لماذا استأنف الاحتلال حرب الإبادة في غزة؟

عاد الاحتلال
الصهيوني إلى حرب الإبادة وارتكاب مجازره الوحشية في قطاع غزة، مُعيدًا مشاهد
الأيام الأولى للعدوان بدمويتها ووحشيتها، حيث استهدف المدنيين العزّل في منازلهم
ومراكز الإيواء؛ ما أدى إلى سقوط أكثر من 322 شهيدًا ومفقودًا خلال 5 ساعات فقط،
وفق ما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وذكرت حكومة غزة
أن أغلب الضحايا من النساء والأطفال والمسنين، في ظل أوضاع إنسانية كارثية، تفاقمت
بسبب انعدام الوقود وانهيار القطاع الصحي بشكل شبه كامل.
كما وثّق مراسل «الجزيرة» في غزة أنس الشريف الجريمة البشعة التي نفذها الاحتلال، قائلًا: عادت حرب الإبادة على غزة بشراسة، مستعيدة مشاهد الأيام الأولى للعدوان، حيث تتكدس جثث وأشلاء الأطفال تحت أنقاض المنازل المدمرة، والغارات استهدفت البيوت السكنية ومراكز الإيواء، لتزيد من حصيلة القتل الوحشي.
بينما كانوا يستعدون لتناول السحور، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازل المواطنين، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.pic.twitter.com/K6s2Zc7LQD
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) March 18, 2025
وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الاحتلال يواصل استهداف المدنيين بطريقة منهجية، معتمدًا أسلوب القتل الجماعي والتجويع والحصار، مؤكدًا أن هذه المجازر تمثل استمرارًا لجريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والإنسانية.
حصار
خانق.. وانهيار المنظومة الصحية
تزامن تصعيد
الاحتلال مع تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية داخل القطاع، حيث يعاني 2.4
مليون فلسطيني من نقص الغذاء والمياه وحليب الأطفال والأدوية، بينما تمنع سلطات
الاحتلال دخول أي مساعدات أو إمدادات طبية؛ ما يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى، كما
أن توقف إمدادات الوقود يهدد القطاعات الحيوية، لا سيما المستشفيات، التي أصبحت
غير قادرة على تقديم الخدمات الطبية.
وفي ظل هذه
الظروف القاسية، يتواصل الصمت الدولي، حيث فشل المجتمع الدولي في اتخاذ أي خطوات
جادة لوقف المجازر أو الضغط على الاحتلال لاحترام الاتفاقات الدولية.
ردود
فلسطينية غاضبة
في أولى ردود
الفعل، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس): إن الاحتلال، بقيادة نتنياهو وحكومته
الفاشية، قرر استئناف حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل، محملة الاحتلال
المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا العدوان الغادر.
وأضافت الحركة،
في بيانها، أن حكومة الاحتلال تتخذ قرارًا صريحًا بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق
النار، وتعريض الأسرى في غزة لمصير مجهول، داعية الوسطاء إلى تحمل مسؤولياتهم إزاء
هذا الخرق الخطير للاتفاق.
من جهتها، أكدت
حركة الجهاد الإسلامي أن استئناف الاحتلال للعدوان هو إمعان في ارتكاب المجازر،
ومحاولة فاشلة لتحقيق مكاسب ميدانية على حساب دماء الأبرياء، مشددة على أن
المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي.
أما الجبهة
الشعبية لتحرير فلسطين، فوصفت التصعيد الصهيوني بأنه جريمة إبادة مخطط لها مسبقًا،
مؤكدة أن الاحتلال يسعى إلى تنفيذ أجندة تطهير عرقي بحق الشعب الفلسطيني، داعية
المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري.
محللون:
نتنياهو يهرب من أزماته عبر إشعال الحرب
يرى الكاتب
والمحلل السياسي أحمد الحيلة أن استئناف الاحتلال للعدوان يعود لعدة دوافع، أهمها:
1- الانقلاب على
اتفاق وقف إطلاق النار لضمان استمرار نتنياهو في السلطة، وتأجيل محاسبته على فشله
في معركة «طوفان الأقصى».
2- الهروب من
الأزمة الداخلية التي تفاقمت مع الأجهزة الأمنية والرأي العام «الإسرائيلي»، خاصة
مع التحضيرات لمظاهرات ضخمة ضده في كافة المدن «الإسرائيلية».
3- استغلال
العدوان الأمريكي على اليمن لإعادة رسم خارطة المنطقة، من خلال تنسيق «إسرائيلي»-أمريكي
لاستهداف الخصوم المشتركين في الشرق الأوسط.
أما الكاتب ياسر
الزعاترة، فأكد أن نتنياهو يهرب من أزمته الداخلية العاصفة باستئناف الحرب،
مستفيدًا من التواطؤ الأمريكي والدولي.
وأشار إلى أن
صمت الوسطاء وكل العرب جريمة، بخاصة أنه يستهدف سورية ولبنان أيضاً.
دعوات
لتحرك عاجل
فيما دعت حركة «حماس»
الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة طارئة لاتخاذ قرار حاسم يُلزم
الاحتلال بوقف عدوانه فورًا، وتنفيذ القرار (2735) الداعي إلى إنهاء العدوان
والانسحاب الكامل من قطاع غزة.
كما وجّهت
الحركة نداءً إلى أبناء الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم للخروج إلى
الشوارع والساحات، ورفع الصوت عاليًا رفضًا لاستمرار حرب الإبادة الصهيونية ضد
الشعب الفلسطيني في غزة.
من جانبه، حثّ
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والمنظمات الحقوقية
على التحرك العاجل لوقف المجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال، مؤكدًا ضرورة
محاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم أمام المحاكم الدولية.
وشدد المكتب على
أن الشعب الفلسطيني، رغم كل الجرائم، لن ينكسر أو يستسلم، بل سيواصل صموده ونضاله
المشروع حتى تحرير أرضه واستعادة حقوقه كاملة.
وفي ظل استمرار
هذه الجرائم المروعة، يبقى السؤال: إلى متى سيظل العالم متفرجًا على الإبادة
الجماعية في غزة دون ردع حقيقي؟