قراءة في كتاب "أمراض القلوب"
يُعد كتاب "أمراض القلوب" للمؤلف الشيخ عبد الرحمن بن محمد المصري، واحدًا من الكتب المتميزة في باب الرقائق والتزكية، وهو من الكتب التي جمعت بين التأصيل والتأطير في مسألة رصد أمراض القلوب ومعالجتها بشكل دقيق، حيث يوثق المؤلف الظواهر الدالة على أمراض القلوب ويشخصها كما يفعل الطبيب البشري مع مريضه، ويعد الكاتب متخصصًا في مواضيع تزكية النفس والأخلاق الإسلامية، وهو في رحلة كتابه يعد قارئه بأنه إذا سار مع الكتاب على النحو الصحيح كما رسمه له، فإنه بالتأكيد سوف ينال جرعة العلاج التي تجعله ينتقل من مرحلة القلب المريض إلى القلب السليم المعافى بإذن الله، ولذلك فالكتاب يعد رحلة علاجية تبدأ من تشخيص المرض وتنتقل إلى التثبت منه ثم علاجه في نهاية الأمر.
كما
أن الكتاب يبدأ باستعراض أقسام أمراض القلوب، ليكون القارئ فِكرة واضحة عما يعانيه
القلب من مآثر نفسية، ثم ينتقل إلى الجانب العملي أو الروحي للشفاء، ويعرض دوافع
وأساليب روحانية تُساند القارئ في محاربة تلك الأمراض، وغالبًا ما يختم بتوصيات
للسلوك اليومي القلبي: ذكر، تدبّر، مراعاة النية، ودعاء القلب.
يمتاز
الكتاب بأسلوبه الشيق وفكرته العصرية في تكوينه، حيث يميزه أنه يناسب كل من يسعى
إلى تزكية النفس والتهذيب القلبي دون تعمّق في التصوف، كما أنه مفيد لكل الباحثين
عن واجب إرشادي عملي ضمن إطار شرعي، وهو كتاب مثمر لكل من يحرص على تحسين سلوكياته
الروحية والتخلص من آفات القلوب الباطنة.
كما
يتمتع الكتاب بسلاسة الأسلوب ومرونة الفطرة في الطرح، حيث لا يمل القارئ من الكتاب
ولا يضجر سريعًا، بل يحرص على قراءة كل صفحة عله يجد ضالته التي يبحث عنها لهداية
قلبه وعودة روحه وتهذيب نفسه.
وإذا
أردنا أن نقف وقفة سريعة مع أبواب هذا الكتاب فسنجد أن المؤلف قد قسم الكتاب على الشكل التالي:
يتناول الكتاب بشكل شامل
آفات القلوب وعلاجها عبر محورَين أساسيّين:
تصنيف أمراض القلوب
حيث يستعرض مجموعة من
الأمراض الروحية مثل: الحسد والشح والهوى وغيرها من آفات السلوك القلبي، ويبين
أثرها النفسي والروحي على الإنسان نفسه ومحيطه، ويشرح كيف تؤثر هذه الداءات سلبًا
على توازن القلب وحياته الداخلية.
طرق الشفاء الروحية
وتمتدّ إلى علاج الأمراض
بفعل: حب الله والحب في الله وحب الأمور الخالصة لله والتوجه الروحي الخالص، وتشمل
وسائل لتهذيب النفس وتزكية القلب، مثل الذكر والتأمل والتطهير الداخلي.
وفي نهاية الكتاب يوجه
القارئ نحو حياة قلبية مستقيمة ينمو فيها الإيمان والعمل الصالح.
تابعنا
