خيام النزوح في غزة أفران موقدة!

ريما محمد زنادة

07 سبتمبر 2025

148

الخيام التي باتت منتشرة في كافة أنحاء قطاع غزة أشبه ما تكون أفراناً موقدة على أجساد نازحيها، فما زالت إبتسام تعاني ويلات النزوح تحت نير الصواريخ تحت خيمة تزيد حرارة الصيف من حرارتها الملتهبة فتشعر بداخلها كما لو كانت داخل فرن كبير يشتوي بها جسدها النحيل مع أطفالها.

مقومات مفقودة

النزوح المتوالي الذي ما زالت تعيشه إبتسام وأطفالها جعلها تتنقل مع خيمتها المهترئة من مكان لمكان بحثاً عن أمان، تلك الخيمة التي عايشت فصول المعاناة بمختلف فصول السنة من البرد والحر بالكاد تستطيع أن تقف على أوتادها المكسورة، قماشها الممزق والمتشابك بقطع النيلون يجعل الحياة داخلها مستحيلة، لكن ليس باليد حيلة، والحرارة بداخلها تفوق بكثير حرارة الصيف؛ الأمر الذي يجعل الأجساد داخلها تتقلب على رمال أرضها من شدة حرارتها.

الأحلام التي تحملها إبتسام مثل أحلام أهل الخيام بتمني الحصول على شربة ماء باردة تطفئ حرارة المعاناة، لكن الأمر ليس بالشيء اليسير، خاصة أن قطاع غزة يفتقد للكهرباء منذ أن قطعت في بداية الحرب التي ما زالت مشتعلة في شهرها الثاني والعشرين.

لا يوجد داخل هذه الأفران أدنى وسائل التبريد، وتزيد المعاناة حينما توقد نيران الحطب داخلها لإعداد أي شيء من الطعام ليأكله أطفالها الجياع، ورغم الجوع، فإن اللقمة في هذا المكان وحرارته المشتعلة يصعب ابتلاعها.

أمراض جلدية

هذا الفرن، بل الخيمة المشتعلة حرارتها زادت من المعاناة لنازحيها، حيث أدى وجودها بالقرب من النفايات وانعدام الصرف الصحي وحرارة الصيف العالية، وانعدام الأمن الغذائي.. كل ذلك عوامل أدت لظهور الكثير من الأمراض الجلدية وغيرها، التي تزيد من لهيب أوجاعها حرارة الصيف التي تفتقد الدواء ما يخفف أوجاع صاحبها.

المعاناة في غزة كبيرة

المعاناة أكبر بكثير من أن تكتبها كلمات تحاول جاهدة أن تصفها، فهنالك شعور وحرمان وخوف تعجز الكلمات أن ترثي أهل الخيام، فإبتسام وعائلتها ما كانت إلا خيمة واحدة من مئات الخيام ذات الأفران الموقدة التي ما زالت تشتهي كوباً من الماء البارد، فالمعاناة أكبر بكثير.


اقرأ أيضاً:

معاناة النزوح داخل خيمة جائعة!

خان يونس تحت القصف.. مشاهد من فاجعة النزوح والإبادة

مراكز الإيواء تحت القصف.. جريمة مضاعفة بحق مئات آلاف النازحين في غزة

 

 

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة