العنوان إلى أختي الداعية
الكاتب الشيخ أحمد القطان
تاريخ النشر الثلاثاء 21-نوفمبر-1989
مشاهدات 748
نشر في العدد 942
نشر في الصفحة 66

الثلاثاء 21-نوفمبر-1989
التماسك والإخلاص
هذه التوجيهات استفدتها من كتابات القادة في الدعوة الإسلامية، فأسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء.
أحمد القطان
الداعية الناجحة:
انظروا أيها الأحباب وانظرن أيتها الأخوات
إلى هذا المشهد العجيب؟ ﴿فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ﴾
(القصص:79) ﴿ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ ﴾!!
(القصص:81) فتماسكن أيتها الأخوات فالحفرة عميقة والخندق كبير وهي تعلم أن من أسباب تفرق الجماعات الإسلامية نسيانها
أو تعطيلها للعلم والحكم الشرعي واتباعها سبل ومناهج أخرى في بعض الأمور وهذا داء الأمم الماضية!
﴿فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ ﴾ (المائدة: ١٤) ﴿وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بغيًا بينهم ﴾!! (الشورى: ١٤) ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ﴾ (الأنعام: ٥٣)، وإنما إذا وجهتها الدعوة إلى تخصص دراسي يخدم دعوتها وفي حدود الشرع. فعليها أن تطيع الدعوة وأن تضحي برغبتها الخاصة من أجل المصلحة العامة وسيبارك الله لها ويخلفها أفضل ما تركت «ومن ترك شيئا لله أخلفه الله خيرًا منه!!»
﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ (الأحزاب:٣٦) وهي تعلم أن كل منهاج لا يؤيد الإسلام ولا يرتكز على أصوله العامة لا يؤدي
إلى نجاح قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: «لو كان موسى حيًا بين ظهرانيكم لا يحل له إلا أن يتبعني»، ثم أمر عمر
بأن يمزق الصحيفة اليهودية التي في يده.
وإنها إذا أيدت هيئة
أو
جماعة إسلامية عليها أن تستوثق أن هذه الهيئة
أو
الجماعة لا تتنكر لها ولدعوتها ولغايتها. قال الإمام الشافعي:
أحب من الإخوان كل موات |
|
وكل غضيض الطرف عن عثراتي |
يوافقني في كل أمر أريده |
|
ويحفظني حيًا وبعد مماتي |
وهي تخلص لكل الهيئات الإسلامية من بينها أهل السنة والجماعة وتحاول التقريب بينها بكل الوسائل الشرعية وتعتبر أن الحب في الله بين المسلمين هو أصلح أساس لإيقاظهم ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ (الحجرات:١٠).
وهم يناوئون كل هيئة تشوه معنى الإسلام ﴿وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾ (الممتحنة:٤) كذلك فإنها تعلم أن لكل قطر أوضاعه وظروفه
الخاصة
وعلى أهل كل قطر أن يستوعبوا ويفهموا تلك الأوضاع والظروف،
وأن يرسموا مخطط عملهم الدعوى على ضوئها بما لا يتناقض مع المخطط العام للدعوة الإسلامية
العالمية ولا بد من التنسيق!!
وهي تربي أخواتها على النضج والوضوح في الإجابة الصحيحة المنبثقة من الفهم السليم والحكمة!! لكي يثق بنا من ندعوه للعمل معنا وعلينا أن نعي كل الشروط اللازمة لتجعل الناس يثقون بخططنا ومشاريعنا ودعوتنا!! فهي تربي أخواتها على التوازن التام بين العقل والعاطفة. قال الإمام حسن البنا رحمه الله: «ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول، وأنيروا أشعة العقول بلهب العواطف، وألزموا الخيال صدق الحقيقة والواقع، واكتشفوا الحقائق على أضواء الخيال الزاهية البراقة ﴿ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ﴾ (النساء:١٢٤) ولا تصادموا نواميس الكون فإنها غلابة!! ولكن غالبوها!! واستخدموها وحولوا تيارها، واستعينوا ببعضها على بعض
وترقبوا ساعة النصر، وما هي منكم ببعيد».
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

قياس الرأي العام باستخدامها.. وسائل التواصل الاجتماعي في خدمة الدعوة الإسلامية
نشر في العدد 2114
24
الجمعة 01-ديسمبر-2017
