7 نصائح للأسرة في العشر الأواخر من رمضان

يقترب السباق
الرمضاني من النهاية، وسط ترقب لحلول العشر الأواخر من رمضان، وقرب تحري ليلة
القدر، وهو الأمر الذي يزيد من حماسة وحيوية الأسرة المسلمة؛ للظفر بالجوائز
والمنح الربانية التي خصصها الله للصائمين والقائمين في الشهر الفضيل إيماناً
واحتساباً.
عن أم المؤمنين
عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر
من رمضان أحيا ليله وأيقظ أهله وشد مئـزره» (رواه البخاري، ومسلم)، وفي رواية «كان
يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره» (رواه مسلم).
من هنا يشحذ
أفراد الأسرة طاقاتهم؛ لتعويض ما فاتهم من الشهر الكريم، واغتنام ما تبقى منه، في
أعمال عظيمة، نوجزها في عدة نصائح:
أولاً: أن تحرص
الأسرة على أن تنل نصيباً من إحياء سُنة الاعتكاف، ولو لأيام، سواء لرجالها،
وشبابها، وأطفالها، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها، أن «النبي صلى الله عليه
وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من
بعده».
والأصل في
الاعتكاف أنه عزوف عن الدنيا وانقطاع للعبادة، والانشغال بالطاعات، والزهد في
الطعام والشراب، فلا ينبغي أن يشتغل المعتكف بشيء يفسد عليه خلوته.
ثانياً: السعي
لتحري ليلة القدر، قال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ
شَهْرٍ) (القدر: 3)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «التمسوها في العشر
الأواخر من رمضان»، وفي رواية: «أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان
متحريها فليتحرها في السبع الأواخر» (رواه البخاري).
ليكن هدف جميع
أفراد الأسرة المسلمة؛ رجالاً ونساء، قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة
القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».
ومن فطنة وذكاء المسلم أن يجتهد في العبادة خلال العشر الأواخر، لا أن يقصد ليلة بذاتها ويخصها بالذكر والصلاة دون غيرها، فقد أخفى الله عز وجل تعيين يومها، لنكثر من العبادة، ونجتهد في العمل؛ سعياً لابتغاء مرضاة الله، فقد تكون ليلة زوجية في بلد، بينما هي وترية في بلد آخر؛ نظراً لاختلاف موعد بدء الصوم من بلد إلى آخر.
اقرأ أيضاً: من ثمار الهدي النبوي في العشر الأواخر من رمضان
ثالثاً: الإكثار من الصدقات، وإخراج زكاة الفطر، التي لا يجوز تأجيلها إلى بعد صلاة العيد، مع أفضلية التعجيل بها وتوجيهها إلى الفقراء والمحتاجين والمساكين، خاصة أهل غزة ممن يعانون ويلات الحصار الصهيوني الغاشم، ويواجهون حرب إبادة وتجويع.
رابعاً: الإكثار
من الدعاء، والتذلل للمولى عز وجل، والتضرع بخشية وإخلاص، سألت عائشة رضي الله
عنها النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، أرأيتَ إن وافقتُ ليلة القدر،
ما أقول فيها؟ قال: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» (رواه أحمد).
خامساً: على
الأسرة المسلمة، تعزيز صلة الرحم، والتسامح، والصفح عن الآخرين، وإنهاء الخصومة
والخلاف مع الأهل والأقارب والجيران، فهذا أولى وأفضل، ونحن في انتظار نفحات العتق
من النار، في هذا الثلث الأخير من شهر القرآن، لعل الله يعفو عنا، ويجعلنا من
عتقائه من النار.
اقرأ أيضاً: المرأة المسلمة في العشر
الأواخر من رمضان
سادساً: على
الأسرة المسلمة أن تتخفف من الطعام والشراب، في العشر الأواخر، وأن تتجنب العزومات
والموائد الرمضانية، والتنزه في الخارج، حتى لا تضيع وقتها، وتهدر جهدها، فيما
تبقى من ماراثون السباق، وعلى الزوجة أن تخصص وقتاً كافياً للعبادة، لا أن تضيع
وقتها في أعمال الطهي وغيره، وعلى الزوج أن يساعدها على ذلك.
سابعاً: العشر الأواخر من رمضان ليست الوقت المناسب لمتابعة وسائل التواصل، ومقاطع الفيديو، فلتحذر الأسرة من الانغماس في شهوة متابعة العالم الافتراضي، وبرامج المسابقات والمقالب، ومتابعة الهاتف والتلفاز وغيره من الملهيات الإلكترونية، فذلك من الآفات المدمرة التي تضيع لذة العبادة، وتخرق خصوصية تلك الأيام المباركة بين العبد وربه.