الإحصاءات ترد على دعاة الاختلاط

أترجم لكم هذا الموضوع الذي نشر في الجريدة الجامعية بتاريخ 20/ 1/ 1976م؛ لعلكم تعتبرون بما ورد به من حقائق وحوادث حطمت المجتمع الأمريكي ومزقته، فترأفون على المجتمع الكويتي وتكفون صيحاتكم ونداءاتكم بالاختلاط؛ وهو: «اغتصاب الفتاة جريمة شنعاء.. أشنع من أي شيء تتصور حدوثه لك»، قال ذلك أحد المختصين بجرائم الاغتصاب في الولايات المتحدة الأمريكية.

وتبين إحصاءات المباحث الداخلية الأمريكية أن جريمة الاغتصاب من أكثر وأسرع الجرائم العنيفة تزايدًا في أمريكا.. فلقد ارتفعت الآن نسبة 165% عما كانت عليه في الستينات.. وفي السنة الماضية فقط تم الإبلاغ عن 5600 حادثة اغتصاب.

أما في مدينة «ستيت كولج» الجامعية ففي عام 1973 تم الإبلاغ عن 11 حادثة اغتصاب، و16 حادث اعتداء خلقي.. والإحصائيات المتوفرة عن هذه الجريمة ما هي إلا النزر اليسير من الحقيقة المرة... فبعض الخبراء يقول: إنه من بين كل ثلاث حوادث اغتصاب يبلغ عن واحدة فقط، وخبراء آخرون يقولون: إن واحدة من بين كل عشرين حادثة يبلغ عنها.

ومعظم حوادث الاغتصاب التي حدثت خارج الجامعة كانت في شارع «وست كولج» وشارع «ساوت آلن» و«فریزر» و«ساوت بوغ» وهي شوارع ضعيفة الإنارة ترتادها الفتيات عائدات إلى منازلهن من العمل أو من المكتبة آخر الليل.

ويقول مسؤول شرطة الجامعة: إن المناطق الخطرة في الجامعة غير محدودة، وأكثر الحوادث وقعت في أماكن السكن الداخلي، وفي غرف الدراسة، وفي موقف السيارات رقم (83)، وتدل الإحصاءات على أن 57% من المجرمين هم من أصدقاء وأقرباء الضحايا.

  • أغلب المجرمين من العزاب، و37% منهم تتراوح أعمارهم بين 20 و24 سنة.
  • 23% من الضحايا تتراوح أعمارهم بين 17 و18 سنة.
  • 60% من الضحايا من غير المتزوجات.

ويقول الخبراء في الولايات المتحدة: إن الاغتصاب جريمة عنف لا دخل للهوى وللانفعال الداخلي بها(1)، وأن الدافع الرئيسي لوقوعها يعتمد على سهولة نيل الفتاة، وأن الفتاة الجامعية هي الفريسة لمثل هذه الحوادث؛ لأنها غالبًا ما تكون لطيفة مع الآخرين.. ساذجة لا تتصور أنها في يوم ما ستكون ضحية لطفها وضحية انفرادها وخلوتها بشاب.

وعلى كل حال، فإن الطالبات في جامعة «بنسلفانيا ستيت» في مدينة ستيت كولج- كن على علم وحذر بالخطر المحيط بهن، وكانت قمة تلك الحيطة والحذر في فصل الشتاء الدراسي عام 1974م، وعلى الرغم من ذلك فقد تم التبليغ عن 4 حوادث اغتصاب.. وقد نشرت عنها وعن غيرها مجلة الجامعة.. ومنها أن أحد الملثمين هدد فتاة بسكين في دورة المياه النسائية في مبنى «ويلرد» أثناء الدوام الدراسي... ويعتقد بأنه نفس الشخص الذي هدد فتاة أخرى في دورة المياه في مبنى «راكلتي».

ومع انتشار هذا النوع من الأخبار والحوادث بين أوساط الطالبات وفتيات الجامعة، دب الرعب بينهن فأخذن يهبن دخول دورات المياه حتى في أوقات الدراسة وبين الحصص، وإذا ما أسدل الليل ستائره السوداء وخيم، خافت الفتاة أن تمشي وحيدة إلا أن تكون مع جماعة الذي حدث فأخذت الفتيات يسرن من المكتبة إلى السكن جماعات جماعات.. وبلغت المحنة شدتها في الجامعة حتى قامت جماعات وظيفتهم توفير الرفقة والحماية للفتيات اللاتي يطلبن هذا الشيء، حتى وصل عدد الفتيات اللاتي يطلبن الحماية أكثر من 35 فتاة بالليلة الواحدة.

ونظرًا لتطور الأزمة فقد كثرت المؤسسات الباحثة في الاغتصاب الذي أصبح الكابوس الرهيب الذي تتوقعه الفتاة الأمريكية في أية لحظة(2).

 للمزيد: 

- العنف الأسري.. هل ترضاه المرأة أم تضطر للصبر عليه؟ 

- العنف الأسري في الكويت - بين واقع الظاهرة ورادع القانون 

- مساعي تفكيك الأسرة المصرية تتزايد وسط تحذيرات من مختصين 

- مقاربة النموذج الكويتي والأردني لحماية المرأة من العنف الإلكتروني 

- قراءة في الإنجازات التشريعية لحماية المرأة في الكويت 



_______________

(1) الاغتصاب: يتم بغير رضا أحد الطرفين، وهنا يأتي دور العنف، أما الزنى برضا الطرفين فحلال بالشرع الأمريكي.. والاغتصاب أحد الجرائم الثلاث الكبرى التي تحدث كل 3 ثوانٍ في أمريكا، والأخريان هما جريمة القتل وسرقة بنك.

(2) نُشر بالعدد (287)، 17 صفر 1396هـ/ 17 فبراير 1976م، ص15.

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

جميع الأعداد

ملفات خاصة

مدونة