قصة الملك المتنكر والبقرة المباركة

حكى ابن عباس رضي الله عنهما: أن ملكا من الملوك ‌خرج ‌يسير ‌في ‌مملكته متنكرا، فنزل على رجل له بقرة تحلب قدر ثلاث بقرات، فتعجب الملك من ذلك وحدثته نفسه بأخذها، فلما كان من الغد حلبت له النصف مما حلبت بالأمس، فقال له الملك: ما بال حلبها نقص أرعت في غير مرعاها بالأمس؟ فقال: لا ولكن أظن أن ملكنا رآها أو وصله خبرها فهمّ بأخذها، فنقص لبنها، فإن الملك إذا ظلم أو همّ بالظلم ذهبت البركة. فتاب الملك وعاهد ربه في نفسه أن لا يأخذها ولا يحسد أحدا من الرعية، فلما كان من الغد حلبت عادتها.

«المستطرف في كل فن مستظرف»

فوائد وعبر

تعكس القصة علاقة الحاكم برعيته، وكيف يمكن لسلوك السلطة ـ ولو في الخفاء ـ أن يؤثر في المجتمع.

يتجلى فيها:

العدل أساس البركة: تشير إلى أن الظلم، ولو كان مجرد نية، هو سبب في محق الخير وذهاب البركة.

التوبة والإصلاح: الملك تاب بمجرد أن علم أن نفسه هَمَّت بالظلم، وفي هذا يتض أن إصلاح الباطن مقدَّم على إصلاح الظاهر.

أمانة الحاكم: الملك حين خرج متنكرًا كان هدفه الاطلاع على حال رعيته، لا الاستيلاء على أموالهم، لكنه كاد يضعف أمام إغراء الثروة، فكانت القصة درسًا في ضبط النفس.

صدق الرجل الريفي: لم يخَفْ من قول الحقيقة، وأرجع نقص البركة إلى نية الملك، وفي هذا نموذج للجرأة الأخلاقية القائمة على الإيمان.

اقرأ أيضًا

- قصة اليهودي مع عبد الملك بن مروان ... العدل قيمة إنسانية مشتركة

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة