الإباحية وأثرها على المراهقين

محرر المنوعات

24 سبتمبر 2025

35

في عصر الإنترنت والتطور التكنولوجي السريع وانتشار الهواتف الذكية، أصبح الوصول إلى المواد والأفلام الإباحية أسهل بكثير مما كان عليه قبل سنوات ليست ببعيدة، حيث أصبح المراهقون معرضين لمثل هذا المحتوى أينما ولّوا وجوههم، سواء تم هذا التعرض عمدًا أو بدون قصد، تظل الإباحية وأثرها على المراهقين من الأمور التي تشغل بال كثير من الباحثين والتربويين وحتى الأطباء النفسيين؛ الأمر الذي يصاحبه عدد من التساؤلات المهمة حول التأثير النفسي والأخلاقي والاجتماعي والجنسي للإباحية.

الإباحية وأثرها على الهوية الجنسية والتكوين النفسي

تزرع الإباحية لدى المراهقين مفاهيم غير واقعية عن أنفسهم وجنسهم؛ الأمر الذي يؤدي إلى توليد قلق جنسي، إضافة إلى صعوبة تكوين تصور صحي حقيقي عن الذات أو الهوية الجنسية، ومن ثم ينتقل المراهق إلى مرحلة الشباب دون أن يدرك هذه الأمور؛ الأمر الذي يعود عليه بالخطر فيما بعد.

الإباحية وأثرها على العلاقة الزوجية مستقبلًا

إن مشاهدة الأفلام الإباحية واعتيادها يقدم صورة مشوهة عن طبيعة العلاقة الجنسية بين الأزواج، ومن ثم ينمو هذا التصور في عقل المراهق، حيث يرى أن العلاقة الزوجية ما هي إلا وسيلة للمتعة الجنسية فقط؛ الأمر الذي يقتل روح العلاقة الزوجية المبنية على الرحمة والسكينة، ويحولها إلى مكان للمتعة الجنسية ليس إلا؛ ما يؤدي إلى كثير من المشكلات الزوجية، وفي كثير من الأحيان الوصول إلى الطلاق.

الإباحية وأثرها على القلق والاكتئاب

عادة ما يصاحب مشاهدة الإباحية العديد من المقارنات التي تجعل المراهقين والشباب يشعرون بالنقص، ويقللون من تقدير ذواتهم؛ الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى شعور دائم بالاكتئاب والقلق، جزء من هذا الشعور يأتي نتيجة الآثار السلبية التي تخلفها الإباحية على الجوانب الحياتية الأخرى كالقدرة على التعلم واكتساب المهارات والتواصل مع الآخرين والثقة في النفس.

الإباحية وأثرها على العلاقة الجنسية المبكرة

إن مشاهدة الأفلام الإباحية يزيد من احتمالية دخول المراهق في تجارب جنسية مبكرة، هذه التجارب تنعكس في شكل تحرش جنسي سواء بالزملاء، أو أحد الأقارب، أو أي فرد داخل دائرة العلاقات الاجتماعية للمراهق، لا سيما إن كان هذا الآخر ممن اعتاد مشاهدة هذا النوع من الأفلام، وينتج ذلك عادة نتيجة عدم حماية الأطفال والمراهقين من الإباحية لا سيما قبل أن يتكون لديهم الوعي الكافي الذي يمكنهم من التمييز والمواجهة؛ الأمر الذي يؤدي إلى تعرض المراهقين لأخطار جسدية ونفسية.

الإباحية وأثرها على العزلة الاجتماعية والشعور بالذنب

إن الإفراط في مشاهدة الأفلام الإباحية يؤدي إلى انسحاب المراهقين شيئًا فشيئاً من الدائرة الاجتماعية والاتجاه نحو العزلة، إلى جانب ذلك يشعر المشاهد بالذنب والخجل الداخلي الذي يمنعه من الانخراط في المجتمع أو تكوين علاقات عاطفية حقيقية مشروعة.

من هنا يبين أن الإباحية وأثرها على المراهقين من الأمور التي لا يمكن حصرها، فعلى الرغم من تعدد الآثار السابقة، فإن هناك تأثيرات أخرى مثل زيادة معدل الجريمة، وانتشار الأمراض، وزعزعة قواعد الأسرة الإسلامية، وزيادة معدلات الطلاق، وغياب الرغبة والدافع لإنجاز المهام.. إلخ.

وتظل مجموعة من التساؤلات العميقة تدور في الأذهان: كيف نحمي أبناءنا من الوقوع في شباك الإباحية؟ وما أثرها على تماسك الأسرة واستقرارها؟ وكيف تُهدّد القيم المجتمعية والأخلاق العامة؟ وهل تمتد آثارها إلى الاقتصاد وصناعة البشر؟ وهل هي حقًّا حرية شخصية أم خطر يهدّد الأمن الاجتماعي؟ وغيرها من الأسئلة التي سنسعى للإجابة عنها في سلسلة مقالات قادمة بإذن الله.


____________________

1- غاري ويلسون، دماغك تحت تأثير الإباحية: أضرار المرئيات الجنسية على الإنترنت في ضوء علم الإدمان الحديث، 2014.

2- إسماعيل عرفة، الإباحية الجنسية حان وقت سداد الفاتورة، 2022.

3- https://www.mdpi.com/2673-7051/1/2/9?utm_source=chatgpt.com.


تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة