6 أسباب لفقدان ثقة الفلسطينيين في المجتمع الدولي

في ظل استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة وتصاعد الانتهاكات بحق المدنيين، يتعمق الشعور لدى الفلسطينيين بأن المجتمع الدولي قد خذلهم مرة تلو الأخرى، فلم تعد الشعارات الأممية والبيانات الدبلوماسية كافية لإقناع الشعب الفلسطيني بأن هناك حقًا منظومة قانونية دولية عادلة.
فيما يلي 6 أسباب رئيسة تقف خلف تآكل ثقة الفلسطينيين بالمجتمع الدولي:
1-
ازدواجية المعايير في المواقف الدولية:
يتهم
الفلسطينيون الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد
الأوروبي، بأنها تطبق المعايير الحقوقية والإنسانية بشكل انتقائي، ففي حين تُفرض
العقوبات سريعًا على دول أخرى بحجة حقوق الإنسان، تُمنح دولة الكيان الصهيوني
الحماية السياسية والدبلوماسية رغم ارتكابها جرائم حرب وانتهاكات موثقة.
2-
العجز الأممي أمام الانتهاكات:
رغم عشرات التقارير الصادرة عن مؤسسات تابعة للأمم المتحدة حول الجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية، فإن مجلس الأمن بقي عاجزًا عن اتخاذ قرارات ملزمة ضد دولة الكيان الصهيوني بفعل «الفيتو» الأمريكي، ومرّت مجازر كبرى بلا محاسبة، وتحوّلت التوصيات إلى مجرد أرشيف سياسي.
3- فشل محكمة الجنائية الدولية في التحرك:
على الرغم من
فتح تحقيقات أولية في جرائم الحرب التي ارتُكبت في غزة والضفة الغربية، فإن
التباطؤ الشديد للمحكمة الجنائية الدولية وفّر غطاءً لدولة الكيان الصهيوني، ورسّخ
القناعة بأن القانون الدولي لا يُطبق إلا على الضعفاء.
4-
التغاضي عن الحصار الصهيوني والمجازر في غزة:
منذ أكثر من 17
عامًا، يعيش سكان غزة تحت حصار خانق، يُعدّ من أطول الحصارات في التاريخ الحديث،
دون أن يتمكن المجتمع الدولي من رفعه أو حتى التنديد به بشكل فعّال، وقرابة سنتين
على حرب الإبادة على غزة وما رافقها من دمار ومجازر بحق المدنيين لم تحرك فيهم قيد
أنملة لوقفها، هذا الصمت اعتبره الفلسطينيون تواطؤًا أو قبولًا ضمنيًا بسياسة
العقاب الجماعي.
5-
انهيار منظومة الإغاثة الدولية في الحرب الأخيرة:
خلال الحرب الأخيرة، أُغلقت معظم ممرات المساعدات، وقُصفت مراكز «الأونروا»، ونفدت المواد الغذائية والطبية، ومع ذلك، لم يُحرّك المجتمع الدولي آلياته الطارئة بشكل فعال لإنقاذ المدنيين؛ ما عمّق شعور الفلسطينيين بأن دماءهم رخيصة في ميزان المجتمع الدولي.
6- التطبيع العربي المدعوم دوليًا:
شهدت السنوات
الأخيرة موجة من التطبيع بين بعض الدول العربية ودولة الكيان الصهيوني، بدعم
وتشجيع من قوى دولية، رأى الفلسطينيون في هذا تحوّلًا في الأولويات السياسية
للمجتمع الدولي على حساب قضيتهم، وانحيازًا جديدًا ضد حقوقهم الوطنية.
الثقة لا تُبنى
بالخطابات، بل بالأفعال، فما لم يتخذ المجتمع الدولي خطوات عملية لمحاكمة مجرمي
الحرب، ورفع الحصار، وإنهاء الاحتلال؛ فإن الفلسطينيين سيواصلون النظر إلى
المنظومة الدولية باعتبارها شريكًا غير مباشر في مأساتهم، أو في أحسن الأحوال،
متفرجًا صامتًا على معاناتهم.