تشهد مصر في الفترة الأخيرة مجموعة من الأنشطة الثقافية، يشارك فيها مثقفون حكوميون ومؤسسات رسمية وناشرون من القطاعين العام والخاص، في ظل تدهور الأحوال الاقتصادية والمعيشية والعامة.
وقد انعقد على مدار يومين (27، 28 ديسمبر الماضي) مؤتمر بمكتبة الإسكندرية تحت عنوان “المثقفون والثقافة: آفاق جديدة”، حضره عدد من الكتَّاب الحكوميين وكبار المسؤولين، وافتتحه د. أحمد زايد، مدير المكتبة، بحضور د. محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق، وناقشوا عدداً من القضايا، مثل: حماية التراث المادي وغير المادي، والثقافة والإنتاج الفكري والفلسفي، وإشكاليات الأدب والفن، والسياسات الدولية، والقوة الثقافية ودورها، والتغيرات التي تحدث حولنا في العالم.
وطُرحت أفكار وآراء حول عدم فصل الثقافة عن التعليم، واللغة حصن الهوية الوطنية، والبساطة والتبسيط من أسرار تقدم الدول الكبرى، وعام 2022م هو العام الذي أخفقت فيه نظريات العلاقات الدولية، وارتفاع أسعار الكتب..
كما انعقد في الوادي الجديد (جنوب غرب مصر)، 29 ديسمبر، مؤتمر أدباء مصر السنوي- الدورة (35)، وقال أمينه العام: ما تنتجه الجماعة الثقافية يخلو من إمكانية تحديد المعنى بدقة! وهو اعتراف خطير بضحالة الإنتاج الأدبي والثقافي في العقود الأخيرة، حيث لم ينجح مثقفو النظام في إنتاج ثقافة حقيقية تعايش قضايا المجتمع، وترقى باللغة ومعطياتها.
وكرم المؤتمر مجموعة من الكتَّاب الراحلين، كلهم من اليسار!
من ناحية أخرى، تردد على بعض صفحات التواصل الاجتماعي خبر يتضمن إغلاق “دار عصير الكتب”، وهي إحدى دور النشر الناجحة مقرها ومنافذها في مصر، والهجرة إلى بلد عربي آخر والبدء من هناك.
وقد نفت مصادر في دار النشر الخبر تماماً، وأكدت أنها تعمل في مصر بشكل شرعي وقانوني، وأن فروع مكتباتها تعمل بشكل طبيعي تمامًا، وأنها مثل باقي دور النشر المصرية تتمنى زوال أزمة النشر الحالية نتيجة الظروف الاقتصادية العالمية التي ارتفعت خلالها أسعار الورق.
يذكر أن “عصير الكتب” فازت قبل حوالي شهر بجائزة أفضل ناشر عربي لأدب الخيال العلمي عن اتحاد الناشرين العرب.
وكانت السلطات قد منعت الدار من المشاركة في معرض عام 2022 بدعوى نشر كتب إسلامية لمن تسميهم بالمتطرفين، من أمثال الشيخ الغزالي، والشيخ سيد سابق، وأنور الجندي.. وغيرهم!
وقدمت الدار منذ إنشائها في العام 2014 على يد مجموعة من الشباب قرابة 500 عنوان، وحققت نجاحات كبيرة في فترة قصيرة جعلتها هدفًا للعديد من الاتهامات المغرضة.