; إمام أكبر مساجد لاجوس: الاختلافات العرقية والقبلية.. أكبر مشكلات نيجيريا | مجلة المجتمع

العنوان إمام أكبر مساجد لاجوس: الاختلافات العرقية والقبلية.. أكبر مشكلات نيجيريا

الكاتب رجب الدمنهوري

تاريخ النشر الثلاثاء 15-سبتمبر-1998

مشاهدات 17

نشر في العدد 1317

نشر في الصفحة 40

الثلاثاء 15-سبتمبر-1998

  • المسلمون في نيجيريا يحتاجون إلى الفهم الصحيح للإسلام بعيدا عن الخرافات والبدع.

  • خطبة الجمعة تلقى بالعربية وتُترجم إلى الهوسا والإنجليزية.

  • معظم علماء نيجيريا يهتمون بالنواحي التقليدية.. وتأثيرهم محصور في القوميات.

جمهورية نيجيريا الفيدرالية تعد أكبر دولة إسلامية في قارة إفريقيا من حيث عدد السكان، وتتكون من ٦٣ ولاية، لديها إمكانات بشرية واقتصادية هائلة، لا تهنا بالاستقرار بسبب كثرة الانقلابات العسكرية بها تعددية قبلية وقومية.

حول واقع المسلمين في نيجيريا وهمومهم ومشاكلهم كان هذا الحوار مع الشيخ الشامي نصحي -إمام مسجد لاجوس بنيجيريا-:

  • في البداية نود التعرف على طبيعة عملكم؟ وما الدور الذي يؤديه المسجد في نيجيريا؟

أعمل مبعوثًا  لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية السعودية ضمن برنامج التربية والتعليم بالهيئة، وقد انتدبت من الهيئة لأعمل إماما متفرغا للمسجد السوري بمدينة لاجوس، وهو أكبر مساجد المدينة، والحقيقة أن رسالة الإمام مهمة وعظيمة، ويستطيع الإمام الناجح -بفضل الله وتوفيقه- أن يجعل من المسجد إشعاعًا روحيًا وفكريًا وثقافيًا، وأن يبصر المسلمين بأمور دينهم وشريعتهم، وأن يسعى قدر استطاعته لربط جمهور المسلمين بقضايا وهموم أمته، وإيجاد الحلول للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية وهذا –بحمد الله– ما نحاول أن نقوم به في المسجد السوري، والذي أصبح بتوفيق الله قبلة أفئدة الكثير من المسلمين في نيجيريا.

يقوم المسجد بأنشطة مختلفة –فعلاوة على خطبة الجمعة باللغة العربية «وترجمتها بالإنجليزية والهوسا» هناك الدروس المسجدية الأسبوعية– ودروس تعليم اللغة العربية والدين الإسلامي لأبناء المسلمين والجاليات العربية هناك – وعقد حفلات الزواج، وتوزيع المصاحف باللغات المختلفة وإعداد موائد إفطار الصائم طوال شهر رمضان - وذبح الأضاحي في عيد الأضحى ومساعدة سجناء المسلمين الفقراء ومساعدة المرضى الذين لا يستطيعون تحمل نفقات العلاج، وفتح المكتبة المسجدية لجمهور المصلين كل يوم، ومساعدة طلبة العلم، وذلك كله من خلال لجنة المسجد.

  • ماذا عن عدد المسلمين في نيجيريا؟وما مدى تمسكهم بصحيح الإسلام؟ 

عدد المسلمين في نيجيريا لا يقل عن ٧٠ مليون مسلم من بين عدد السكان البالغين ۱۲۰ مليونًا، ويتوزع المسلمون في نيجيريا بين قوميات مختلفة أكثرهم في قوميات «الهوسا - وفلاني» شمال نيجيريا، وكذلك قومية اليوربا في الجنوب والغرب ونيجيريا من البلدان ذات الإمكانات الاقتصادية والبشرية الجيدة، حيث تتنوع فيها مصادر الثروة من نفط وفحم ومعادن مختلفة وزراعة وتجارة وصيد أسماك، إلخ، ويحتاج المسلمون في نيجيريا -شأنها شأن  معظم بلدان المسلمين في إفريقيا- إلى مزيد من الفهم الصحيح للإسلام، بعيدًا عن الشوائب والبدع والخرافات، وتنقيته من تأثيرات البيئة ومع هذا فهناك مجموعات لا بأس بها من الذين تخرجوا في البلدان الإسلامية كالسعودية ومصر والكويت والسودان وغيرها، قد فهموا الإسلام فهما صحيحًا شاملًا متكاملًا ويقومون بدور لا بأس به في توعية الناس، وإن كانت هذه الجهود لا تزال محدودة وغير كافية لمحو الأمية الإسلامية لعامة مسلمي نيجيريا، بل بحاجة إلى المزيد والمزيد من العمل المتواصل وتأصيل وتعميق المفاهيم الإسلامية الصحيحة وإعطاء القدوة للناس.

  • هل هناك خلافات بين المسلمين، وهل تبذل محاولات لاحتوائها؟

من أخطر المشاكل التي تواجه المسلمين في نيجيريا الاختلافات العرقية والقبلية، وهذه المشكلات تهدد كيان ووحدة المسلمين، والتي يغذيها دائمًا أعداء الإسلام ليبقى المسلمون في حالة ضعف وشتات، فهم يذكون نار العداوة بين الشمال والجنوب هوسا ويوربا، ولكن العقلاء من المسلمين بدؤوا يتفهمون خطورة الانسياق في مثل هذه المتاهات.

  • ما الهيئات الإسلامية والعلمية والإغاثية العاملة في نيجيريا؟

هناك بعثة الأزهر من مصر، ومن المملكة العربية السعودية: هيئة الإغاثة الإسلامية، والندوة العالمية للشباب الإسلامي والمنتدى الإسلامي وجمعية الحرمين الشريفين وغيرها، وكذلك جهود السودان متمثلة في منظمة الدعوة الإسلامية ووكالة العالم الثالث للإغاثة، وجهود دولة الكويت متمثلة في وزارة الأوقاف والهيئة الخيرية العالمية - هؤلاء يقومون بجهود مشكورة في تعليم وبث الوعي الإسلامي، وتعليم اللغة العربية لأبناء المسلمين، والقيام بالجهود في الجانب الاجتماعي والإنساني، لكن نيجيريا بحاجة إلى المزيد، حيث الكثافة البشرية الضخمة وتفشي الجهل والأمية بالأمور الشرعية.

  • هل لعلماء نيجيريا دور مؤثر في دعوة الشعب إلى الإسلام، وماذا عن الاتجاه التجديدي في نشر الدعوة؟

للعلماء دور مشكور وملموس، والشعب النيجيري يحترم ويقدر علماءه، غير أنه يغلب على معظم العلماء الاهتمام بالنواحي التقليدية والمذهبية، كما أنه لا تستطيع أن ترى عالمًا أو مجموعة علماء لهم تأثير قوي على معظم الشعب، بل نجد أن كل عالم محصور في إطار قومیته باستثناء بعض الفضلاء، كالشيخ أبو بكر جومي -رحمه الله- وبعض خريجي الجامعات العربية والإسلامية الذين لهم تأثير جيد وملموس، وبخاصة في أوساط الشباب والمثقفين.

  • تعليم الإسلام في نيجيريا .. إلى أي مدى يسهم في تشكيل العقلية المسلمة ذات الفكر الصحيح والمتوازن؟

للتعليم الإسلامي دور بارز ومهم في تشكيل العقلية الإسلامية الداعية داخل نيجيريا، فهناك العديد من أقسام اللغة العربية والشريعة الإسلامية داخل الجامعات، وكذلك العديد من المدارس الإسلامية والعربية في شمال نيجيريا وجنوبها، ومع ذلك فهذه الأقسام والمدارس تواجه تحديات كثيرة من حيث قلة الإمكانات وقلة العدد، وعدم وجود المنهج الذي يتواءم ويتناسب مع طبيعة المجتمع النيجيري وفي المقابل ترى المدارس التنصيرية بدءا من مرحلة الحضانة إلى الجامعة على أعلى المستويات والإمكانات.

  • ماذا عن الخريطة السياسية لنيجيريا.. وهل هناك تيار إسلامي قوي؟

تموج نيجيريا بكثير من التيارات والقوى الفكرية والسياسية المختلفة، وكلها تتصارع من أجل الاستيلاء والسطو على أكبر قدر من المصالح والمغانم في بلد فيه إمكانات اقتصادية ضخمة، ومع هذا فالشعب هناك يعاني من ظروف وأوضاع معيشية صعبة للغاية، والحقيقة المرة أنك لا تجد وسط كل هذه التيارات المتصارعة المتناحرة تيارا يعبر عن هموم المسلمين وتطلعاتهم، بل الكل يعمل لمصالحه الشخصية ومنافعه الخاصة.

  • ماذا عن المرأة المسلمة النيجيرية وما مدى مشاركتها في الحياة العامة وإسهاماتها في الدعوة إلى الإسلام وما مدى تمسكها بالزي الإسلامي؟

المرأة موجودة في المدارس والجامعات وموجودة في الوظائف الحكومية المختلفة وكذلك لها إسهاماتها المختلفة في نشر الإسلام والقيام بالدعوة الإسلامية ولها احترامها وتقديرها، وتقوم برسالتها في مختلف مجالات الحياة، والكثيرات من المسلمات يتمسكن بالزي الإسلامي والمظهر الإسلامي -وهن يجاهدن في وسط أجواء من التغريب تحاول سلخ المرأة المسلمة عن دينها ونزع حجابها وعفافها- فهناك التيار المتغرب الذي يحاول جاهدا نشر الرذيلة والفاحشة بين المؤمنات، ولقد أثر إلى حد كبير في أوساط المرأة في الجامعات والمدارس والشوارع، ومع هذا فجهود الصادقات من المسلمات تبذل للوقوف أمام هذه الموجة الكاسحة من الفساد والانحلال ونشر الفوضى.

الرابط المختصر :