; «الواقع والتاريخ» بيان من الإخوان المسلمين | مجلة المجتمع

العنوان «الواقع والتاريخ» بيان من الإخوان المسلمين

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 03-يوليو-1979

مشاهدات 15

نشر في العدد 452

نشر في الصفحة 9

الثلاثاء 03-يوليو-1979

إن الإخوان المسلمين قد فوجئوا كما فوجئ غيرهم بالحملة التي شنها عليهم عدنان دباغ وزير الداخلية السوري متهما إياهم بالعمالة والخيانة وغير ذلك، ومحملًا إياهم مسؤولية أمور، هو أكثر الناس دراية أنهم براء منها. لقد حملهم مسؤولية المذبحة التي حدثت في مدرسة المدفعية كما حملهم مسؤولية الاغتيالات التي جرت، ولا زالت تجري في سوريا.

ونحن نذكر وزير الداخلية السوري أنه بالأمس القريب كان يتهم العراق بهذه الاغتيالات، فلماذا تغيرت النغمة اليوم؟

وعلى كل الأحوال فإن الإخوان المسلمين، وهم أكثر الناس إدراكًا للوضع الدقيق الذي تمر به بلادهم في هذه المرحلة، يحبون أن يضعوا النقاط على الحروف في الأمور التالية:

1- إن نغمة عمالة الإخوان المسلمين لشرق أو لغرب نغمة أصبحت معروفة ممجوجة، وأن ما لاقوه من عنت وأذى من عملاء الشرق والغرب إنما كان من أجل مطالبتهم بتحكيم كتاب الله في واقع الحياة.

2- إنه من العجب أن يتهم الإخوان بالعمالة لإسرائيل في الوقت الذي يعلم الجميع قتالهم على أرض فلسطين بينما يتحمل غيرهم عار الهزائم المتلاحقة والأعجب من هذا أن يتهم الإخوان المسلمون بأنهم يريدون إضعاف مقاومة سوريا، والإخوان المسلمون يقولون «أن الذي أضعف المقاومة في سوريا هو الذي سرح الضباط الأكفياء، وأوقد نار الطائفية في الجيش وغيره، وحطم الاقتصاد السوري، وأفقد المواطن ثقته بكل شيء.

3- أما أن الإخوان المسلمين يعملون لصالح أصحاب اتفاقيتي «كامب ديفيد» فهذا يدحضه أنهم هم الجهة الوحيدة التي ترفض بصدق وإصرار أن يكون لليهود دولة ولو على شبر واحد من فلسطين.

فاذا اتضحت هذه الأمور، فلنناقش مسؤولية الإخوان عن حادثة مدرسة المدفعية في حلب.

أ- إن النقيب إبراهيم اليوسف الذي نفذ حادثة مدرسة المدفعية معروف عنه أنه عضو عامل في حزب البعث السوري، وليس له أي صلة بالإخوان المسلمين، فلماذا ينسب عمله إلى الإخوان المسلمين؟

ب-ثم إن السلطة تعرف أن هناك أوراقًا خلفها أصحاب الحادثة تبين هويتهم، وأن لا صلة لهم بالإخوان المسلمين.

ج- لقد ألفت شعوب هذه المنطقة أن ضرب الحركة الإسلامية لا يكون إلا مقدمة لاستسلام أو تسليم.

د - إن هناك وضعًا غير متوازن في سوريا بين الطائفة العلوية النصيرية الحاكمة التي لا تشكل أكثر من 10 بالمائة من سكان سوريا، وبين الطوائف، ويكفي التدليل على ذلك ما حدث في مدرسة المدفعية، فمن مجموع طلابها يوجد ثلاثون سنيًا من أصل 300 طالب غالبيتهم العظمى من النصيريين العلويين.

أليس هذا وحده قد يكون سببًا لاندفاع النقيب إبراهيم اليوسف البعثي السني في السير في طريقه الذي سار فيه.

هـ- إن هناك كثيرين من قادة الإخوان المسلمين وأفرادهم معتقلون منذ أشهر وبعضهم منذ سنين فهل ما أعلن بالأمس كان مؤامرة لإدانة هؤلاء بشيء لم يفعلوه؟

و- إن الإخوان المسلمين يتحدون أن تثبت أي جهة في العالم عن طريق تحقيق نزيه أن تكون قيادتهم أو عناصرهم قد سارت في طريق العنف علمًا بأن الحكم السوري قد أوجد له كثيرًا من الخصوم الذين يؤمنون باستخدام العنف.

وأخيرًا وليس آخرًا، فليس من دأب الإخوان المسلمين السباب، ولكنهم يريدون الإصلاح.

«أن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله».

والله أكبر ولله الحمد

«الإخوان المسلمون»

29 رجب 1399هـ

24 حزيران 1979م

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

بريد القراء (183)

نشر في العدد 183

17

الثلاثاء 15-يناير-1974

العالم الإسلامي (190)

نشر في العدد 190

34

الثلاثاء 05-مارس-1974