5 أمور يجب أن تعرفها عن الذهب

في وقت تعددت فيه الصراعات، وانقلبت فيه الموازين، وزاد الخوف من المستقبل، اتجه كثير من الناس إلى الذهب كملاذ آمن لادخار أموالهم وحفظ قيمتها، وعلى الرغم من صواب هذه الرؤية، فإنها تستلزم الإلمام ببعض الأمور لتحقيق أفضل نتائج ممكنة، فالذهب ليس مجرد سلعة تشترى، بل عملية معقدة تستوجب الفهم والمعرفة، ذلك لأن الذهب ملاذ آمن ليس للأفراد والأسر فحسب؛ بل للدول والمجتمعات عامة.

ويمكن فهم ذلك بالرجوع إلى تقرير موقع «أويل برايس» الأمريكي الذي أكد أن المخاوف بشأن العجز المالي المستمر في الولايات المتحدة الأمريكية والضغوط التضخمية دفع البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم إلى تحويل جهودها لجمع أقصى قدر ممكن من احتياطات الذهب، من أجل حماية الأصول الاحتياطية من الانخفاض المحتمل في قيمة الدولار، والأخطار التي تهدد النظام المالي، فإذا اتجهت الدول والبنوك المركزية إلى الذهب كملاذ آمن؛ فما بالنا بالأفراد والأسر؟! الأمر الذي يجعلنا نسلط الضوء على أهم 5 أمور تتعلق بالذهب.

التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ترفع الذهب إلى مستويات قياسية |  Mugtama
التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ترفع الذهب إلى مستويات قياسية | Mugtama
ارتفعت أسعار الذهب العالمي إلى مستوى قياسي ليخترق...
mugtama.com
×

1- الذهب مؤشر للأحداث العالمية:

يرتبط الذهب ارتباطًا جوهريًا بالأحداث والتطورات العالمية؛ لذا فإن الحروب والتوترات السياسة والتغيرات الاقتصادية العالمية تؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب، فحينما تطورت الحرب بين فلسطين والكيان الصهيوني الغاصب ازدادت أسعار الذهب، وحينما زادت رقعة القتال وضمّت دولاً أخرى كإيران؛ تضاعفت الزيادة في الأسعار بشكل مفاجئ، وحينما تراجعت الحرب مكتفية بالإبادة الجماعية لأهل غزة وحدهم؛ تراجعت الأسعار مرة أخرى.

ليس هذا فحسب، بل أصبح الذهب أحد المؤشرات الأساسية التي يمكن من خلالها التنبؤ بالأحداث العالمية القادمة، فإذا ما زادت الأسعار بشكل مفاجئ دون أسباب فعلية لهذا الارتفاع؛ فهذا يعني اقتراب نشوء حدث عالمي (سياسي أو اقتصادي)؛ لذا، فإن أسعار الذهب ما هي إلى مرآة للأوضاع الراهنة، وانعكاس حقيقي للنوايا المُبيّتة.

2- أشكال الذهب المناسبة للاستثمار:

تتعدد أشكال الذهب ما بين سبائك وعملات ومشغولات ذهبية، هذه الأشكال ليست جميعها مناسبة للاستثمار، على الرغم من ثبات سعر الذهب في الجميع، فإن سعر المصنعية هو الذي يصنع الفارق، فالسبائك والعملات الذهبية تتميز بانخفاض مصنعيتها؛ لذا فهي الأنسب للاستثمار، أما المشغولات فهي أنسب للزينة، وهذا ما يجعل المصنعية الخاصة بها أكثر بكثير من السبائك والعملات؛ لذا، قبل الإقبال على شراء الذهب، لا بد أن نحدد أولًا الهدف من الشراء: هل هو الاستثمار، أم الزينة، ومن ثم نتخذ القرار الأنسب.

3- تداول الذهب عبر الإنترنت:

في الآونة الأخيرة، تعددت أشكال تجارة الذهب والعملات في أسواق المال والأعمال العالمية والإلكترونية، وأصبح تداول الذهب عن طريق الإنترنت من الأمور الشائعة التي اتجه إليها كثير من الناس، حيث يتم متابعة الأسعار لحظة بلحظة، والشراء من خلال تطبيق معين دون قبض للذهب، وهذا من الأمور المحرمة وغير الجائزة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ فَلَا بَأْسَ بِهِ، وَمَا كَانَ نَسِيئَةً فَهُوَ رِبًا»؛ والنساء والنسيئة واحد، وهو التأخير أو عدم الاستلام في جلسة البيع؛ لذا، من أراد الاستثمار في الذهب فعليه شراؤه من الأماكن المخصصة لبيعه، واستلامه في نفس الوقت الذي اشترى فيه.

4- الوقت الأنسب للبيع والشراء:

من اشترى الذهب وأراد بيعه فلا بد أن يسأل نفسه أولًا عن الهدف من البيع، فإن كان من أجل الكسب فلا حاجة لبيعه، لأن الذهب يحفظ قيمة المال، وفي الوقت نفسه قد يبيعه صاحبه في وقت يعتقد أنه مناسب للبيع، وأنه لن يزيد على ذلك، وسيتراجع مرة أخرى، ثم يكتشف بعد البيع أن السعر قد ارتفع، فإن اشترى مرة أخرى بالسعر الأعلى خسر، وإن لم يشترِ فقيمة المال سوف تقل بمرور الوقت، وربما لن يستطع المحافظة عليه.

لذا، من الأفضل ألا يبيع الشخص شيئاً من الذهب المعدّ للاستثمار إلا عند الحاجة إليه فقط، وما غير ذلك فهو مخاطرة قد تصيب حينًا وتفشل أحيانًا، كما أن الوقت الأنسب للشراء هو الوقت الذي يتوفر مع الشخص مال زائد عن حاجته، لأن الذهب يحفظ قيمة هذا المال، بل ويزداد سعره على المدى البعيد، وبشكل عام؛ فإن الوقت المناسب لشراء الذهب هو الوقت الذي يشهد استقرارًا للأسعار، والوقت المناسب للبيع هو الوقت الذي تزداد فيه الأسعار بشكل مفاجئ.

ادخار الذهب.. بين الشريعة والمكسب |  Mugtama
ادخار الذهب.. بين الشريعة والمكسب | Mugtama
ادخار الذهب.. رؤية إسلامية واقتصادية تبين قيمة الذهب وكيفية الاستفادة منه دون شبهة
mugtama.com
×

5- زكاة الذهب.. متى؟ وكيف؟

بداية، لا بد أن نفرق بين ذهب الزينة وذهب الادخار، فما كان للزينة فلا زكاة عليه، وما كان للادخار فعليه زكاة بشرط بلوغ النصاب ومرور الحول، ونصاب الذهب يعني أن يكون لدى المالك ما يعادل 85 جراماً من الذهب الخالص (عيار 24)، فإن قلَّ ما لديه عن هذا النصاب فلا زكاة عليه، ويجب أيضًا أن يمر عليه عام هجري كامل حتى تجب الزكاة، وتبلغ قيمة الزكاة 2.5% من قيمة الذهب المدّخر، وحذر المولى سبحانه وتعالى هؤلاء الذي يكنزون الذهب والفضة ولا يؤدون زكاتها، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (التوبة: 34).

من هنا يتبين أن الذهب من الأمور الشرعية التي أباحت الشريعة الإسلامية الاستثمار فيها، وأنه من أفضل الوسائل لحفظ قيمة المال، ويعد ملاذًا آمنًا للأفراد والدول، وانعكاسًا قويًا للأحداث العالمية، ومؤشرًا قويًا لتحديد الاتجاهات والنوايا الدولية المبيتة، وأن هناك أشكالاً من الذهب مناسبة للاستثمار، وأخرى مناسبة للزينة، كما أن شراء الذهب بدون مقابضة من الأمور التي نهى عنها الشرع، وختامًا يجب إخراج زكاة الذهب إذا بلغ النصاب، ومر عليه الحول.

 



____________________

1- محمد عثمان شبير، زكاة حلي الذهب والفضة والمجوهرات.

2- https://n9.cl/hgbr2.

3- https://n9.cl/qvdtf.

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة