العنوان قبس من نور (337)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 15-فبراير-1977
مشاهدات 94
نشر في العدد 337
نشر في الصفحة 3
الثلاثاء 15-فبراير-1977
﴿وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ، وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الْأَنبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ، حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ ۖ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ﴾ (سورة القمر: 3-5)
إلغاء الفائدة لا زيادتها
الجدل الدائر حول «فوائد البنوك» - سواء أعطتها للذين يضعون أموالهم لديها أو أخذتها من الذين تقرضهم مقابل فائدة- إنما هو جدل قائم على غير أساس أو على أساس باطل.
فالبنوك تريد رفع سعر الفائدة على القروض التي تعطيها للأفراد أو المؤسسات وتجعل الحد الأدنى للفائدة 10% ومن جانب آخر تريد أن تخفض إلى أدنى حد ممكن الفائدة التي تعطيها للذين يضعون أموالهم لديها.
والبنك المركزي يتدخل لتخفيض فائدة القروض، وتحديد نسبة معينة- كحد أدنى لا يجوز النزول دونه- لأصحاب الأموال المودعة في البنوك.
ويتصور البنك المركزي أنه - بهذا التدخل أو الإجراء- يرفع ظلمًا ويحقق عدالة، بينما القضية كلها حرام في حرام.
فالفائدة- كبرت أم صغرت، إنما هي الربا عينه، ومن ثم فهي حرام وسحت.
إن الإسلام حرم الحد الأعلى أو التصاعد الربوي كما حرم الحد الأدنى أو البقايا والآثار:
● ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران: 130).
● ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ، فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ (سورة البقرة: 279). ومن هنا يجب الإقلاع التام عن نظام الفائدة أو النظام الربوي المحرم المدمر ومن مسؤولية الدولة أن تلغى الفائدة تمامًا من معاملاتنا المالية والتجارية والاقتصادية.
إن المصارف التي تتعامل بالربا، وكذلك كل من يتعامل به ينطبق عليهم هذا الحديث الشريف: «لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال: هم سواء» رواه مسلم.
وشيء مؤكد أن الله تعالى يمحق الربا ويحارب الذين يتعاملون به.
أما الذين يزعمون بأن الربا المحرم إنما هو الذي يستغل حاجة الناس فحسب.. فحجتهم داحضة، فلم يقل عاقل إن الزنا المحرم هو الذي يستغل حاجة الناس، فإذا انتفى الاستغلال انتفت الحرمة، ومع أن الزنا جريمة بشعة فإن جريمة الربا أشد بشاعة ففي الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد والطبراني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية».
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
