كيف تدفع «أصدقاء صهيون» ترمب للإقرار بسيادة الاحتلال على الضفة؟

كشفت تقارير
أمريكية وصهيونية عن تصاعد الضغوط التي يمارسها المسيحيون في الولايات المتحدة
لدعم سيطرة الاحتلال «الإسرائيلي» الكاملة على الضفة الغربية.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الإنجيليين الذين صوتوا لدونالد ترمب خلال رئاسته، كثفوا جهودهم لإقناعه بتمكين «إسرائيل» من بسط سيادتها على الضفة الغربية، استنادًا إلى ما يعتقدون أنه «عهد إلهي» مع اليهود. وأضافت الصحيفة أن شخصيات مسيحية بارزة، مثل رالف ريد، وتوني بيركنز، وماريو برامنيك، زاروا القدس مؤخرًا للتعبير عن دعمهم العلني لسيطرة الاحتلال على الضفة الغربية، كما أطلق حلفاء ترمب من الإنجيليين حملات ضغط واسعة النطاق، شملت تقديم عرائض للبيت الأبيض، وحشد التأييد داخل الكونغرس.
وأطلقت منظمة «القادة المسيحيون الأمريكيون من أجل إسرائيل» (ACLI)، بيانًا موجهًا إلى ترمب خلال مؤتمر هيئات البث الديني الوطنية في دالاس، تكساس، وأكد البيان أن الشعب اليهودي لديه صلة تاريخية وكتابية مستمرة مع يهودا والسامرة.
وأضاف البيان،
الذي وقع عليه نحو 200 من كبار القادة المسيحيين الأمريكيين، أن الوجود اليهودي في
الضفة الغربية جلب بركات ملموسة للمنطقة، متجاهلًا الجرائم والانتهاكات التي
يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين.
«أصدقاء
صهيون».. الذراع الإنجيلية لدعم الاحتلال
في هذا السياق، تؤدي
منظمة «أصدقاء صهيون»؛ وهي مجموعة مؤثرة من المسيحيين الأمريكيين أسسها الصحفي
الأمريكي الإنجيلي مايك إيفانز، دورًا محوريًا في تعزيز الدعم المسيحي للصهيونية، ويقع
مقر المنظمة في القدس، وتروج للمسيحية الصهيونية عبر متحف يعرض قصص شخصيات غير
يهودية دعمت «إسرائيل»، وتحظى بدعم رسمي من سياسيين «إسرائيليين» بارزين، بمن فيهم
رؤساء الحكومة، وبلغ عدد أعضائها نحو 30 مليوناً عام 2025، وفق تقرير لـ«الجزيرة
نت».
وفي تصريحات
تعكس مدى التبني الأعمى للمشروع الصهيوني، قال القس ماريو برامنيك، رئيس «التحالف
اللاتيني من أجل إسرائيل»: أشعر حرفيًا أن الله يمنح «إسرائيل» شيكًا مفتوحًا.
جاء هذا التصريح
خلال زيارته الأخيرة للقدس، ضمن وفد إنجيلي بارز يدعو علنًا لاستيلاء الكيان
الصهيوني على الضفة الغربية، التي يطلقون عليها اسم «يهودا والسامرة».
وأشارت «نيويورك
تايمز» إلى أن الجماعات الإنجيلية ترى أن فرض السيادة «الإسرائيلية» على الضفة
الغربية يعزز تحقيق الوعود التوراتية التي تشمل في معتقداتهم نهاية العالم والمجيء
الثاني للمسيح.
في السياق ذاته،
دعت رئيسة كلية تكساس للكتاب المقدس تيري كوبلاند بيرسونز، إدارة ترمب إلى إزالة
كل العوائق أمام سيطرة «إسرائيل» الكاملة على الضفة الغربية، وذلك خلال مؤتمر
هيئات البث الديني الوطنية في تكساس.
وقبيل إعلان «القادة
المسيحيون الأمريكيون من أجل إسرائيل» موقفهم رسميًا، وجّهت النائبة الجمهورية
كلوديا تيني، برفقة 5 أعضاء آخرين من «تجمع أصدقاء يهودا والسامرة» في الكونغرس،
رسالة إلى ترمب تطالبه بالاعتراف بحق «إسرائيل» في بسط سيادتها على المنطقة،
واعتبرت أن ذلك جزء من الدفاع عن التراث اليهودي المسيحي الذي قامت عليه أمريكا.
وجاء في تقرير
لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن مئات القادة المسيحيين الأمريكيين ناشدوا ترمب
مباشرة للاعتراف بحق اليهود في الضفة الغربية.
كما نقلت
الصحيفة عن ديفيد بارسونز، نائب رئيس «السفارة المسيحية الدولية» في القدس، قوله: حان
الوقت لنهج جديد، ننضم فيه كمسيحيين إلى شعب «إسرائيل» ونشجعه على استعادة سيادته
وحقوقه على يهودا والسامرة.
تباين
داخل الكيان تجاه الدعم الإنجيلي
من جانبه، كتب
مائير أوزييل، في «يديعوت أحرونوت»، معلقًا: كيف ينبغي لنا، كـ«إسرائيليين»، أن
نستجيب لهذا الدعم الإنجيلي الصريح؟ وأشار إلى أن هناك «إسرائيليين» يخشون تبعات
ضم الضفة الغربية، بينما يرحب به المستوطنون.
وأضاف: علينا أن
نعتاد على هذا الحب تجاهنا، وأن ندرك أن هناك مئات الملايين حول العالم يؤيدون
نجاح المشروع الصهيوني في وطننا.
يأتي هذا الدعم
المسيحي الأمريكي المتزايد في وقت تتضاءل فيه فرص إقامة دولة فلسطينية، خاصة بعد
العدوان الصهيوني على غزة في 7 أكتوبر 2023م، وتصاعد التوتر في الضفة الغربية.
وبذلك، يواصل
الإنجيليون الأمريكيون أداء دورهم كأحد أكثر الداعمين تطرفًا للسياسات «الإسرائيلية»،
متجاوزين حتى بعض الدوائر السياسية الصهيونية نفسها.