6 رسائل للاحتلال من تدمير البنية التحتية في غزة

منذ بدء الحرب على قطاع غزة، يمارس الاحتلال «الإسرائيلي» سياسة ممنهجة في استهداف البنية التحتية المدنية، بما فيها المستشفيات، وشبكات الكهرباء والمياه، والطرق الحيوية.

هذه الهجمات لا تهدف فقط للتدمير المادي، بل تحمل رسائل سياسية واضحة لتقويض صمود السكان وإخضاعهم.

ويشير القرآن الكريم إلى بعض الصفات التي تبرز سلوك اليهود، فقال تعالى: (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا) (المائدة: 64)؛ ما يعكس حرصهم على إشعال الحروب وإثارة الفساد في الأرض، وهو ما يتجلّى بوضوح في الهجمات المتكررة على غزة.

فيما يلي أبرز الرسائل السياسية وراء استهداف البنية التحتية:

1- شل الحياة اليومية:

استهداف شبكات الكهرباء والمياه والطرق والمستشفيات يوقف الأنشطة الأساسية للسكان؛ ما يخلق حالة شلل عام ويجعل استمرار الحياة الطبيعية شبه مستحيل.

2- ضرب الروح المعنوية للسكان:

تدمير المساكن والمرافق الحيوية يبعث برسالة ترهيب جماعي تهدف إلى كسر إرادة السكان وإشعارهم بعدم جدوى الصمود.

3- الضغط على الفصائل:

تحميل السكان كلفة باهظة نتيجة الحرب وتعطيل حياتهم اليومية يُمارس ضغطًا غير مباشر على الفصائل السياسية أو المقاومة لدفعها لتقديم تنازلات أو التفاوض وفق شروط الاحتلال.

4- إضعاف الاقتصاد المحلي:

استهداف المصانع والأسواق والموانئ يدمر مصادر الدخل ويقضي على فرص العمل؛ ما يجعل المجتمع أكثر اعتمادًا على المساعدات الخارجية ويحد من قدرته على الاستقلال الاقتصادي.

5- خلق أزمات إنسانية لتبرير التدخلات:

تفاقم الأوضاع الإنسانية يُستغل كورقة سياسية لتبرير التدخلات الدولية أو فرض ترتيبات أمنية وإدارية جديدة تحت ذريعة المساعدات أو إعادة الإعمار.

6- إعادة تشكيل المشهد العمراني والديمغرافي:

تدمير الأحياء السكنية والبنية التحتية قد يكون جزءًا من خطة لإحداث تغييرات ديمغرافية أو إعادة تخطيط جغرافي يسهل السيطرة الأمنية على المدى الطويل، ويعيد توزيع السكان وفق مصالح إستراتيجية.

في النهاية، يظهر أن استهداف الاحتلال للبنية التحتية في غزة ليس مجرد عمل عسكري عابر، بل سياسة ممنهجة تهدف إلى إشاعة الفوضى، وكسر إرادة السكان، وفرض نفوذ سياسي وإستراتيجي على الأرض.

وما يبرز في هذه الهجمات هو البعد الإنساني والسياسي معًا، الذي يفرض على المجتمع الدولي والأمة العربية موقفًا حازمًا تجاه معاناة السكان، والعمل على حماية حقوقهم واستعادة حياتهم الطبيعية.