‏5 أمور عليك بها بعد سن الأربعين

تعد سن الأربعين مرحلة مهمة في حياة المرء، تمثل كمال النضج والفهم والإدراك، فهي السن الوحيدة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الكريم؛ قال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (الأحقاف: 15).

ومن عِظَم هذه السن أن الله بعث الأنبياء إلى أقوامهم بالرسالة بعد بلوغهم الأربعين، وهي السن التي نزل فيها الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في غار حراء.

يقول ابن كثير: «ابن الأربعين لا يتغير غالبًا عما يكون عليه، وفي الأربعين يتناهى العقل، ويكمل الفهم والحلم، وتقوى الحجة».

وعند قدوم تلك المرحلة العمرية والنفسية من حياة الإنسان، تتوجب بعض الأمور التي يجب الأخذ بها، والسير على نهجها؛ إيمانياً، ونفسياً، وصحياً، حتى تستقيم الأمور، وهي:

أولاً: إيمانياً؛ يجب على المرء في تلك السن التقرب إلى الله تعالى، والحرص على العبادات، وتزكية النفس بكل ما هو طيب ونافع، والإكثار من العمل الصالح.

يقول القرطبي: «ذكر عز وجل أن من بلغ أربعين فقد آن له أن يعلم مقدار نِعَم الله عليه، وعلى والديه، ويشكرها، قال مالك: أدركت أهل العلم ببلدنا، وهم يطلبون الدنيا ويخالطون الناس، حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة، فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس».

ثانياً: هذه المرحلة العمرية تعني أن الإنسان غادر مرحلة الشباب والفتوة والطاقة، إلى مرحلة لها خصوصية على المستوى الجسدي والذهني، وقد يبدأ الجسم في المعاناة من تراجع في الهمة والمناعة، والإصابة بالأمراض؛ ما يتطلب الاستناد إلى بعض الراحة، وفي المثل الشعبي «بعد الأربعين قول: يا رب تعين»؛ الأمر الذي يتطلب نظاماً صحياً في الطعام والشراب والنوم والعمل وشتى مناحي الحياة.

ثالثاً: تجنب التدخين والمسكرات، وكل ما يضر الجسم، ليس من منطلق أنه حرام فقط، بل كذلك لكونه يسبب الضرر، ويلقي بآثار سلبية على الصحة العامة للإنسان، فقد يمتنع المرء عن طعام ما يسبب السمنة، أو يزيد مستويات السكر في دمه، رغم كونه حلالاً، فالوقاية خير من العلاج.

ومع تقدم السن، يزيد تراكم الدهون في الجسم ويصبح أكثر جفافاً؛ لذلك من الضروري العناية بالنظام الغذائي، والإكثار من تناول الخضراوات والسوائل، وتجنب الوجبات السريعة، والمشروبات الغازية، وكذلك تجنب السهر؛ لأن البالغين الذين ينامون أقل من 7 ساعات في الليلة هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسمنة والسكري، وفق دراسات حديثة.

رابعاً: ممارسة الرياضة شيء حيوي وضروري في هذه السن، خاصة مع النظر إلى التغييرات الصحية والجسمانية والهرمونية التي يمكن أن يعاني منها الشخص خاصة على مستوى صحة الدماغ والقلب.

لذلك، ينصح الخبراء بالمشي يومياً ولو نصف ساعة، وممارسة الرياضة الخفيفة 10 دقائق يومياً، ونيل قسط من السباحة وركوب الدراجات ولعب كرة القدم وغيرها من الرياضات، حيث ينصح الخبراء الصحة والتغذية بممارسة تمارين القوة التي يمكن أن تساعد على تسريع عملية التمثيل الغذائي خلال بداية مرحلة الشيخوخة، وتجنب خطر الإصابة بأمراض مثل السرطان والقلب والأوعية الدموية.

خامساً: تجنب التوتر والعصبية، والبعد عن المشكلات، والتغافل عن الزلات، والبحث عن الهدوء النفسي والتأمل والتفكر والتدبر في آيات الله، وإيجاد حالة إيمانية روحانية، تكون طوق نجاة للإنسان من ضغوط الحياة وهموم الدنيا، وهذا لن يتأتى إلا بذكر الله، والصلاة في جماعة، والمداومة على قراءة القرآن الكريم، والمحافظة على الأدعية المأثورة من الكتاب والسُّنة.


اقرأ أيضاً:

4 نصائح للتخلص من الشيب المبكر

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة