حوادث الاغتيالات تطال أئمة مساجد في أربيل

سيف باكير

02 فبراير 2017

7

رغم الاستقرار الأمني الملحوظ في مدن إقليم كردستان قياساً بالمدن العراقية الأخرى التي تعيش في حالة فوضى عارمة وانفلات أمني واسع، فإن ثمة اختراقات أمنية تعكر صفو الهدوء القائم في الإقليم بين حين وآخر، وإن كانت حوادث الاغتيالات كانت تطال الصحفيين الشباب والناشطين في مجال حقوق الإنسان، فإن الدور الآن فيما يبدو جاء على الخطباء وعلماء الدين، وخاصة في العاصمة أربيل التي يعيش فيها خليط من الأجناس والأديان والقوميات المختلفة، وتضم آلاف النازحين واللاجئين العرب الذين تقاطروا من سورية والمدن العراقية السُّنية الذين هربوا من جحيم الحرب الطائفية.

استهداف لروح التعايش

ففي غضون شهرين تقريباً، اغتُيل خطيبان وإمامان لمسجدين في أربيل، كان لهما دور في نشر الوعي الإسلامي وتعرية الفساد والمفسدين، الاغتيال الأول استهدف الشيخ د. هوشيار إسماعيل، خطيب وإمام مسجد في 22/ 11/ 2016م على يد مجرمين ملثمين هجموا عليه في جنح الظلام وفي عقر داره وأمام عائلته، يومها أكد رئيس الإقليم مسعود بارزاني في اتصال هاتفي مع الأمين العام لحزب الاتحاد الإسلامي الكردستاني الذي ينتمي إليه المغدور أن اغتيال د. هوشيار هو في حد ذاته اغتيال للصوت المحايد والمستقل ويستهدف روح التعايش السلمي.

وعملية القتل الثانية طالت الشيخ د. محمود عثمان يوم أول أمس بنفس الطريقة والكيفية والتوقيت وفي جنح الظلام وأمام زوجته وأولاده، الأمر الذي يدل، بحسب بعض المراقبين الأمنيين، على أن جهة محترفة واحدة قامت بالعملية.

دوافع الاغتيال

وقد اختلفت الآراء حول دوافع الاغتيال الأخير الذي استهدف الشيخ عثمان والذي هز المجتمع "الأربيلي"، فالبعض يعيد الاغتيال إلى حسابات سياسية حزبية وتصفية داخلية والبعض الآخر يعيده إلى مؤامرات إقليمية ودولية لضرب الاستقرار القائم في الإقليم، أما الجهات الأمنية فترجع سبب الاغتيال إلى السرقة ولا يتعلق الأمر بالإرهاب، حيث كان المغدور يعمل في صيرفة الأموال إضافة إلى عمله كخطيب وإمام جامع، وكان يوم اغتياله 31 يناير 2017م يحمل 80 ألف دولار أمريكي، وقد تصدى له اللصوص وهو عائد إلى بيته في ساعة متأخرة من الليل، وأطلقوا عليه النيران أمام بيته وأردوه قتيلاً في الحال.

يذكر أن الخطيب المغدور كان طالب دكتوراه في جامعة "بنيكول" التركية، وقد أنهى أطروحته وأراد السفر إلى تركيا لمناقشتها، ولكن عاجله الأجل وفارق الحياة على يد مجرمين لاذوا بالفرار ولم يُعرف لهم أثر، ورغم أن الشرطة فتحت التحقيق لمعرفة الجناة والقبض عليهم، لكن ما يخاف الناس منه هنا هو عدم الوصول إلى أي نتيجة كما حدث مع قضية د. هوشيار إسماعيل، حيث لم تتوصل الجهات الأمنية حتى الآن إلى أي نتيجة رغم مرور أكثر من شهرين على اغتياله.


الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة