إعصار يضرب مناطق في ليبيا ويتسبب بدمار واسع (محدث)

ضرب إعصار مدمر، أمس الأحد، عدة مناطق شمال وشرق ليبيا مصحوباً بسقوط أمطار غزيرة، تسبب في مقتل المئات.
وقال رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان (شرق) أسامة حماد: إن عدد ضحايا إعصار دانيال في مدينة درنة وحدها يفوق ألفي قتيل.
اختفاء أحياء سكنية
وقال حماد في تصريحات صحفية نقلتها "وكالة الأنباء الليبية": إن أحياء سكنية اختفت بعد أن جرفتها السيول إلى البحر مع الآلاف من سكانها، والوضع كارثي وغير مسبوق في ليبيا.
بينما أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ (تابع لحكومة الوحدة الوطنية بطرابلس) عن تسجيله رسميا 47 قتيلاً وأكثر من 18 مفقود، في عدد من المدن المتضررة شرقي البلاد باستثناء درنة.
ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عن مصدر طبي ليبي مطلع قوله: إن 2800 شخص لقوا حتفهم جراء الفيضانات وفقا لإحصائيات وصلت إلى غرفة الأزمة بجمعية الهلال الأحمر الليبية.
وذكر المصدر أن "الإحصائية تشمل جميع المدن المنكوبة التي تعرضت للفيضانات بسبب الإعصار الذي ضرب شرق ليبيا"، مؤكدا أن القتلى "بين من قضى غرقاً أو بسبب انهيار المباني السكنية".
وأكد أن "عدد العالقين في المناطق المنكوبة وتجري حاليا عمليات إنقاذهم وصل (7) آلاف عائلة"، إضافة إلى "عدد كبير من المفقودين لم يتم تحديدهم بعد لكون كثيرين لم يتم الإبلاغ عن فقدانهم وخاصة في درنة التي انقطعت فيها الاتصالات الهاتفية".
وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصاً يقفون على أسطح سياراتهم، بينما يسعون للحصول على المساعدة بعدما تقطعت بهم السبل بسبب السيول التي اجتاحت مدن بنغازي وسوسة والبيضاء والمرج ودرنة.
https://twitter.com/ObservatoryLY/status/1701214186330546195?s=20
وقال مهندسان يعملان في مجال النفط: إن أربعة موانئ نفطية كبرى في ليبيا، هي رأس لانوف والزويتينة والبريقة والسدرة، أُغلقت اعتباراً منذ السبت لمدة ثلاثة أيام.
وأعلن المجلس البلدي في درنة عن انهيار سدين جنوب المدينة، مطالباً بممر بحري لتوفير المساعدات للأهالي، وفق صحيفة "المرصد" الليبية.
https://twitter.com/ObservatoryLY/status/1701223828783837210?s=20
وكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة قال أمس الأحد إنه وجه كافة أجهزة الدولة بالتعامل الفوري مع الأضرار والسيول في المدن الشرقية.
من جهتها، قالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إنها تتابع عن كثب تطورات العاصفة، وستقدم "مساعدات إغاثة عاجلة لدعم جهود الاستجابة على المستويين المحلي والوطني".
نداء استغاثة
من جهته، وصف رئيس مؤسسة "وفاء للإغاثة والتنمية" في العاصمة الليبية طرابلس د. عبدالمنعم حريشة الوضع في الشرق الليبي بـ"المأساوي".
ووجه نداء استغاثة إلى الجهات الإنسانية والإغاثية العالمية عبر البعثة الأممية والهلال الأحمر الدولي للتدخل سريعا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه كون إمكانيات الدولة الليبية غير كافية لمواجهة هذه الكارثة.
وذكر حريشة أبرز الاحتياجات المطلوبة لعشرات الآلاف من العائلات، وهي على النحو الآتي:
- الرعاية الطبية والدعم النفسي من الأطباء الأخصائيين.
- توفير مراكز الايواء واحتياجاتها الكاملة.
- غداء.
- دواء.
- ملابس.
- الافرشة.
- المستلزمات الشخصية الصحية.
- الاحتياجات المالية الضرورية.
- صيانة المباني.
- وسائل النقل.
- صيانة الطرق.
- صيانة الخدمات مثل الكهرباء والماء.
وكان الإعصار الذي أطلق عليه اسم "دانيال" قد ضرب اليونان وتركيا وبلغاريا الأسبوع الماضي، وأعلنت فرق الإنقاذ اليونانية أول أمس الأحد انتشال جثث أربعة أفراد وسط اليونان، ليرتفع عدد القتلى إلى 15 جراء أشد عاصفة ممطرة تشهدها البلاد منذ بدء تسجيلها في عام 1930.