; صحة الأسرة (1643) | مجلة المجتمع

العنوان صحة الأسرة (1643)

الكاتب وجدي عبدالفتاح سواحل

تاريخ النشر السبت 19-مارس-2005

مشاهدات 16

نشر في العدد 1643

نشر في الصفحة 62

السبت 19-مارس-2005

  • إنسان القرن الحادي والعشرين... غد مشرق أم مستقبل كئيب؟

إنسان سنة ۲۰۰۰ م وما بعدها لا بد أن يكون مختلفًا في كثير من الصفات والاهتمامات والتطلعات عن إنسان القرون السابقة. ويختلف العلماء في رسم هذه الصورة بين غد مشرق يتمتع فيه البشر بالسعادة والصحة والرفاهية أو مستقبل كئيب شديد الظلام حيث الجراثيم العملاقة التي تقاوم كل المضادات وميكروبات تأكل لحوم البشر وأمراض جديدة مرعبة تهدد العالم.

بالإضافة إلى دخول البشرية في دائرة «الفناء الذاتي» بسبب الزيادة السكانية، وعدم قدرة الكرة الأرضية على توفير الغذاء بالإضافة إلى التلوث المتزايد والمخلفات السامة وانخفاض حجم الموارد الطبيعية مثل الغابات والتربة والمياه العذبة والهواء، فضلًا. عن اختفاء الآلاف من السلالات النباتية والحيوانية بما يضع البشرية على طريق الفناء.

ليس الأمر مقصورا على الفناء الذاتي بل الأخطار من «حرب الجراثيم» التي سوف تقضي على الإنسان بسبب الإفراط في تناول المضادات الحيوية وإساءة استخدامها، حيث أعلن العلماء البريطانيون أنهم اكتشفوا نوعًا خطيرًا من الجراثيم العملاقة يقاوم كل المضادات الحيوية مهما كانت قوتها بالإضافة إلى ميكروب آكل للحوم البشر كان يكمن في التربة الإفريقية وخرج بعد تدمير الغابات الاستوائية. 

(أ) أمراض مرعبة: بعد أن ساد الاعتقاد في العالم كله بأن الإنسان تخلص من أمراض معدية كثيرة كانت قد أصابته في الماضي فإن التحذير الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية.W.H.O في الفترة الأخيرة يقلب المائدة في وجه هذا الاعتقاد إذ تشير التقارير إلى أن هناك مؤشرات كبرى على عودة الأمراض التي كانت من المعتقد أنها اختفت من العالم والظهور مرة أخرى ومعها أمراض جديدة شديدة الخطورة ومثيرة للرعب، وهذه التقارير تحمل معها قلقًا شديدًا من عودة أمراض مثل الملاريا وحمى الدنج والأبيولا على نطاق واسع في العالم.

(ب) إنسان سوبر: بخلاف التوقعات السابقة وعلى عكس الصورة التشاؤمية، فإن أغلب العلماء يتوقعون أن يتحول إنسان القرن القادم إلى مخلوق سوبر يغير شكل الحياة على الأرض ويتجاوز عمره المئة عام سيقضي إجازاته في الفضاء ويعمل ثلاثة أيام فقط في الأسبوع.

وذكرت الدراسات العلمية أن الإنسان سيكون أكثر إنتاجا ولديه قدرة أكبر على العمل متاحة له فرص السفر إلى الفضاء من خلال مكوك الفضاء وتجري حاليًا أول محاولة جادة لتحويل سطح القمر إلى منطقة سياحية وأعلنت سلسلة فنادق هيلتون العالمية أنها تعتزم بناء فندق خمسة نجوم على سطح القمر يضم ٥٠٠ حجرة سيكون به شاطئ ومزرعة وبحيرة صغيرة، وقدمت شركات يابانية أربعين مليون دولار لإقامة مشروعات خاصة لها على سطح القمر وتتعاون شركة هيلتون في هذا المشروع مع وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» وتأمل أن تقوم الوكالة بالمساعدة في نقل نزلاء الفندق من الأرض إلى القمر والعكس، في حين تخطط الشركات اليابانية لإقامة ملاعب تنس ومناطق للاستجمام وأبراج سكنية.

من المتوقع أن يكون إنسان القرن القادم مشغولًا كثيرًا بجسمه وسوف يكون جيل الأبناء أطول قامة من الآباء، وقد حذر العلماء من أن إنسان المستقبل سيتسم بالبدانة والصلع بسبب الرفاهية، مما سيجعله أشبه بثمرة البطاطس لذلك نتيجة إقبال البشر الحاليين على التهام الطعام بشكل غير عادي ولجوئهم إلى استخدام الأجهزة الحديثة التي توفر الجهد والوقت تجعلهم بعيدين عن القيام بأي نشاط فضلًا من أن كثير من الناس لا يمارسون الرياضة ويطالب العلماء الإنسان بالعمل على تغيير سلوب معيشته والابتعاد عن النمط الاستهلاكي والاهتمام بالبيئة المحيطة وإلا فالرجل «البطاطس» قادم لا محالة!

وبالرغم من اعتراف العلماء بالفشل حتى الآن في إحراز تقدم ملموس في فهم طرق عمل المخ البشري، إلا أن العلماء الأمريكيين أعلنوا مؤخرًا عن اكتشافات جديدة في مجال أداء المخ وظائفه وتنظيمه العضوي، مما يمكن المشلولين والعاجزين عن الحركة من تحريك أذرعهم وأرجلهم بمجرد التفكير في ذلك.

كما توصل العلماء إلى علاج أورام المخ بالجينات فيما وصف بأنه ثورة في علاج المخ إذ تم تطوير طريقة جديدة لعلاج وتدمير الأورام السرطانية يمنع إمدادات الدماء عن الأورام وتحفيز جهاز المناعة ضد الورم الخبيث. وهذه الطريقة أثبتت نجاحًا كبيرًا خلال التجارب، ومن المتوقع استخدامها في العلاج خلال السنوات القليلة القادمة، كما ابتكر فريق من جراحي العيون في إيطاليا طريقة جديدة لزرع القرنية تعيد البصر إلى المكفوفين. وفي سرية تامة وعلى غرار أفلام الخيال العلمي يقوم العلماء الأمريكيون حاليًا بتربية ومتابعة عدد من الخنازير بعد أن أحدثوا تغييرًا للصفات الوراثية لها باستخدام جينات بشرية من نوع خاص على أمل أن تنمو لهذه الخنازير أعضاء يمكن استخدامها في تعويض الأعضاء المصابة في الإنسان دون أن يرفضها الجسم البشري، وفي تطوير علمي جديد أعلن بجامعة «لوستيل» الأمريكية أن زراعة أعضاء الوجه ستكون ممكنة خلال السنوات القليلة القادمة.

إن الإنسانية على أبواب عصر جديد والأمل كبير أن يحقق الإنسان خطوات واسعة نحو الصحة والانتصار على الأمراض وأن يتمتع بالجسم السليم.

الأطفال الأطول أكثر نجاحًا:

أظهرت دراسة فنلندية جديدة نشرتها مجلة أرشيف أمراض الطفولة، أن الأطفال الأطول قامة في السنة الأولى من حياتهم أكثر نجاحًا وتفوقًا في حياتهم المستقبلية وأكثر جنيا وكسبًا للمال.

ووجد الباحثون بعد متابعة ٤٦٣٠ رجلًا في منتصف العمر أن الذين تجاوزت أطوالهم ۸۰ سنتيمترًا في عمر السنة جنوا مالًا أكثر بحوالي ٥٠٪ من نظرائهم الذين قلت أطوالهم عن ٧٢ سنتيمترًا في نفس السن. ولاحظ هؤلاء أن كل سنتيمترين زيادة في طول الطفل تعادل زيادة في دخله المادي المستقبلي بنسبة ٣.٥٪ وأن الأطفال الأقصر في عمر السنة أكثر ميلًا لممارسة المهن اليدوية، حيث أصبح ٤٤% من الأطفال الذين قلت أطوالهم عن ۷۲ سنتيمترًا من العمال الكادحين، مقابل واحد فقط من كل خمسة أولاد تجاوزت أطوالهم ٨٠ سنتيمترًا في نفس العمر. وقام الباحثون في جامعة ساوثامبتون البريطانية، والمعهد الوطني الفنلندي للصحة العامة بمتابعة الأولاد الذين ولدوا في فنلندا في عامي ١٩٤٣ - ١٩٤٤م واستثناء البنات في هذه الفترة لأن معظم الفتيات في هذا الجيل بقين في المنازل ولم يخرجن للعمل ومقارنة أطوالهم في السنة عمر وما جنوا من المال في عقد التسعينيات عند بلوغهم الخمسين.

وكانت الدراسات السابقة قد ربطت النمو خلال فترات الطفولة بنجاح الفرد في مهنته المستقبلية، إلا أن معظمها ركز على متابعة هذه العلاقة حتى سن المدرسة فقط، بعكس الدراسة الجديدة التي تضمنت أيضًا معدلات النمو في السنة الأولى من الحياة كمؤشر دقيق على الكسب المادي مستقبلًا.

ووجد الباحثون أن الأطفال الذين نموا ببطء، كانوا أقل نجاحًا وتفوقًا في المجال الأكاديمي، إما بسبب ارتباط النمو البدني البطيء بالنمو العقلي والذهني، أو لأن تغذية الأطفال لم تكن جيدة مما أدى إلى إصابتهم بالأمراض التي أثرت على نشاطهم الحسي.

وحسب الباحثين، فإن هذه النتائج تؤكد أهمية السنة الأولى من عمر الطفل في نموه وتطوره، فالتغذية الجيدة والتنشيط المناسب لعقل الصغير يؤثر على تطوره المستقبلي ونجاحه في حياته العلمية والعملية، مشيرين إلى وجود ارتباط بسيط بين طول الطفل الذي يتأثر بالتغذية وذكاءه وقدراته الذهنية والإدراكية ونبه الخبراء إلى أن نوعية الغذاء وصحة الطفل والبيئة الاجتماعية حوله لا تحدد نموه البدني فقط بل تؤثر بصورة مباشرة على نفسيته وعقله أيضًا. لافتين إلى أن الأشخاص في الطبقات الاجتماعية العالية يكونون بشكل عام أطول من أقرانهم في الطبقات الاجتماعية المتدنية.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 7

43

الثلاثاء 28-أبريل-1970

نشر في العدد 48

44

الثلاثاء 23-فبراير-1971

نشر في 101

41

الثلاثاء 23-مايو-1972