح وزير الصحة البوسني «صافت عمروفيتش» لـ «المجتمع» أن مستشفيات البوسنة على استعداد لاستقبال الجرحى الفلسطينيين حتى لو كانوا بالمئات، وقال: لقد أبلغنا هذا للجهات الفلسطينية، وتم تجهيز كل المصحات لهذا الغرض.

ووصفت منظمة «أمهات سريبرينتسا» في بيان لها ما يجري في «غزة» بإبادة شبيهة بما حدث في «سريبرينتسا» عام ١٩٩٥م، وطالبت بمحاكمة المسؤولين الصهاينة كمجرمي حرب.. وكانت المنظمة قد قادت مظاهرة أمام السفارة الأمريكية في «سراييفو» شارك فيها المئات مطالبين بالحرية لفلسطين.

إلى جانب ذلك، أعلن في «سراييفو» عن تنظيم أكبر تجمع جماهيري في الأيام القادمة بمركب «زاترا» الذي استقبل الألعاب الأوليمبية عام ١٩٨٤م، وسيكون من ضمن الفعاليات مشاركة ٣٠ طفلا فلسطينيا بملابسهم الشعبية، إلى جانب تلاوة آيات من القرآن الكريم، وأداء بعض الأناشيد الدينية وسيتم خلال هذا التجمع الجماهيري تنظيم عملية تبرع واسعة لصالح «غزة»؛ حيث ستباع التذاكر بمبلغ (۱۰) يوروات للتذكرة الواحدة.

وقال «منصور بردار» مستشار وزير الثقافة البوسني: «هذا التجمع مهرجان جماهيري سيستمر لمدة ساعتين ونصف الساعة، وبدأنا الدعاية له في وسائل الإعلام المختلفة، وقد عملنا على ضمان نجاحه، وحشد الدعم الشامل له من مختلف الجهات» ..

الرابط المختصر :