تفاعل في الأوساط السياسية والدينية على رد «حماس» ‏لمقترح ترمب

سيف باكير

04 أكتوبر 2025

46

أثار ردّ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن وقف الحرب في غزة، تفاعلًا لافتًا في الأوساط السياسية والدينية، حيث اعتُبر الرد خطوة مدروسة بدقة، تجمع بين المرونة التكتيكية والثبات على الثوابت الوطنية، وتعكس مستوى عاليًا من النضج السياسي في إدارة الموقف الفلسطيني تحت ضغط الزمن والتهديدات.

بيان ذكي

وقال المحلل السياسي أحمد الحيلة: إن بيان الحركة وموقفها من خطة ترمب ذكي ويحتاج إلى خبراء لفك شيفرته السياسية، موضحًا أن الحركة وافقت على إطلاق سراح جميع الأسرى كما أراد ترمب، مقابل وقف الحرب، وانسحاب قوات الاحتلال، وإدخال المساعدات، ومنع التهجير، وذلك وفق ما ورد في مسوّدة الاتفاق.

وأضاف أن الحركة أحالت القضايا الوطنية الكبرى الواردة في الخطة إلى الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية لتقول كلمتها، تأكيدًا على أن الشعب هو صاحب القرار، ويحتفظ بحقه الكامل في تقرير مصيره ورفض أي وصاية خارجية عليه.

توازن بين السياسة والثوابت

من جانبه، قال عميد كلية الدعوة الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة عبدالله أبو عليان: إن الرد الفلسطيني جاء في ظل موجة من التهديدات الأمريكية، وضغط دولي مكثّف تقوده واشنطن تحت سيف الوقت، مشيرًا إلى أن الرد اتسم بالثقة والحكمة والمسؤولية العالية، وعبّر عن تطلعات الشعب الفلسطيني لوقف شلال الدم وإنهاء العدوان.

وأوضح أن هذا الرد يميز بدقة بين المساحة السياسية التي يمكن التحرك فيها وفق المتغيرات، والثوابت الوطنية والشرعية التي لا تقبل المساس أو التنازل، مؤكّدًا أن هذا الموقف أسعد الشارع الفلسطيني، سواء أسفر عن وقف العدوان أو لم يقبل به الطرف الأمريكي، لأن الحركة بذلك سحبت ذرائع الخصوم، وقدّمت ردًا واقعيًا دون التنازل عن الحقوق.

وأشار إلى أن موقف «الشرطي الأمريكي» لم يعد ذا أهمية كبرى، فالشعب الفلسطيني يدرك انحيازه التاريخي للاحتلال منذ أولى دوراته الانتخابية، ولا يرفع سقف توقعاته منه.

وختم أبو عليان بقوله تعالى: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (التوبة: 51).

موقف «حماس» من خطة ترمب

وأعلنت «حماس»، مساء الجمعة 3 أكتوبر، موقفها الرسمي من خطة الرئيس ترمب بشأن وقف الحرب في غزة.

وأكدت الحركة أن موقفها جاء انطلاقًا من المسؤولية الوطنية، وحرصًا على ثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه ومصالحه العليا، في ظل العدوان وحرب الإبادة التي يتعرض لها أهلنا الصامدون في قطاع غزة.

وأوضحت «حماس» أنها أجرت مشاورات معمقة داخل مؤسساتها القيادية، وتشاورت مع القوى والفصائل الفلسطينية، ومع الإخوة الوسطاء والأصدقاء، للوصول إلى موقف مسؤول ومدروس بشأن خطة الرئيس الأمريكي.

وبعد دراسة مستفيضة، قررت الحركة تسليم ردها للوسطاء على النحو التالي:

تقديراً لجهود المجتمع العربي والإسلامي والدولي، وكذلك جهود الرئيس الأمريكي، الرامية إلى وقف الحرب على قطاع غزة، وتبادل الأسرى، ودخول المساعدات فورًا، ورفض الاحتلال والتهجير.

موافقة الحركة على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال (أحياء وجثامين) وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح ترمب، مع توفير الظروف الميدانية اللازمة لعملية التبادل، واستعدادها لبدء مفاوضات فورية عبر الوسطاء لمناقشة التفاصيل.

وتجديد الحركة موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية مستقلة (تكنوقراط)، بناءً على التوافق الوطني والدعم العربي والإسلامي.

وتأكيد أن القضايا الأخرى المتعلقة بمستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب الفلسطيني الأصيلة ترتبط بموقف وطني جامع، واستنادًا إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة، وستتم مناقشتها ضمن إطار فلسطيني شامل ستشارك فيه الحركة بكل مسؤولية.

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة