; الأسرة العدد 723 | مجلة المجتمع

العنوان الأسرة العدد 723

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 02-يوليو-1985

مشاهدات 10

نشر في العدد 723

نشر في الصفحة 44

الثلاثاء 02-يوليو-1985

إعداد اللجنة النسائية في جمعية الإصلاح الاجتماعي

عظمت في الناس همته جاء رجل إلى بكر بن عبد الله رحمه الله تعالى، فقال: علمني التواضع فقال: إذا رأيت من هو أكبر منك، فقل سبقني إلى الإسلام والعمل الصالح فهو خير مني، وإذا رأيت من هو أصغر منك فقل سبقته إلى الذنوب والعمل السيئ فأنا شر منه.

قال أبو العتاهية: 

يا من تشرف بالدنيا وزينتها 

ليس التشرف رفع الطين بالطين 

إذا أردت شرف الناس كلهم 

فأنظر إلى ملك في زي مسكين 

ذاك الذي عظمت في الناس همته

وذاك يصلح للدنيا والدين

 

أنت في طريق الدعوة

الواجبات الدعوية

لقد جعل الله التألف والتعارف اساسا للعلائق بين بني البشر فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (سورة الحجرات: 13).

فالتعارف والتألف صفة ملازمة للجنس البشري أينما حل وأينما استقر وأولى الجميع بهذه الصفة هم المسلمون وعلى رأسهم الدعاة، ولتحقيق هذا التعارف وإتمام التالف ينبغي الاعتماد على الأساسيات التالية:

1- الزهد بما عند الناس:

- شاء المولى عز وجل أن يصبغ عصرنًا بالمادية، حتى غدت مقاييس تعاملنا مقاييس مادية بحتة أو تكاد فلا يصدر سلوك أخلاقي سوى من شخص ما إلا ويعود إلى بغية في نفس صاحبه في حين أن هذا السلوك وغيره الذي يخلو من المادية إنما هو من نتاج المنهاج الذي رسمه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: أزهد في الدنيا يحبك الله أزهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس.

قال أبو عثمان الحيري «أحد الصالحين» من حق الصحبة أن توسع على أخيك من مالك، ولا تطمع في ماله، وتنصفه من نفسك ولا تطلب منه الإنصاف، وتكون تبعًا له ولا تطمع أن يكون تبعًا لك. وتستكثر ما يصل إليك منه، وتستقل ما يصل إليه منك.

2- الحفاظ على مودتهم والوفاء لهم.

- وذلك لا يكون إلا بالتغاضي عما يبدو منهم من هفوات فأن الكمال المطلق لله تعالى، ولا يمكن لبشر أن يخلو من الأخطاء مهما بلغ من الصلاح، لذا يجدر بنا أن نبتعد عن العقاب واللوم وأن نلتمس بهم العذر والتأويل الحسن لتصرفاتهم.

ويقول الشاعر:

إذا كنت في كل الأمور معاتبًا 

صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه 

فعش واحدًا أوصل أخاك فأنه 

مقارف ذنب مرة ومجانبه

قال ابن عباس رضي الله عنه: أحب إخواني الي أخ أن غبت عنه عذرني وأن جنته قبلني.

وقال ابن المبارك المؤمن يطلب المعاذير والمنافق يطلب الزلات. 

عن عمر رضي الله عنه قال: «ثلاث يصفين لك ود أخيك تسلم عليه إذا لقيته وتوسع له في المجلس وتدعوه بأحب أسمائه إليه».

أم عدي

هذه القضية

اعتاد بعض المسلمين في حفلات الزفاف أن يأتوا بالمغنيات والراقصات المشهورات في وسائل الإعلام المختلفة على مرأى ومسمع من الحاضرين رجالا ونساء ويستخدم في ذلك آلات العزف -من قبل الفرق التابعة للمغنية- أو حضار المغنين أو تزاحم المدعوين رجالًا ونساء في مكان حفلة الزفاف. أو دخول العروس العروسة وهي في أحسن زينة وتحيط بها نسوة يظهرن في أفتن وأجمل مظهر، ويدخل معه بعض أقاربه -عزابًا أو متزوجين- إلى مكان عروسه، وعندما يدخل العروس العروسة يأخذها من يدها..

ويسمع الحاضر الزغاريد من النساء، ويرى الراقصات يرقصن قبل مسيرة العروس وعروسه إلى البيت المعد لهما.

وبعض الأسر متوسطة الحال من المسلمين يأتون بمن يغني لهم أو بأن يأتي أصدقاء العريس والعروسة ليرقصوا معًا ويغنوا فرحًا بتلك المناسبة السعيدة بين الزوجين.

أين هؤلاء المسلمين من قوله تعالى:

﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ (سورة النور: 30).

وأين هم من قوله صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء؟ فقال رجل يا رسول الله أرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت».

فهل ينتبه المسلمون لخطورة ما ألت إليه أحوالهم فيبادروا لإتباع ما أمر الله به ورسوله؟

 

طاووس والخليفة هشام!!!

يروى أن هشام بن عبد الملك قدم حاجًا إلى مكة، فلما دخلها قال ائتوني برجل من الصحابة، فقيل يا أمير المؤمنين قد تفانوا فقال: من التابعين فأتى بطاووس اليماني، فلما دخل عليه خلع نعليه بحاشيته، ولم يسلم عليه بأمير المؤمنين، ولكن قال السلام عليك يا هشام، ولم يكنه وجلس بإزائه وقال: كيف أنت يا هشام؟ فغضب هشام غضبًا شديدًا حتى هم بقتله فقيل له: أنت في حرم الله وحرم رسوله، ولا يمكن ذلك فقال يا طاووس: ما الذي حملك على ما صنعت قال: وما الذي صنعت، فأزداد غضبًا وغيظًا قال خلعت نعليك بحاشية بساطي، ولم تقبل يدي، ولم تسلم علي بإمرة المؤمنين. ولم تكنني وجلست بإزائي بغير أذن مني وقلت كيف أنت يا هشام؟ قال: أما ما فعلت من خلع نعلي بحاشية بساطك، فإني أخعلها بين يدي رب العزة كل يوم خمس مرات وأما قولك لم تقبل يدي فإني سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: لا يحل الرجل أن يقبل يد أحد إلا امرأته من شهوة أو ولده من رحمه، وأما قولك لم تسلم علي بإمرة المؤمنين فليس كل الناس راضين بإمرتك فكرهت أن أكذب وأما قولك لم تكنني فأن الله تعالى سمى أنبياءه فقال: يا يحيى، يا عيسى، وكني أعداءه فقال: «تبت يد أبي لهب» وأما قولك جلست بإزائي فإني سمعت أمير المؤمنين عليًا رضي الله عنه يقول إذا أردت أن تنظر إلى رجل من أهل النار فأنظر إلى رجل جالس وحوله قوم قيام، فما كان من هشام إلا أن قال له: عظني موعظة طاووس.

قالت لي أمي

في إحدى ليالي رمضان المباركة وبعد أن أدينا صلاة التراويح في أحد المساجد العامرة، وبعد أن ركبنا السيارة راجعين إلى البيت قالت لي أمي، رأيتها تصلي خاشعة لله في صلاتها، ورأيتها تبكي وتنتحب خائفة من الله وراجية ما عنده من الثواب فقلت لنفسي هذه امرأة لن تكون أصغر من أمي الكبيرة في السن وبينما أنا أتخيل صورة تلك المرأة الباكية الخاشعة أن قالت أمي إنها فتاة يا بنتي لن تكون أكبر منك سناء أنها فتاة في مقتبل العمر أنها فتاة ملأ الإيمان جوانحها فارتفعت عن سفاسف الأمور واستغنت بركعات معدودة في جوف الليل عن صرخات الموضة والسفور أنها فتاة دحرت بفعالها آلاف المتاجرين بقضية المرأة، وهنا دار في ذهني شريط طويل من عهد عائشة وحفصة ونساء السلف الصالح مرورًا بابنة سعيد بن المسيب وبابنة أحمد بن حنبل حتى هذا العصر الذي ضاعت فيه المرأة في متاهات التحرر والسفور بتخطيط من أعداء الإسلام ليذيبوا شخصية المرأة المسلمة لأنها مصانع رجال الإسلام ومنبع أخلاقهم. 

وارتسمت في وجهي ابتسامة عريضة لأن هذه الفتاة المسلمة وأمثالها سيقفن السد المنيع أمام مخططات التذويب للمرأة المسلمة وهنا أهمس في أذن كل واحدة من هؤلاء اللاتي وهبهن الله الإيمان وزينه في قلوبهن ألا يبخلن به على بنات جنسهن سواء كن في المدارس أو في الجامعات أو في البيوت وسواء كن طالبات أو مدرسات فيجعلن من أنفسهن قدوة حسنة للأخريات وذلك في حسن المعشر والمظهر والجد والاجتهاد في التحصيل.

راشد السبيعي

 

إلى الذين يعتنقون الإسلام

يقول تعالى: ﴿أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ (سورة المائدة: 32)

ويقول عليه الصلاة والسلام: «لزوال الدينا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق، وفي رواية لزوال الدنيا أهون على الله من دم سفك بغير حق».

هذه منزلة وحال من يسفكون الدماء آناء الليل وأطراف النهار بغير رادع أو حياء لا يرعون لإنسان ولا لمجتمع، ولا لدستور إلا ولا ذمة كيف صارت قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة، وكيف صارت أكبادهم غلاظًا شدادًا، كيف أسعدهم سفك الدماء، وخراب الديار، وغضب الله ولعنة العالمين هل في أولئك خير؟ وهل تستقر بهم البشرية وتهنا؟ وهل تسعد بهم الإنسانية؟.

أن مثل هذه الزمرة إنما الإسلام منها براء كما برئ الذئب من دم يوسف عليه السلام.

وعلى المسلمين مهما تعددت مذاهبهم ومهما تنوعت مشاربهم أن يدركوا الحق ليلتمسوه ويعوا الباطل فيجتنبوه فالمسلم من سلم الناس من يده ولسانه وهنا لن يختلط الحق بالباطل على ذي البصيرة إلا من طغت عصبيته على عقيدته فهنا يكون قد حجب بصيرته وغارت في نفسه وطغت عصبيته على السطح فأصبحت دفته في يد سفينة نفسه، فهذه الفئة خارجة عن الإسلام كما لا يجتمع قلبان لرجل في جوفه.

أم عامر

 

شعاع من الزهد

حج هشام بن عبد الملك أيام خلافته فدخل الكعبة فوجد فيها سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب فقال الخليفة: «يا سالم سلني حاجة» فقال له سالم «إني لأستحي من الله أن اسأل في بيته غيره».

فلما خرج سالم من الكعبة خرج هشام في أثره وقال له: الآن خرجت من بيت الله فسلني حاجة؟ 

فقال سالم: «من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة»؟ فقال هشام: لا من حوائج الدنيا.

فقال سالم: «إني ما سألت الدنيا من يملكها فكيف أسألها من لا يملكها..»

أخواتكم في الله 

من فلسطين الحبيبة

الرابط المختصر :