ماذا يعني إصدار تركيا مذكرات توقيف بحق نتنياهو و36 مسؤولاً «إسرائيلياً»؟
في خطوة قانونية
غير مسبوقة، فتحت تركيا جبهة قضائية ضد قادة الاحتلال «الإسرائيلي»، بإصدارها
مذكرات توقيف بحق 37 مسؤولًا سياسيًا وعسكريًا، بينهم رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو، بتهم ارتكاب «الإبادة الجماعية» و«جرائم ضد الإنسانية» في قطاع غزة.
التحرك التركي،
الذي جاء بعد تحقيقات موسعة وشهادات دولية، يعزز مساعي ملاحقة مجرمي الحرب «الإسرائيليين»
أمام العدالة الدولية.
اتهامات بالإبادة وجرائم ضد الإنسانية
وأفادت وكالة «الأناضول»
بأن مكتب المدعي العام في إسطنبول أعلن، مساء الجمعة 7 نوفمبر الجاري، أن محكمة
الصلح الجنائية أصدرت مذكرات توقيف بحق 37 من كبار المسؤولين «الإسرائيليين»، من
أبرزهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس الأركان إيال زامير، ووزير الدفاع يسرائيل
كاتس، ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، وقائد سلاح البحرية ديفيد ساعر
سلامة.
وأوضح البيان أن
المذكرات صدرت استنادًا إلى تحقيقات النيابة العامة وشهادات ناشطي «أسطول الصمود العالمي» الذين وصلوا إلى تركيا في أكتوبر الماضي، التي أكدت تورط المسؤولين «الإسرائيليين»
في جرائم إبادة جماعية ممنهجة ضد المدنيين في غزة، وفي الهجوم على الأسطول المتجه
لكسر الحصار عن القطاع.
وأكد الادعاء
التركي أن الأدلة الموثقة وشهادات المشاركين في الأسطول أثبتت مسؤولية القيادة «الإسرائيلية»
عن الجرائم المرتكبة في غزة وفي عرض البحر؛ ما استوجب إصدار مذكرات التوقيف
الدولية بحق المتورطين.
ترحيب فلسطيني بالخطوة التركية
ورحّبت وزارة
الخارجية والمغتربين الفلسطينية بالتحرك التركي، واصفة إياه بأنه انتصار لمبادئ
العدالة وتجسيد لإرادة الشعوب الحرة الرافضة للإفلات من العقاب.
وقالت الوزارة،
في بيانها: إن ما قامت به السلطات القضائية التركية يعكس موقفًا قانونيًا
وأخلاقيًا متقدمًا، ويبعث برسالة واضحة بأن مرتكبي الجرائم بحق الشعب الفلسطيني لن
يفلتوا من المساءلة مهما كانت مواقعهم، داعية المجتمع الدولي إلى تفعيل أدواته
القانونية في مواجهة قادة الاحتلال.
من جانبها،
ثمّنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إصدار مذكرات التوقيف بحق نتنياهو وعدد من
كبار قادته العسكريين والسياسيين، مؤكدة أن الخطوة تعبّر عن المواقف الأصيلة للشعب
التركي وقيادته المنحازة لقيم العدالة والإنسانية، وللأخوة التي تجمع الشعبين
التركي والفلسطيني.
ودعت الحركة
جميع الدول وهيئاتها القضائية إلى اتخاذ خطوات مماثلة لمحاسبة قادة الاحتلال على
جرائمهم المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني.
نتنياهو مهدد بالاعتقال في 8 دول
وتتزايد
المؤشرات على تحوّل المواقف الدولية تجاه قادة الاحتلال، مع اتساع نطاق الملاحقات
القضائية التي تطالهم في أكثر من دولة، في ظل تصاعد الدعوات لمحاسبتهم على الجرائم
المرتكبة في غزة.
وكانت دول،
بينها أيرلندا وسلوفينيا وإيطاليا وكندا وهولندا وسويسرا والنرويج وليتوانيا، قد
أعلنت، في وقت سابق، استعدادها لتنفيذ مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو، في حال دخوله أراضيها، في مؤشر على اتساع دائرة العزلة
القانونية التي تلاحق قادة الاحتلال حول العالم.