الأكاديمي السوري عرابي عبدالحي يكشف لـ«المجتمع» تفاصيل مخطط مليشيات السويداء
                    استيقظ الشارع السوري والعربي، في 13
يوليو 2025م، على أحداث دموية في مدينة السويداء، تصاعدت بتدخل «إسرائيلي»، وقصف
لمقار حكومية ومدنية من قبل الطيران الصهيوني، بدعوى حماية الدروز وتأمين أنصار
الزعيم الدرزي حكمت الهجري.
لمعرفة المزيد حول هذه الأحداث وتفاصيلها، تواصلت «المجتمع» مع الأكاديمي والباحث السوري عرابي عبدالحي، الذي كشف بداية الفوضى ومن يقف وراءها وما الهدف منها.
بداية، صف لنا المشهد عن قرب لما حدث في السويداء؟
- المشهد بدأ مع دخول قافلة تجارية
للعشائر كانت في طريقها للسويداء، حيث تم إيقافها وقتل أصحابها بعد أسرهم على يد مليشيات
تابعة للمدعو حكمت الهجري.
وعقب قتل رجال القافلة، حدث ما يشبه
الفزعة من أبناء العشائر؛ رداً على قتل أبنائهم على يد المجلس العسكري، الذي تأسس
عقب سقوط نظام بشار الأسد بيوم أو يومين في السويداء.
عدد أفراد الطائفة الدرزية في السويداء يتراوح بين 300 - 500 ألف
الاشتباكات أدت إلى فوضى في السويداء ومحيطها؛ ما دفع شيوخ العقل إلى الاستنجاد بالدولة لإيقاف الفوضى، وعقب وصول الأرتال العسكرية من قبل الدولة تم إعداد كمائن وعمليات لها من قبل المليشيات الخارجة على القانون وصلت إلى 13 عملية متزامنة ومنسقة في وقت واحد، حيث تسببت في أسر بعض العناصر؛ لإحراج الدولة وإسقاط هيبتها.
مع تصاعد الأحداث، ظهرت شخصية حكمت الهجري، من هو؟ وماذا يريد؟
- حكمت الهجري شخصية تابعة للطائفة
الدرزية، التي لها هيئة ثلاثية في سورية لشيوخ العقل أو مرجعية روحية، وهي بدورها
مقسمة بين 3 عائلات، هي: الحنّاوي، والجربوع، والهجري.
وقبل حكمت الهجري كان هناك أحمد الهجري
ممثل العائلة، وكان رئيساً للطائفة الدرزية، وكان متوازناً في مواقفه مع النظام
السابق، وهدده قبل سنوات بالانضمام إلى الثورة عقب تصفية النظام لأشخاص من
المعارضة كانوا في السويداء؛ ما دفع لترتيب حادث مروري مدبر له، ولكنه توفي بشكل
غامض في المستشفى.
وعقب وفاته تم استدعاء أخيه حكمت الهجري،
الذي كان موجوداً في فنزويلا يدير تجارة له، ومن المعروف أن هذه العائلة لها سلطة
روحية وتجارات عالمية مشبوهة، وعقب عودته قام الهجري بالتقرب من النظام السوري
البائد، لكنه انقلب على النظام لاحقاً بسبب تهميشه، وعند قيام الثورة رفض أي حضور
مع الحكومة الجديدة، كما تم الكشف عن اتصاله بأحد القيادات الدرزية المتواجدة في «إسرائيل».
ما حجم وطبيعة طائفة
الدروز في السويداء، ومدى تأثيرها؟
- الطائفة الدرزية في السويداء يصل عددها
ما بين 300 - 500 ألف شخص، وهي تتواجد بكثرة في المحافظة إلى جانب عشائر عربية
أخرى، وقد تم تهجير الطائفة الدرزية من لبنان ما بين أربعينيات وثمانينيات القرن
التاسع عشر على يد العثمانيين.
الهجري على اتصال بأحد القيادات الدرزية المتواجدة في «إسرائيل»
كما يوجد قرى أخرى بها عدد من الدروز مثل
قرية جرمانا، وقرى أخرى في جبل السماق بإدلب، وهذه المناطق ظهر فيها الوجود الدرزي
بشكل حديث نسبياً عن تواجدهم في السويداء.
وحول تأثيرهم، فالدروز متواجدون في مناطق شحيحة الموارد؛ لذلك هم دائماً على اتصال بالعاصمة السورية لتعدد مواردها أو درعا، لكن اتصالهم الأخير بـ«إسرائيل» ينذر بأخطار كبيرة على المنطقة وعلى تمدد الكيان المحتل.
هناك شخصيات وطنية من الدروز مثل ليث البلعوس، ما طبيعة دوره وتأثيره؟
- ظهر ليث البلعوس عقب مقتل شقيقه الذي
أسس فصيلاً عسكرياً يسمى «رجال الكرامة»، وكان شقيقه ضد سلطة حكمت الهجري، وكان
مناصراً للثورة السورية، وعقب مقتله تولى شقيقه ليث القيادة، وهو مناصر للدولة
السورية، لكنه لا يملك سلطة روحية بين الدروز وطائفته ليست من شيوخ العقل.
كيف ترى محاولة الاستقواء
بالكيان الصهيوني لدعم الدروز؟
- عندما طالبت العشائرُ الدولةَ السورية
بضرورة التدخل لأجل فض الاشتباكات ووقف عمل العصابات والمليشيات في السويداء، ظهر الهجري
من خلال بيان له ورفض طلب الحكومة، ثم بعد سيطرة الدولة على السويداء طالب «إسرائيل»
بالتدخل لحماية الدروز.
مليشيات درزية قامت بعمليات تهجير وتطهير عرقي ضد البدو
وفي بداية الأحداث بالسويداء أرسلت
الدولة عدداً من الدبابات ليس كبيراً يصل إلى 10 دبابات معهم عدد قليل من أبناء
السويداء، لكن تم نشر كمائن لهم؛ ما تسبب في مقتل أكثر من 200 شخص وتصفية عدد من
الجرحى على يد مليشيات الهجري.
أظهرت صور متداولة أن ما حدث في السويداء مذبحة ضد الدروز، فما حقيقة ذلك؟
- في الحقيقة حدث عدد من الانتهاكات،
ولكنه محدود، وتتجلى ذروة هذه الانتهاكات في حلق بعض الشوارب، لكن انتهاكات ضد
المدنيين كعمليات قتل لم تحدث، والحقيقة أن بعض البدو لهم ثارات مع الدروز تمتد
إلى قرابة 100 عام للوراء، حيث تم تصفية عدد منهم بعيداً عن وزارة الدفاع.
أيضاً قامت مليشيات الهجري بعد إبرام
الاتفاق الأخير في السويداء بتطهير عرقي للبدو وتهجيرهم من منازلهم.
اقرأ أيضاً: هل تنجح سورية في إجهاض مخطط الصهاينة بإنشاء دويلة درزية في الجنوب؟
ما تفسيرك لغارة الكيان
المحتل على ساحة الأمويين بدمشق؟
- الأمر كان متوقعاً؛ لذلك عند القصف كان
مبنى وزارة الدفاع خالياً، وما وقع من جرحى كان في محيط المبنى، وتم نقلهم إلى
المستشفى.
كيف تقرأ خطاب الرئيس
السوري أحمد الشرع؟
- خطاب الرئيس الشرع الذي أذيع فجراً
يعتبر خطاباً متزناً، قد يقرأه البعض على أنه انهزام، ولكن هناك حسابات مقدرة
للدولة التي منها أنه لو استمرت المعركة في السويداء ربما يؤدي إلى تدخل بري من
قبل «إسرائيل»؛ ما يعني إعلان الحرب ودخول البلاد في فوضى لا يحمد عقباها، وانتشار
السلاح على نطاق أكبر، في حالة اغتيال عدد من قيادات الدولة أثناء الحرب، كل هذه
الأمور تعيها الدولة الجديدة، وربما تنتهي مسألة السويداء نهائياً في الشهور
المقبلة.