العنوان إلى كل زوجة: اجعليه سيدا .. ولا حرج !
الكاتب ناهد إمام
تاريخ النشر الثلاثاء 15-سبتمبر-1998
مشاهدات 21
نشر في العدد 1317
نشر في الصفحة 58
الثلاثاء 15-سبتمبر-1998
الزوجة الذكية تعالج وتمتص ... ولا تصطدم.
على عتبات الزوجية تقف الفتاة حائرة.. كيف أتعامل مع زوجي؟ كيف أعيش حياتي الجديدة؟ هل يمكن تغيير شخصية زوجي وطباعه... إلخ؟ ماذا لو كان زوجي عنيفًا؟ ماذا لو كان عصبي المزاج؟ ماذا لو كان عنيدًا؟، ماذا لو كان متسلطًا ؟ ماذا لو كان ضعيف الشخصية؟.. تساؤلات تدور في ذهن الفتاة عند الارتباط بمشروع الزواج.
وحتى تتعرف كل فتاة على صفات شريك الحياة وطباعه وكيفية التعامل معها، كان لنا هذا الحوار:
أنت أستاذة في علم نفس زوجك .. فاعرفي ما يغضبه وما يرضيه، وتجنبي الأول وافعلي الآخر .. لا تضعي عيوبه أمام عينيك.. ضعي محاسنه ومواقفه الطيبة حتى تقدري على الاستمرار في طاعة الله فيه، تيقني أنك لا تقدرين على محاربة الرجل بسلاحه - قوته في لفظه وكفه وعناده - لأنه ثقيل في يدك النضيرة وإنك لتتعبين من حمله، وسيريك الزمان أن أسلحة المرأة الماضية هي الجمال والاستسلام والحلم واللطف والسكينة والخجل والبكاء... أسلحتك كافية لأن تدمث أكثر الطباع خشونة وتحط أكثر النفوس كبرياء أحبي وشجعي واحتملي وسامحي واحترمي تري نفسك في طريق الهناء!
بهذه الكلمات تبدأ الداعية الأستاذة ذكية عبد المقصود الأشموني حديثها لـ المجتمع وهي في ذلك تحيي دور الأم المحبة الحكيمة العاقلة، وتنصح فتياتها المقبلات على حياة جديدة في ظل الزوجية، حتى يصنعن حيوات كلها المودة والسكن والرحمة، كما أرادها الله عز وجل.
وعن اختلاف شخصيات الأزواج وطباعهم وكيفية التعامل مع الزوج تبعًا لذلك، تتناول الداعية الإسلامية الموضوع في سلسلة من النصائح.. فتقول:
عصبي ولكن طيب!
زوج عصبي المزاج.. طيب القلب في حقيقته فهو يخطئ ثم يعتذر يثور ثم يرضى حساس يحتاج إلى الرفق والحلم وسعة الصدر .. مع هذا الصنف من الرجال إياك أن تثوري في أثناء ثورته، فيحدث ما لا يتصوره عقل، كوني هادئة متزنة لا تجادلي ولا تعاندي، وتجنبي الخصام فهو سرعان ما سيعود!
عنيد تقهره المراوغة!
أما الزوج العنيد، فاعلمي أن الصبر والسكوت يضع سلاح عناده، ثم الإقناع بعد ذلك علاج له، تنازلي عن رأيك تجنباً لحدوث مشاكل. إن أصر على تنفيذ ما يريد ووجدت به حرقة أو مضرة راوغيه بالتأجيل أو حاولي التلهي في عمل أى شيء في البيت قبل أن يأخذ هذا القرار غير الصائب، أو اطلبي منه الخروج للنزهة أو زيارة أهله.. إلخ.
ضعيف الشخصية.. ولكنه رائع!
وإذا كان الزوج ضعيف الشخصية لا يفكر بعقله، بل ينقاد لغيره مريض يحتاج إلى علاج فالحل أن تحتويه حتى يستعيد ثقته بنفسه وينعزل عمن ينقاد إليهم، ولكن باختياره، وهذا هو المهم والصعب في الوقت نفسه.
وإليك الطريقة الناجحة بإذن الله: اطلبي من زوجك القيام ببعض المهام وأكثري من الثناء عليه واشكري صنيعه، شجعيه دائما وأظهرى احترامك اهتمي به وأدي حقوقه، اهتمي بزينتك وإعداد بيتك واحترام الأولاد له، عندها سيرى بيتكما جنته التي يجب أن يأوي إليها وأخيراً حثيه دائماً على كتم أسراركما العائلية، واتفقا على معالجة أمور حياتكما معًا.
الموت للبخيل!
الزوج البخيل.. الذي يُضيع من يعول من زوجة وأولاد ويحرمهم من ضرورات الحياة من مأكل ومشرب وملبس وعلاج.. جربي معه التذكرة بالموت وترك كل ما يملك ويشتهى ويحرص عليه، جربي تذكرته بعاقبة الظلم والتفريط في حقوق الزوجة والأولاد.. استعيني بمن يؤثرون عليه من أهله ومقربيه من أهل الفطنة والعدل تجنبًا لحدوث مشاكل، وأخيرًا تذكري أن عليك الصبر والاحتساب عند الله!
تعثر الحياة الزوجية قد يرجع إلى عدم الاهتمام بمعرفة كيفية التعامل مع طباع الزوج:
الكذب نوعان !
الزوج الذي لا يصدق القول.. يكذب عليك لأنك مسرفة فيخفي عنك حقيقة دخله، أو تفشين أسراره فيكتم عنك ما ينجز من أعمال، أو أنت متسلطة تعيرينه بما يقوله لك، فيخفي عنك ما يحدث له مع الناس أو في العمل.. إلخ، إذن فهو يكذب عليك وحدك، فتجنبي ما يدفعه إلى تضليلك خشية أن يزداد كذبه، فيشمل سائر حياته، أشعريه دائماً بأنك غير مهتمة بكل ما يخفي عنك ولا تسأليه عن أسراره، حتى يمن الله عليه بترك هذا الخلق الذميم، أما إذا كان الكذب خلقًا له في سائر حياته معك ومع الناس فهو خلق ناتج عن سوء التربية، وعلاجه الموعظة الحسنة والتذكرة بعاقبة الكذب وخطورته.
عابدة أمام الغرور!
الزوج المتكبر المغرور لا يستجيب للنصح بسهولة، ولا تجدي معه النصيحة بشكل مباشر كثيرًا ما يسبب مشاكل في البيت وخارجه؛ لأن طباعه غير مقبولة، فعليك الالتزام بعكس سلوكه نعم عليك الالتزام والتواضع الشديد معه ومع الناس، حتى يتعود هذا الخلق النبيل فتكون دعوة وموعظة بالسلوك لعله يشفىن اجتهدي بالدعاء وموعظته بالحسنى، والقول اللين كوني أمام عينيه دائمًا عابدة، حتى يستحي من كبره و غروره فيعود إلى ربه.
المتسلط تهزمه المشاركة:
الزوج المتسلط المستبد لا يأخذ بمشورة زوجته ويعتقد أن ذلك أمر يسقط هيبته ويعيبه بين الناس، وهو زوج يخطئ فهم القوامة والرجولة، فجربي أن تكوني في مستوى تفكيره، اسأليه دائمًا عما يجول في خاطره أو يعكر صفو حياته، شاركيه حياته وذكريه دائمًا بأن أمرهم شورى بينهم. وأخيرًا: احرصي على أن تحيطي نفسك علمًا بكل ما يحدث حولك حتى تستطيعي الإدلاء برأيك.
ملء العيون الزائغة:
الزوج الذي يتطلع إلى غير زوجته يفتن نفسه، إما لطمع في نفسه ودناءة طبع، وإما لوجود تقصير من جانب زوجته، حاولي أن تكوني حسب مأمول زوجك، واحرصي على أن تصبحي ملء عينيه، تعرفي من خلاله على الصفات التي تعجبه في النساء، والتي يجب أن تتحلي بها، اجتهدي في ذلك، كوني كما يرغب، وأخيراً أدي ما عليك يؤتك الله مالك وحسابك على الله.
بدائل الحب:
الزوج الذي يبغض زوجه، أشعر أنه لا يحبني إذا قلت هذه العبارة متهمة زوجك فعليك بالبحث أولاً عن الأسباب التي جعلت من اختارك زوجة له من دون النساء يغير عواطفه تجاهك، وتذكري أنه ليس كل البيوت تبنى على الحب.
نعم هناك الرعاية - كما قال سيدنا عمر رضي الله عنه - جربي التودد إليه، مجاذبته الحديث، لا مانع أن تكوني ضحوكة خفيفة الروح، غيري أساليب حياتك معه، وأماكن أثاث شقتك، جددي في ملابسك، وتسريحة شعرك تفنني في طرق جذبه إليك، نبهي قلبه الغافل عنك، وافتحي عينه الغامضة عليك، اجتهدي في الدعاء إلى الله أن يرضيه بك ويسعدك به، وعليك بالصبر.
خيبي ظن الغيور:
الزوج الغيور إلى حد الشك، غيرته مرضية يكرهها الله، وليست تلك التي للرجل الشهم الكريم التفتيش وراء كل شبهة أو قول أو فعل التماس العثرات من غير ريبة، سوء الظن والبحث في ثنايا الألفاظ عن الاتهام الذي لا موضع له ولا أساس كل ذلك علامات للغيرة المرضية.
فعليك بتجنب ما يثير غيرته وشكه وظنه لا تخرجي إلا معه، احترسي من الألفاظ، طيبي نفسه بتنفيذ ما يريد من أجل اطمئنانه، حتى يشفى من مرضه، اصبري وأثبتي له دائمًا خيبة ظنه وصدق أمانتك حتى يتخلص من فرط غيرته.
لا تتركيه للشيطان:
الزوج العاصي تجملي معه بالأناة، القول اللين لا تغفلي تذكرته، اجعليه يعتاد رؤيتك في طاعة الله اجعلي غيرك من أهل الدين والتقوى يذكره ويدعوه إلى هجر المعصية والإقبال على طاعة الله، لا تتعجلي الشفاء، فربما لا يأتي سريعًا، لا تكوني عونًا للشيطان عليه، بل كوني عونًا له على طاعة الله.
لا تطيعيه:
الزوج الآمر بالمعصية، يتخطى حدود نفسه لا تشاركيه إثمه، ومع ذلك لا تفرطي في حقوقه حتى يهديه الله، ولا تطيعيه في معصية الله أبدًا. اعرضي عليه الدين بطريقة رقيقة طيبة، كوني ودودة حنونة هادئة قليلة الكلام لعل ذلك يكسر حدة طبعه ويجذبه إليك، وعندها تستطيعين إقناعه بالحق.
الزوج سيئ العشرة .. ادفعي شره بخيرك... وإساعته بإحسانك.. ابحثي عن أسباب سوء معاملته وعشرته لك إن كانت تغضب الله، أو تضر أحداً، ثم التزمي الصبر والهدوء وانتهزي فرصة هدوئه النفسي وأقنعيه باللين والرفق بسوء ما يأمرك به، وإن كانت الأسباب لا تغضب الله ولا تضر بأحد، فلا مانع من ترضيته وطاعته، وفي حالة تعسر الأمور يمكنك الاستعانة بتحكيم ذوي الدين والعقل.
الجاذبية تعالج العنف:
الزوج العنيف المؤذي هو قدرك قد يبدو أمامك أسطورة، ولكنها تنهار أمام سلاح الجاذبية.
اجعليه لا يستغنى عنك وعن بيتك أقنعيه بالهدوء والأدب بما تريدين في الحق.. استغلي الوقت الذي يكون فيه خيرًا طيبًا، لا تبخلي عليه بالعطف والحنان والتودد، والصبر هو الدواء الشافي.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل