من هو جورج غالاوي الذي عاد للبرلمان البريطاني من أجل غزة؟
غالاوي.. نصير فلسطين يفوز بمقعد في البرلمان البريطاني
ماذا يعني عودة غلاوي للبرلمان البريطاني؟
أثار السياسي البريطاني جورج غالاوي، المعروف بمناصرته للقضية الفلسطينية، حالة من التفاعل الواسع بعد فوزه في مجلس العموم بالانتخابات الفرعية عن مدينة روتشديل شمال إنجلترا بنسبة 40% من الأصوات، إذ احتل مرشح حزب «العمال» السابق المركز الرابع، وفق مصادر بريطانية.
وحصل غالاوي على 12335 صوتاً، منحته فوزاً ساحقاً في الدائرة التي يشكل المسلمون نحو 30% من سكانها، وكان الفارق عن المتنافس خلفه بنحو 5697 صوتاً، بحسب موقع «عرب لندن» التابع للجالية العربية في بريطانيا.
غالاوي بعد فوزه في الانتخابات الفرعية البرلمانية في روتشديل
من هو غالاوي؟
جورج غالاوي سياسي بريطاني وعضو سابق في البرلمان ما بين عامي 1987 و2010م، يعرف بآرائه المناهضة للحرب في العراق وأفغانستان ومناصرته للقضية الفلسطينية.
ولد في مدينة داندي بإسكتلندا عام 1954م، وانضم إلى حزب العمال في سن الـ15، ونشط فيه حتى انتخب أميناً عاماً لفرع الحزب، وكان آذاك في الـ26 من عمره.
فُصل من الحزب في أكتوبر 2003م بذريعة أنه أساء إلى سمعته إبان غزو العراق عام 2003م، إذ إنه وصف حكومة حزب العمال بـ«آلة كذب طوني بلير»، وناشد الجنود البريطانيين أن «يرفضوا تنفيذ الأوامر غير الشرعية».
سياسي بريطاني عُرف بآرائه المناهضة للحرب في العراق وأفغانستان ومناصرته للقضية الفلسطينية
وفي عام 1980م، شارك في رفع العلم الفلسطيني من مكاتب مجلس دندي البلدي، وكانت تلك أول مرة في الغرب رفع فيه العلم الفلسطيني على مبنى عام، وشارك في توأمة دندي مع مدينة نابلس بالضفة الغربية، وفي عام 1989م أقام توأمة بين مدينة غلاسكو وبيت لحم، وفق موقع «ويكيبيديا».
وظل غالاوي من أبرز المؤيدين للقضية الفلسطينية، حيث قاد قوافل شريان الحياة الدولية إلى غزة التي زارها مع ناشطي التضامن، وحصل على الجنسية الفلسطينية التي قدمها له إسماعيل هنية الذي كان يشغل منصب رئيس وزراء الحكومة آنذاك، وفق ما نقل موقع «الجزيرة. نت» عن صحف بريطانية.
غالاوي بالكوفية الفلسطينية
حرب غزة
وفي خطاب النصر الذي ألقاه، هاجم غالاوي -الذي نجح في العودة مجدداً وللمرة الرابعة إلى البرلمان البريطاني خلال 37 عاماً- رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك وزعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر؛ بسبب مواقفهم الداعمة للحرب التي تخوضها «إسرائيل» منذ أشهر في غزة، التي قتلت أكثر من 30 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، حسب الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في القطاع.
وقال غالاوي: كير ستارمر، هذا من أجل غزة، إنكم ستدفعون ثمناً باهظاً للدور الذي قمتم به في تمكين وتشجيع وتغطية الكارثة الجارية حالياً في فلسطين المحتلة، بحسب ما نقلت صحيفة «التلغراف».
وكان قد صرح في اجتماع سابق خلال حملته الانتخابية: ليس هناك الكثير الذي يمكنني فعله لمنع نتنياهو، لكن لديَّ الحق في محاولة منع ريشي سوناك، وكير ستارمر من التعاون معه.
حصل على 12335 صوتاً في الدائرة التي يشكل المسلمون نحو 30% من سكانها
وأضاف قائلاً: ولهذا السبب، فإن السياسيين ووسائل الإعلام غير راضين عن احتمال عودتي إلى البرلمان في نهاية هذا الشهر لأنهم يعرفون أنني سأدخل قاعة مجلس العموم كالإعصار وسأدخل إلى البرلمان في نهاية هذا الشهر، وسوف تهتز جدران قاعته من أجل غزة، وفق موقع «بي بي سي عربي».
وهاجم سوناك، غالاوي عقب الفوز الساحق الذي حققه اليساري المتضامن مع القضية الفلسطينية، بخطاب مثير للجدل من مكتبه في «داوننغ ستريت»، الجمعة الماضي، زعم فيه استهداف ما وصفهم بـ«المتطرفين» للديمقراطية البريطانية.
وقال سوناك: إن فوز غالاوي في الانتخابات الفرعية التي جرت الليلة الماضية في روتشديل كان «مثيرًا للقلق»، وزعم أن هناك «قوى داخلية متطرفة تحاول تمزيق بريطانيا وتقويض الديمقراطية»، محذراً من سحب تأشيرات «من يحرضون على العنف أو يعادون السامية»!
وأضاف سوناك أن فوز غالاوي يتطلب ردًا حاسمًا من الشعب البريطاني، واتهمه بتجاهل هجوم السابع من أكتوبر.
رئيس الوزراء البريطاني سوناك يهاجم غالاوي بعد فوزه بالانتخابات (مصدر الصورة: "الغارديان")
وتحدث عن تداعيات الحرب «الإسرائيلية» على غزة وتأثيرها على المجتمعات في المملكة المتحدة، قائلًا: إن الأطفال اليهود «يخافون من ارتداء الزي المدرسي»، وإن النساء المسلمات «يتعرضن للإيذاء في الشارع بسبب أفعال جماعة إرهابية ليس لهن أي صلة بها»!
وبشأن الاحتجاجات الداعمة لفلسطين والداعية لوقف إطلاق النار، قال: إن الشرطة لا ينبغي أن تدير الاحتجاجات فحسب، بل يجب أن تقوم بمراقبتها، مضيفاً أن الحكومة ستضع إطارًا لضبط الاحتجاجات، بحسب موقع «العرب في بريطانيا».
غالاوي، من جهته، لم يتأخر في الرد على سوناك، وقال في مقابلة مع «القناة الخامسة البريطانية»: إنه تعرض شخصياً لاعتداء في عام 2014م.
وأضاف: أنا ضد التطرف والعنف مثل أي شخص آخر، وربما أكثر قليلاً نظراً لتجربتي الشخصية.
الورغي: نتيجة الانتخابات الجزئية تبعث برسالة واضحة بأن الرأي العام يرفض الحرب على غزة
فوز غالاوي تصدر عناوين الصحف الأجنبية والعربية، ففي «التلغراف» البريطانية أشار تحليل إلى أن توجهات غالاوي السياسية فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط جعلت منه محط جدل في الأوساط السياسية والإعلامية، فكما تلفت الصحيفة، فإن غالاوي قال في حديثه بعد لحظات من فوزه: «هذا من أجل غزة».
وتؤيد صحيفة «بوليتكو» الأمريكية أن فوز غالاوي يعود لدعمه غزة في الحرب الأخيرة، إذ تقول: شهد القتال من أجل مدينة مانشستر الكبرى (حيث تقع روتشديل) تركيزاً مكثفاً على الحرب بين «إسرائيل»، و«حماس»، وترى أن لدى بريطانيا حالياً عضواً جديداً لامعاً في البرلمان، وتصفه بأنه «وجه مألوف ومثير للجدل».
وتعتبر صحيفة «القدس العربي»، الصادرة من لندن، انتصار غالاوي، الفائز في الانتخابات الفرعية للبرلمان البريطاني عن بلدة روتشديل في شمال إنجلترا التي يشكل المسلمون نسبة 30% من سكانها، انعكاساً مباشراً وحاداً للموضوع الفلسطيني، متمثلاً في الحرب «الإسرائيلية» الجارية على قطاع غزة (وتداعياتها في الضفة الغربية ولبنان واليمن وسورية والعراق).
وتشير إلى أن تصويت الجمهور كان انتقامياً من موقف حزب العمال، الذي يتزعمه كير ستارمر، الذي قام بسحب مرشحه أزهر عليّ، على خلفية الموضوع الفلسطيني أيضاً، بعد تصريحات له اتهم فيها «إسرائيل» بالتواطؤ في هجوم «حماس»، في 7 أكتوبر الماضي؛ وهو ما دفع «العمال» إلى طرده مستخدماً «الشمّاعة» التقليدية لأي نقد يمسّ «إسرائيل»: معاداة الساميّة.
وقال الباحث في جامعة إكستر بالمملكة المتحدة جلال الورغي: إن غالاوي المساند للقضية الفلسطينية والرافض للعدوان على غزة حقق نتيجة ساحقة، رغم أنه ترشح باسم حزب الشغالين المغمور، وتفوق غالاوي على مرشحي حزب المحافظين، وحزب العمال، وحزب الأحرار، مؤكداً خلال خطاب نصره عقب إعلان النتيجة أن غزة حسمت المنافسة، وأن الناخبين عاقبوا داعمي العدوان على غزة والرافضين لوقف الحرب.
وأشار الورغي، وهو كاتب في شؤون «الإسلام السياسي» وشمال أفريقيا، إلى أن نتيجة الانتخابات الجزئية تبعث برسالة واضحة بأن الرأي العام يرفض الحرب على غزة، وأنه قد يعاقب الأحزاب الرئيسة بسبب مواقفها الداعمة لنتنياهو.
وأضاف، عبر حسابه على منصة «إكس»: مرة أخرى لا تعود القضية الفلسطينية لقلب المشهد الدولي، وإنما تعيد أيضاً تشكيل الخارطة السياسية في الكثير من الدول الغربية.
https://twitter.com/jalelouerghi/status/1763523240792617162وقبل نحو شهر، أعلن حزب العمال البريطاني المعارض سحب دعمه لأزهار علي، مرشح روتشديل في الانتخابات الفرعية، بعد تسريب تصريحات مثيرة للجدل قال فيها: إن «إسرائيل» هي من سمحت بحدوث هجوم «حماس» يوم السابع من أكتوبر كذريعة لغزو غزة.
واختار حزب العمال علياً للترشح في الانتخابات الفرعية في روتشديل ليحل محل عضو متوفى، ولكن بعد تسريب تصريحاته، قرر الحزب تعليق عضويته بانتظار نتائج التحقيق.
وبعد أن كان عليٌّ الأوفر حظاً للفوز في الانتخابات، جاء سحب ترشيحه لصالح غالاوي.