العنوان اليهود وحزب فرنسا وراء انتشار «الراي» في المغرب العربي
الكاتب يحيي ابو زكريا
تاريخ النشر الثلاثاء 27-فبراير-2001
مشاهدات 10
نشر في العدد 1440
نشر في الصفحة 50
الثلاثاء 27-فبراير-2001
مدير التلفاز الجزائري الأسبق والمحسوب على التيار الفرانكفوني على علاقة وطيدة باللوبي اليهودي في فرنسا
يعرف الشاب خالد في الأوساط الفنية الجزائرية والمغاربية باسم ملك أغاني الراي وعلى الرغم من أن الشاب خالد كان متهمًا بقضية اغتصاب في مدينة وهران الجزائرية إلا أنه وصل إلى الجزائر وسط حفاوة إعلامية بالغة فيما لايزال مئات المنفيين خارج البلاد، والمتتبعون لفن الراي في الجزائر يرون أن سطوع نجم الشاب خالد لم يكن طبيعيًّا.
ويرى الملحن معطي بشير أن اللوبي الفرانكفوني الفاسد الذي كان موجودًا داخل التلفزة الجزائرية هو الذي مهد لموجة الراي تكريسًا للفن الغربي والطرب الأوروبي وقتل القيم التي آمن بها وناضل لأجلها الشعب الجزائري وقد أتهم معطي بشير غير مرة في الصحافة الملحن الذي برع في تلحين أغاني الراي محمد عنقر بالوقوف وراء إفساد ذوق الشباب وإفساد التلفزة لصالح دعاة الموجة الجديدة، وكانت التلفزة الجزائرية قد أصبحت حكرًا على مروجي الحرف الفرنسي.
وأفاد صحافيون جزائريون أن مدير التلفاز الأسبق عبدو بن زيان المحسوب على التيار الفرانكفوني كان على علاقة وطيدة باللوبي اليهودي في فرنسا.
في بداية الثمانينيات شرع التلفاز الجزائري في مقاطعة البرامج العربية من أفلام ومسلسلات وحصص تربوية وثقافية وبات الإنتاج التلفازي في معظمه فرنسيًّا كما يقول محمد العربي الزبيري في كتابه عن الغزو الفكري الفرنسي للجزائر، وبانفتاح التلفاز الجزائري على الإنتاج الفرنسي انفتح أيضًا على طرب الراي باعتباره يحاكي الطرب الغربي ونصف كلماته بلغة موليير الفرنسية، وإلى جانب الوسائل الإعلامية الرسمية فإن الوسط الفني في الجزائر يتهم القيمين على المجمع التجاري- رياض الفتح- بالترويج للشاب خالد وغيره وتقع منطقة رياض الفتح على رابية في قلب العاصمة، وأقيم في المكان نفسه تمثال للشهيد وبجواره أقيمت علب الليل ومحلات اللهو والرقص والديسكو، ويتردد على هذه الأماكن أبناء الطبقة البورجوازية ويدير معظم محلاته ضباط في المؤسسة العسكرية أو ضباط سابقون في الجيش وبعض رؤساء الأحزاب المحسوبين على خط الموالاة، ويعترف العقيد إسماعيل أحد المتنفذين في رياض الفتح أنه ساهم في إطلاق الراي في هذه المنطقة بعد أن كان الراي في عرف الجزائريين يعني خدش الحياء وكسر المقدسات.
وبات الشاب خالد قدوة للعديد من الجزائريين الذين فارقوا القديم وداسوا على القيم وحتى دائرة الإنتاج الفني التي كان على رأسها محمد بوسنة كانت تشترط على المتقدم بإنتاج جديد أن يتمتع بمقاييس الشاب خالد في الأداء ومحتوى النص الغنائي، ومعروف أن المذيعة التلفازية نعيمه ماجر أخت اللاعب الدولي رابح ماجر أقيلت من منصبها لأنها كانت تقدم الفقرات التلفازية بلغة عربية سليمة، وقد تحدثت المطربة الجزائرية حسيا حمروش التي انتقلت إلى الراي عن العراقيل التي وضعها في وجهها مسؤولو التلفاز الجزائري لأنها تؤدي الأطوار الكلاسيكية، وظلت لفترة طويلة بـلا عمل حتى جاعت- بتعبيرها- وقد حثها لوبي الراي على أن تغني الراي وبالفعل خلعت ثوبها الطويل وارتدت الجينز وأصبحت تغني الراي.
"المجتمع: لا يعني ذكر هذه الوقائع أننا نجيز الغناء وإنما نتعرض للواقع القائم في الجزائر."
أما الشاب خالد فبعد إقدامه على اغتصاب فتاة جزائرية فر إلى باريس وليس كما ردد هناك أنه فر من الأصوليين، وأثناء وجوده هناك حكمت عليه محكمة وهران بالسجن لمدة سنة ونصف السنة، وإضافة إلى هذه الحادثة فإن الشاب خالد كان فارًّا من الخدمة العسكرية وللإشارة فإن القوانين العسكرية في الجزائر صارمة تجاه الفارين من الخدمة، إلا أن الشاب خالد ومن خلال اتصالاته ببعض الشخصيات النافذة وذات الرأي والراي على حد سواء تمكن من الحصول على بطاقة الإعفاء من الخدمة العسكرية، وفي باريس تعرف إلى فتاة فرنسية من أصل يهودي وأعلن في باريس أنه مستعد للتوجه إلى تل أبيب والغناء هناك، وبعد هذا التصريح سلطت عليه الأضواء وانفتحت أمامه الأبواب خصوصًا أن الإعلام الفرنسي يديره فرنسيون من أصل يهودي.
وللسائل أن يسأل: هل سطع نجم- الراي- في الجزائر وخارجها دون وجود أجهزة خفية تعمل على الترويج له ضمن استراتيجية معينة تسعى لتحقيق أهداف معينة؟!.
في باريس تمكنت شركات الإنتاج الفني الفرنسية- ومعظم أصحابها من اليهود الذين سبق لهم أن عاشوا في المغرب العربي- من استقطاب مطربي الراي كالشاب خالد والشاب مامي ويدير هذه الشركات المنتج اليهودي ميشال ليفي الذي أطلق العديد من مطربي الراي، وقد صرح الفنان الجزائري عبد المجيد مسكود لمجلة الوحدة الجزائرية، بأن الشاب خالد والشاب مامي يقف وراءهما يهود في الجزائر وفرنسا على حد سواء.
ويعترف محمد العماري أن هذه الشركات مشبوهة ويذكر أنه حاول التعاقد مع شركة بريطانية تتبنى أغاني الشاب خالد ومجمل أغاني الراي فاشترطت عليه أن يغير اسمه من محمد العماري إلى «مامي لامي إمعانًا في تذويب شخصيته فرفض وعاد إلى الجزائر، أما الصحافي عبد الله ب فيقول: أملك معلومات ووثائق تؤكد دور الماسونية في دعم الشاب خالد وأمثاله في الجزائر ومن فرنسا إلى أمريكا تمكن الشاب خالد من التعاقد مع شركات أمريكية لايشك اثنان في هوية أصحابها وصلتهم بالدولة العبرية.
لقد كان رواد حزب فرنسا في الجزائر يرفضون كل ما هو عربي حتى فيما يتعلق بالغناء وقام هؤلاء بتشجيع الراي والترويج له كمدخل للترويج للأغنية الغربية والفرنسية على وجه التحديد، وفي هذا المضمار يقول ناقد فني جزائري إن الفن العربي ازدهر في الجزائر بعد تولي أحمد طالب الإبراهيمي لوزارة الثقافة والإعلام وبعد وصول الشاذلي بن جديد إلى الحكم ازداد نفوذ الفرانكفونيين وتمكنوا من وزارة الثقافة والإعلام وراحوا يروجون لبضاعة الراي وفرضوا هذه البضاعة على الجزائريين، وحتى القناة الثالثة الجزائرية الناطقة بالفرنسية كانت تذيع صباح مساء أغاني الراي رغم أنها قناة متخصصة باللغة الفرنسية، وتصف معارضي هذا الفن السيء بالفاشيين وكان السامع لهذه القناة يتصور أنه في دولة غير عربية، والعجيب كل العجب إذا علمنا أن اليهود الجزائريين هم أول من دشن لبنة الراي في المغرب العربي أثناء احتلال فرنسا للمغرب العربي ومهدوا لهذا التيار الفني.
إن تسليط الضوء الغربي والعالمي على الراي ومن خلال تلميع الشاب خالد والشاب مامي وغيرهما هو في الواقع إحياء لتراث يهودي يريده الاستراتيجيون اليهود متجذرًا في منطقة المغرب العربي.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل