العنوان إقبال على الإسلام في إسبانيا رغم تفجيرات ۱۱ مارس
الكاتب عبد الباقي خليفة
تاريخ النشر السبت 23-أكتوبر-2004
مشاهدات 26
نشر في العدد 1624
نشر في الصفحة 46
السبت 23-أكتوبر-2004
أمبارو أليتشي: الإسلام دين شامل.. وحجابي.. جزء من إيماني به
أمبورا روزيل: الانتماء للإسلام يتطلب التضحية ونكران الذات والحوار مع المجتمع الذي نعيش فيه
إميلو مينديرو: الإعجاز العلمي في القرآن جذبني للإسلام
يبلغ عدد المسلمين في إسبانيا أكثر من ٨٠٠ ألف نسمة بينهم عدد كبير من المسلمين الجدد
الذين أشهروا إسلامهم، مؤكدين أن «الإسلام دين وطريقة حياة».. ويعتبر الإسلام في إسبانيا الدين الثاني بعد الكاثوليكية من حيث عدد معتنقيه، حيث لا يتردد المسلمون في إظهار معتقداتهم في المجتمع، وتجاوزوا على حد قول بعضهم «كل العقبات التي وضعتها وسائل الإعلام في طريقهم» والتعميمات التي تسحب على الإسلام والمسلمين وفي مقدمتها فرية العلاقة بين الإسلام والإرهاب. وقد أدى الاتفاق بين التجمعات الإسلامية والحكومة الإسبانية دورًا مهمًا في حفاظ المسلمين على عاداتهم وتقاليدهم الإسلامية في المجتمع الأسباني.
حرية دينية: يقول عبد الرحيم الطويل إمام مسجد المركز الإسلامي بفالنسيا: «التفهم الكبير الذي نلقاه في إسبانيا يسهل إلى حد كبير اندماجنا في المجتمع وقد دفع ازدياد عدد المقبلين على الإسلام بعضهم إلى إنشاء «جمعية الطلبة المسلمين» عام ٢٠٠٠ وهي تشكل جسرًا متينًا للحوار الثقافي والديني، للطلبة المسلمين وغير المسلمين».
وقالت بيلدا ديمنيتش إحدى الطالبات الإسبانيات التي لها علاقات قوية مع المسلمات الجديدات: «أعتقد بأن التعايش بين المسيحية والإسلام أمر ممكن، وظهور الخلافات بين الطرفين مرده العلاقة الوهمية التي يقيمها الكثيرون بين الإسلام والمهاجرين، وكذلك علاقة الإسلام بالإرهاب، فالإسلام له موقفه من الإرهاب، وهو واضح فيما هو إرهاب وما هو نضال أو جهاد».
هؤلاء أسلموا: ومن بين المسلمات الجديدات «أمبارو أليتشي» التي ترتدي الحجاب، وهي فتاة كانت كاثوليكية قبل اعتناقها الإسلام سنة ١٩٩٤، تقول عن رؤيتها للإسلام إنه «أسلوب حياة مميز له نظرته الخاصة إلى أمور الدين والدنيا وهو لا ينحصر في مكان معين أو في شخص محدد لكنه يتمتع بطابع العمومية».
وعما إذا كان الحجاب نوعًا من إظهار الطابع الإسلامي لشخصيتها قالت «أنا أطبق أمرًا
قرآنيًّا. فأنا أؤمن بالقرآن الكريم، وأعجب من البعض الذين يؤمنون بأهمية الدواء لكنهم لا يتعاطونه، فإيمانهم فيه شك، الحجاب جزء لا يتجزأ من الإيمان» وتابعت: «عندما يفرض المجتمع علينا أمورًا لا تتناسب ومعتقداتنا علينا أن نقوم باختيارات صعبة، وأنا اخترت أن أكون وفية لديني ولنفسي، ولا أخفي إسلامي، فأنا لا أخشى أن يعرف الآخرون أني مسلمة، لأنني سعيدة بذلك، وأريد أن يرى الجميع ما أنا عليه من السرور والرضا».
أما شريفة بن حسين وهي تونسية تعمل أستاذة جامعية في إسبانيا فقالت: «خصصت بعض الدورات الجامعية لدراسة الشرائع السماوية الكبرى بشكل علمي ويشترك فيها أساتذة مسلمون ومسيحيون ويهود». وقالت: «أصبحت العلاقة بين الجامعة والمجتمع الإسباني أمتن من ذي قبل، وأصبح الناس يقومون بالتعرف على الديانات وخاصة الإسلام بشكل أفضل».
وقال إميلو مينديرو وهو شاب اعتنق الإسلام حديثًا: «تعرفت على القرآن بدافع الفضول، ولكني قررت أن أسلم بعد اكتشافي حقائق علمية وروحانية عميقة» وقال: «نزل القرآن قبل ١٤٠٠ سنة، ولكنه اشتمل على حقائق علمية لم تكشف إلا حديثًا، حيث أكد على دوران الأرض حول الشمس، وتكلم عن جميع مراحل تكون الجنين في رحم الأم، وفي القرآن الكريم وصف مسهب لعدد كبير من الظواهر العلمية كظهور الحياة على الأرض كالمياه مثلًا، وهذه حقائق كانت مجهولة في ذلك العصر».
وتابع: «لقد وجدت فيه حقًا ما كنت أبحث عنه».
أما أمبورا روزيل فقالت هي الأخرى إنها وجدت في الإسلام الحقيقة التي كانت تبحث عنها، وكانت قد تزوجت مغربيًّا لكنها لم تعتنق الإسلام سوى بعد عدة سنوات من زواجهما وقالت: «أحدث دخولي الإسلام تحولًا جذريًّا في حياتي».
وعن المسلمين في أسبانيا قالت «عليهم أن يقتنعوا بأن الانتماء لهذا الدين يفترض التضحية
ونكران الذات، عليهم أن يعملوا أيضًا على الحوار مع المجتمع الذي يعيشون فيه».
ورغم الآلام التي يعانيها المسلمون في أسبانيا بسبب تفجيرات ۱۱ مارس، وما تبعها من تحولات في نظرة الإسبان للإسلام والمسلمين إلا أن ذلك لم يمنع المسلمين من شق طريقهم نحو حضور أكبر في إسبانيا، والمطالبة بحقوقهم التي عبر عنها الأستاذ مانديس الذي اعتنق الإسلام وأصبح متحدثًا باسم المسلمين في إسبانيا، وهي «وجود الأئمة في المدارس والمستشفيات والثكنات العسكرية لتعليم المسلمين أمور دينهم وتذكيرهم بأيام الله»، كما يطالب بضرورة تمويل المساجد من خزينة الدولة كما هو الحال بالنسبة للكنائس..