السعودي حميدان التركي.. أسير وداعية وحر


تمثل عودة المواطن السعودي حميدان التركي إلى وطنه بعد غياب دام قرابة 20 عاماً في السجون الأمريكية حدثاً نوعياً، كونه اشتهر بمشاركته في برامج تأهيلية ونقاشات دينية داخل السجن، أثمرت عن تأثير إيجابي على السجناء الآخرين داخل محبسهم، بحسب السلطات الأمريكية.

لحظة وصوله إلى مطار الملك خالد بالعاصمة السعودية الرياض، قام التركي بالسجود شكراً لله، وذلك بعد طول غياب في السجون الأمريكية.

«أسير وداعية وحر»، ملخص رحلة التركي الذي بذلت بشأنه الجهات المعنية في المملكة جهوداً دبلوماسية مكثفة طوال السنوات الماضية لضمان حقوقه والعمل على عودته إلى أسرته ووطنه سالماً غانماً.

وقد أفرج عن التركي بعد أن ظل محتجزاً لمدة دامت 20 عامًا في سجون ولاية كولورادو بالولايات المتحدة، وذلك بعد نقض الحكم السابق وإعادة النظر في قضيته التي لطالما أثارت جدلاً على النطاق المحلي والدولي.

كما نشرت ابنته أروى تدوينة على منصة «إكس» عبرت فيها بالفرح والسرور عن عودة والدها إلى وطنه قائلة: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.

أيضاً أظهرت صور متداولة لحظات مؤثرة لحظة التقاء حميدان التركي بأسرته فور خروجه من صالة المطار، وذلك وسط مشاعر غامرة من الفرح والدموع والاحتضان، بعد رحلة معاناة قانونية امتدت لما يقارب 20 عاماً.


محاكمة التركي

وكانت محكمة أراباهو في كولورادو قد أصدرت حكماً في 31 أغسطس 2006م، قضى بسجن حميدان التركي (28 عامًا) بعد إدانته بتهم: إساءة معاملة الخادمة، والاحتجاز غير القانوني، وسرقة مستحقات مالية، ومخالفة قانون العمل والهجرة.

وتسببت المحاكمة حينها في إثارة جدل واسع، حيث أكد فريق الدفاع أن الإجراءات القانونية شابها خلل جسيم، إضافة إلى أن المتهم استخدم حق الصمت ولم يقر بالذنب.

وقد جاءت الدوافع عنصرية وسياسية في سياق «الإسلاموفوبيا» بعد أحداث 11 سبتمبر.


حميدان التركي.. السجين الذي أسلم على يديه الأمريكيون | مجلة المجتمع
حميدان التركي.. السجين الذي أسلم على يديه الأمريكيون | مجلة المجتمع
مجلة المجتمع الكويتية: منصة إعلامية رائدة تُعنى بالشأن الإسلامي وتقدم تقارير ومقالات تعزز الوعي الحضاري للأمة الإسلامية انطلاقاً من مرجعية إسلامية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وهي تابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي بدولة الكويت، وترفع شعار "مجلة المسلمين حول العالم".
mugtama.com
×


الدعوة إلى الله داخل السجن

بسبب ارتفاع تكلفة علاجه، فإن السلطات الأمريكية فضّلت ترحيله، إضافة إلى تدني حالته الصحية، لتحقق بذلك المصلحة العامة في إنهاء الاحتجاز الطويل.

أرشيف السجن يحتفظ للتركي برسالة بعث بها قبل سنوات حينما كان في محبسه، قال فيها: إنه يمارس دعوته إلى الله داخل السجن، حيث كتب في رسالته إلى أمه: يا أمي، الحمد لله كل وقتي هنا فيه خير وبركة، أعلّم الناس وأدرسهم اللغة العربية، وأعلّم كثيراً منهم عن الإسلام، منهم من يسلم ومنهم على طريق.

وأضاف في رسالته: «المسلمون الموجودون في السجن فرحانين فيني مرة، وجالس أعلمهم عربي وقرآن وحديث، وأجاوب عن أسئلتهم، والحمد لله ما أروح إلى سجن إلا ألقى القبول والاحترام من المساجين»!


أمريكا تنشر الوثائق الأولى من تحريات هجمات 11 سبتمبر | مجلة المجتمع
أمريكا تنشر الوثائق الأولى من تحريات هجمات 11 سبتمبر | مجلة المجتمع
مجلة المجتمع الكويتية: منصة إعلامية رائدة تُعنى بالشأن الإسلامي وتقدم تقارير ومقالات تعزز الوعي الحضاري للأمة الإسلامية انطلاقاً من مرجعية إسلامية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وهي تابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي بدولة الكويت، وترفع شعار "مجلة المسلمين حول العالم".
mugtama.com
×


فرحة عارمة

حظي خبر وصول التركي إلى وطنه بفرحة شعبية واسعة ترجمتها مواقع التواصل والمنصات الإعلامية.

كما قامت قناة «الإخبارية» الرسمية بنشر مقطع فيديو يظهر ركوب التركي الطائرة وهو في طريقه إلى وطنه.


وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي خاصة على منصة «إكس» بوصول التركي إلى وطنه، حيث كتب أحدهم قائلاً: لقد عايشنا معاناتكم لما لمسنا في بثكم من تجلد وصبر اليقين، كانت سنوات طويلة من الانتظار منكم ومن الوطن، نحمد الله على سلامة الشيخ حميدان التركي في وطن أزهرت به الأماني بمقدم ابنها بآفاق رؤية 2030.

وعلق آخر بالقول: الحمد لله الذي لا يُخيّب من دعاه، ولا يرد من رجاه.. دعونا له بيقين في يوم عرفة، وكانت القلوب مجتمعة على الرجاء، وها هو الفرج يلوح في الأفق، فالحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وجبت الدعوة ولو بعد حين، بأمر الله، اللهم تمم فرجك عليه، واجعله فرحًا لا يعقبه حزن أبدًا. 

من هو حميدان التركي؟

- طالب دكتوراة سعودي مبتعث إلى الولايات المتحدة.

- جرى توقيفه عام 2004م في قضية أثارت جدلاً واسعاً على المستويين القانوني والإعلامي.

- ولد عام 1969م في المملكة العربية السعودية، ونشأ في بيئة علمية، حيث التحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

- حصل على بعثة دراسية إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1995م لمتابعة الدراسات العليا في علم الصوتيات واللغويات.

- سافر إلى أمريكا برفقة زوجته سارة الخنيزان وأبنائه، واستقر في ولاية كولورادو.

- التحق بجامعة دنفر، ونال درجة الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى.

- اشتهر بتميزه العلمي حيث يعتبر من الطلاب السعوديين المتميزين أكاديميًا.

- أسس مشروعاً ثقافياً باسم «دار البشير للنشر والترجمة»؛ بغية نشر الكتب الإسلامية المترجمة للجاليات المسلمة في الغرب.


تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة