5 مكاسب من فعل الخير

قد تفعل الخير، ولا تتلقى المقابل سريعاً، وقد يتأخر مردود هذا الخير لدى الناس، لكن الحقيقة أن الربح حتمي، والمكسب قادم لا محالة، لمن أقدم على فعل الخيرات، عاجلاً أو آجلاً.

البعض منا يتبنى أمثلة خاطئة، منها «اعمل الخير وارمه في البحر»، أو «خيراً تعمل شراً تلقى»، في إشارة إلى فعل المعروف إزاء من لا يستحق، والتعرض للأذى من قبله، رغم ما قدمته له.

لكن المسلم الحقيقي يداوم على فعل الخير، لا ليقال: إنه فعل كذا وكذا، أو ينتظر المقابل على فعله، بل هو يحصد ما هو أسمى من ذلك.

تعالَ معي وتجول بين هذه السطور، لتعرف مكاسبك من فعل الخير، وهي:

أولاً: عندما تفعل الخير فأنت تعزز في نفسك قيمة العطاء، وتدفع بها إلى الإيجابية، وبذلك فأنت تربح بشكل مباشر، عندما تعلي من قدراتك الذاتية، وتزكي طبيعتك الإنسانية، وقد غلّبت في دواخلك الخير على الشر، والعطاء على المنع، وهو مكسب لا يقدر بثمن في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا) (الشمس: 9).

علمياً ونفسياً، يؤكد أستاذة علم النفس التنموي في جامعة «بريغهام يونغ» جيني نيلسون، أن العطاء والسخاء يعزز إحساسنا بالمعنى والغاية في الحياة، أو ما يمكن تسميته بـ«نشوة المساعدة»، لإحساسك بأن فعلك له طيب الأثر على الآخرين.

ثانياً: عندما تمارس الخير، فأنت تقتدي بالأنبياء عليهم السلام، وتسير في طريق الفلاح في الآخرة، قال تعالى مادحاً أنبياءه: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ) (الأنبياء: 90)، وقال عز وجل: (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الحج: 77).

ثالثاً: ستربح جائزة كبيرة أيضاً؛ وهي أن الله سيرد عليك ما قدمته من عطاء، وما أدراك ما عطاء الله، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة» (رواه مسلم).

وقوله صلى الله عليه وسلم: «من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا؛ نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر؛ يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة» (رواه مسلم).

رابعاً: من المكاسب المؤكدة لفعل الخير الوقاية من النوازل والمصائب، فقد تفعل خيراً وتنساه، أو تندم على فعله، ثم يكافئك الله لاحقاً بتفريج كربة، أو رفع هَمّ عنك، أو شفاء من مرض، أو أن يعم عليك ببركة في الرزق والعمر، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ» (رواه الطبراني).

خامساً: إدخال السرور على الناس، ولو بكلمة بسيطة، أو تهنئة، أو خدمة ما؛ وهو ما يقوي أواصر العلاقات في المجتمع، ويزيد من تماسك أفراده، ويقوي لحمته، كما يبدد ذلك أجواء الكراهية والمشاحنات والبغضاء، الأمر الذي يصب في اتجاه إيجاد مجتمع متزن متصالح مع نفسه.

تقول الأكاديمية لارا أكنن، أستاذة علم النفس الاجتماعي في جامعة «سايمون فريزر» الكندية: إن إرسال بطاقات المعايدة خلال الأعياد، أو إجراء مكالمات هاتفية، أو تبادل البسمة، أو مشاركة مشروب دافئ، رغم بساطة هذه التصرفات، فإنها تعزز العلاقات الاجتماعية، بحسب وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية.

كن على يقين بأن معروفك لن يضيع هدراً، سيكافئك به الناس، وإما أن يكافئك به الله تعالى، ومكافأة الله لعبده قد تكون في الدنيا، وقد تكون في الآخرة، وقد تكون في الاثنين، فأنت رابح لا محالة.



اقرأ أيضاً:

7 فوائد تجنيها من المشاركة في العمل التطوعي

5 محاور لغرس قيم الصبر والتسامح بين الناس

كيف يعزز العمل الخيري روح المجتمع؟

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

جميع الأعداد

ملفات خاصة

مدونة