العنوان في مجرى الأحداث.. «رسالة» حكومة أبو مازن ودحلان
الكاتب شعبان عبد الرحمن
تاريخ النشر السبت 03-مايو-2003
مشاهدات 11
نشر في العدد 1549
نشر في الصفحة 17
السبت 03-مايو-2003
منذ الإعلان عن نجاح تشكيل الحكومة الفلسطينية بقيادة البهائي محمود عباس ميرزا «أبو مازن». رغمًا عن ياسر عرفات. ونحن نعيش وسط عاصفة مكثفة من التبشير الإعلامي المسموم بأن القضية صارت قاب قوسين أو أدني من «الفرج»
وعلينا أن نتخيل كيف سيكون شكل هذا «الفرج» عندما يأتي على أيدي أبو مازن ودحلان بالتعاون مع شارون وبرعاية البيت الأبيض!!
الجميع يتحدث اليوم عن أن نجاح تشكيل الحكومة الفلسطينية الفسح الطريق أمام «خريطة الطريق» التي عرقلتها مصاعب تشكيل الحكومة، وكان ذلك المشروع الخريطة، يحمل في فيه طياته الحل السحري للقضية، حتى أصبح يمثل. فرصة نادرة يجب على الفلسطينيين ألا يضيعوها، والحقيقة أنها لا تعدو أن تكون فاصلاً جديداً من الفصول الهزلية التي تعودت عليها القضية الفلسطينية منذ النكبة التي حلت بفلسطين في الثلث الأول من القرن الماضي.
ف «خريطة الطريق» هذه التي يزعمون أنها تمثل الأمل الكبير تضرب القضية كلها في مقتل لأنها تسرق القدس والمسجد الأقصى من فلسطين وتدفن حق العودة لـ ٥ ملايين فلسطيني، وتمعن في تمزيق الوطن الفلسطيني إربًا إربًا، حتى إذا ما قامت دولة فلسطينية لم يجد أصحابها إلا جزءًا من الأرض الضيقة والمتناثرة وذلك مقابل تنازلات «مؤلمة» على حد قول الصهاينة. في بعض المستوطنات!!
ورغم كارثية خريطة الطريق، إلا أن هناك تحركات داخل الكونجرس الأمريكي لإحباطها حتى إذا ما جاء أبو مازن لم يجد إلا سرابًا فقبل أيام بدأ صقور الإدارة الأمريكية والكونجرس في تحرك وصف بانه «حملة وقائية» لإفشال «خريطة الطريق»
الحملة بدأت بتوجيه زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب توم ديلي انتقادًا حادًا «للخطة»، ووصفها بأنها: «نتيجة التقاء في التفكير المضلل بين النخبة الأوروبية وعناصر بيروقراطية داخل وزارة الخارجية الأمريكية»
وقال ديلي في كلمة له أمام اتحاد «تجمع اليهود الأمريكيين الأرثوذكس» «إن الإسرائيليين ليسوا بحاجة إلى تغيير مسارهم وليسوا بحاجة للسير في طريق الضعف كما يحدده المتملقون الجدد».
في الوقت نفسه وقع ٢٦٦ عضوًا بمجلس النواب و۸۲ عضوًا بمجلس الشيوخ على رسالة تم توجيهها للرئيس بوش تطالبه بمزيد من الضغوط على الفلسطينيين، وعندها. حسب الرسالة. «نتوقع من إسرائيل أن ترد بإجراءات إيجابية»
إن حكومة أبو مازن جاءت برسالة إلى كل فلسطيني وعربي مفادها أن ما تريده «إسرائيل»، لابد أن يتحقق رغمًا عن الجميع.. فقد أرادت «إسرائيل» عزل عرفات، وها هي قد بدأت الخطوة الأولى نحو ذلك بتعيين أبو مازن ووزارته.. وتريد حكومة فلسطينية تقف في خندقها وتقوم نيابة عنها بتصفية الجهاد والمقاومة الفلسطينية التي أذلت شارون ونشرت الرعب في الكيان الصهيوني وسيكون ذلك هو موضع الاختبار والاختيار لمحمود عباس ودحلان
الاختبار في القدرة على فض عسكرة الانتفاضة ونزع سلاحها والزج بقادتها وكوادرها في السجون بزعم أنهم يعرقلون السلام. والاختيار بين الخندق الفلسطيني الذي يرابط فيه أبناء الشعب الفلسطيني ومعظم القيادات الفلسطينية أو النزول للخندق الصهيوني لتكون المواجهة فلسطينية فلسطينية.. أي حربًا أهلية ... وهذا ما يسعى إليه شارون.. وتلك لعبة صهيونية يلعبونها في المنطقة منذ قدموا بشرورهم إليها.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل