تتأخر بعض الأسر في تعليم أطفالها فنون الطبخ، بدعوى أنهم صغار، حتى يكبر الصغير، ويصير عاجزاً على تحضير إفطاره، أو تجهيز مشروبه المفضل.

في سن الـ18 عاماً، أقرت أسرة بأن ابنتها لا تعرف شيئاً عن فنون الطهي، وأن جل معرفتها لا تتجاوز كيفية سلق البيض، لتقع الفتاة لاحقاً في ورطة كبيرة حينما تقدم شاب للزواج منها، وفق شاهد عيان.

ما سبق قصة حقيقية، اطلع عليها كاتب السطور، تؤكد خطأ الوالدين حينما يحجمان عن تعليم ابنتهما أمور الحياة، ومنها فنون الطهي، على أن يكون ذلك تحت إشرافهما، خاصة خلال فترة الإجازة الصيفية.

ما رأيك إذن أن تعلمي أطفالك فنون الطبخ، أو كيفية تحضير وجبة ما، أو طبق لذيذ يحظى بإعجابهم، يكون طوق نجاة لهم خلال الأزمات، أو عند غياب الأب والأم عن البيت لأي طارئ.

أولاً: يبدأ الأمر بإجراء نقاش مع الصغار حول الطعام الذي يحبونه، وفوائد الأكل الصحي، وأهمية إمداد الجسم بالعناصر الغذائية المطلوبة، وهو ما يفتح باباً للتعلم والتزود بالمعلومات عن الوجبات الغنية بالفيتامينات والمعادن.

ثانياً: يمكن الاطلاع على كتب الطبخ أو على برامج الطهي التي تقدم طرق تحضير الوجبات الشهية، ومعرفة تراث مطبخهم المحلي، وكذلك الوجبات المحببة للشعوب الأخرى، وأبرز أكلات المطبخ الخليجي، أو المغربي، أو المصري، أو الأوروبي. 

ثالثاً: ينصح بدراسة ميزانية الوجبة التي تنوي الأسرة إعدادها بمشاركة الصغار، وتكلفتها، دون إسراف أو تبذير، بما يعلم الطفل أولويات الإنفاق، وكيفية تجنب الهدر في الطعام.

رابعاً: يفضل البعد عن الوجبات المقلية، وتحاشي التعامل مع الزيت الساخن، وتقنيات التحضير الخطيرة، التي قد تصيب الصغير بأذى.

خامساً: يجب البدء بتحضير بعض السندويشات اللذيذة، سهلة التحضير، الممزوجة بشطائر البيض والجبن أو العسل والمربى وغير ذلك من وجبات الإفطار البسيطة، حتى لا يمل طفلك من طول فترة إعداد الطعام.

سادساً: التدرج في تعليم فن الطبخ، وتقسيم تحضير الوجبة إلى خطوات، على أن يقوم كل طفل بخطوة، أو يمكنكم القيام بكل خطوة معاً، بما يعلم الطفل التعاون ومساعدة الآخرين.

سابعاً: لفت انتباه الطفل إلى المقادير، وتذوق الطعام خلال فترة إعداده، حتى لا يفسد منه إذا أضاف كميات كبيرة من الملح مثلاً، ويمكن كتابة مقادير كل وجبة على حدة، حتى يعود إليها عند الحاجة.

ثامناً: إشراك الصغار في تنظيف المطبخ بعد الوجبة، وهذا سلوك ضروري لكي يتعلموا أهمية النظافة، وترتيب حاجياتهم وأدواتهم، وعدم التكاسل بعد تناول الطعام، وترك المكان في صورة سيئة، لا تمت لأخلاق الإسلام بصلة.

تاسعاً: الاحتفاظ بما تبقى من الوجبة في ثلاجات حفظ الطعام؛ لتناوله مساء، أو عند الحاجة، بما يعلم الطفل الحفاظ على النعمة، وعدم هدر ما تبقى من أكل أو شراب، على أن نذكره بفضل شكر الله، قال تعالى: (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) (إبراهيم: 7).

عاشراً: يعد تعلم فن الطهي فرصة مناسبة لتعليم الأطفال السنن النبوية عند تناول الطعام، وآداب الإسلام الواردة في هذا الشأن، وما يقال من الذكر قبل الطعام وبعده.

اقرأ أيضاً:

7 زيوت طهي نظنها صحية وقد تكون ضارة

الطباخ الجامعي.. حين نكون ذواتنا نربح أكثر