نشر موقع “جيروزاليم بوست” العبري، اليوم الثلاثاء، تقريراً حول ظاهرة هجرة “الإسرائيليين” المتزايدة نحو الولايات المتحدة من أجل التعليم والعمل.
وأشار الموقع “الإسرائيلي” إلى أن عدد “الإسرائيليين” الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة كانوا أكثر من الذين جاءوا منها؛ فوفقاً لإحصاءات الأمن الداخلي بلغ عدد “الإسرائيليين” الذين يقيمون في الولايات المتحدة بين أعوام 2012 و2015م نحو 17770 شخصاً، مقابل أقل من 13 ألف شخص انتقلوا من الولايات المتحدة إلى “إسرائيل”.
وبحسب الموقع، فإنه قبل 6 أعوام أصدرت حكومة الاحتلال “الإسرائيلي” سلسلة من الإعلانات المثيرة للجدل لإظهار معاناة المهاجرين إلى الولايات المتحدة وافتقادهم إلى بلادهم.
وكانت الحملة الإعلانية، التي أعقبت رد فعل غاضب من “الإسرائيليين” واليهود في الخارج، تمثل الموقف “الإسرائيلي التقليدي” تجاه المواطنين الذين غادروا حدودها، حيث تشدد حكومة الاحتلال على صورتها كوطن يهودي، ويثير قلقها التوازن الديموجرافي بين اليهود والعرب.
ورغم كل محاولات حكومة الاحتلال على تشجيع اليهود للهجرة إلى فلسطين المحتلة والبقاء فيها، وتحريضها المستمر على المهاجرين اليهود، إلى حد بلغ أن وزير المالية السابق يائير لابيد وصف “الإسرائيليين” الذين انتقلوا إلى برلين بأنهم “معادون للصهاينة”.
لكن الموقع كشف أنه بغض النظر عن ما إذا كانت الحكومة “الإسرائيلية” تحب هذه الحقيقة أم لا، فإن الشتات “الإسرائيلي” الأمريكي واقعي ومتنامٍ ويترك بصماته على الولايات المتحدة.
ورغم اختلاف التقديرات “الإسرائيلية” الرسمية حول عدد “الإسرائيليين” المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية لكن الموقع زعم أنه يبلغ – على الأرجح – نحو مليون “إسرائيلي”.
وكان المكتب المركزي للإحصاء “الإسرائيلي” ذكر أن ما يزيد قليلاً على 500 ألف “إسرائيلي” انتقلوا إلى الخارج في الفترة من عام 1990 إلى عام 2014م، مشيراً إلى 230 ألف شخص منهم عاد إلى “إسرائيل”، لكن السفارة الأمريكية في تل أبيب أبلغت مكتب الإحصاء أن ما بين 750 ألفاً ومليون “إسرائيلي” يعيشون في البلاد.
ويتمركز معظم “الإسرائيليين” في نيويورك ولوس أنجلوس، وتضم المدينتان نحو 25 ألف “إسرائيلي”، بينما تتركز تجمعات صغيرة من “الإسرائيليين” واليهود في جنوب فلوريدا وشيكاغو وسان فرانسيسكو.
وذكر الموقع إلى أن “إسرائيل” بدأت تشعر بالقلق إزاء “هجرة الأدمغة” في الآونة الأخيرة، مشيراً إلى وجود استنزاف في صناعة التكنولوجيا؛ حيث إن هناك ما يقرب من 150 شركة تقنية “إسرائيلية” ناشئة في وادي السيليكون.
وفي الآونة الأخيرة، وضعت “إسرائيل” حوافز مالية لسحب المهاجرين من الولايات المتحدة، وتعتزم إطلاق برنامج وقت لاحق من هذا العام يسمى “العودة في 70″، إشارة إلى يوم تأسيس الكيان الصهيوني الـ70 في عام 2018م، وستقدم وزارة استيعاب المهاجرين “الإسرائيليين” العائدين والمساعدة المالية لمدة ستة أشهر، بل وستغطي جزءاً من رواتبهم لضمان حصولهم على عمل في منازلهم القديمة الجديدة، كما تقدم الحكومة دورات مجانية في مجال التطوير المهني والاستشارات.
وفي الوقت نفسه، سيحصل “الإسرائيليون” الذين فتحوا أعمالاً على حوالي 14 ألف دولار لتكاليف نقل الأعمال التجارية، و”الإسرائيليون” الذين ينتقلون إلى المناطق الشمالية والجنوبية المتخلفة في البلاد مؤهلون للحصول على منح وقروض بأسعار فائدة منخفضة.
لكن الموقع يقول: إنه حتى مع هذه البرامج، لا يزال المسؤولون “الإسرائيليون” يفهمون أنه من الأفضل تبني المغتربين من عودتهم إلى “إسرائيل”.