عرضت مصر، أمس الإثنين، مخطوطاً أثرياً نادراً يرجع تاريخه إلى نحو ستة قرون، بعدما نجحت في وقف بيعه في مزاد بلندن وإعادته مرة أخرى للقاهرة.
وقال رئيس دار الكتب والوثائق القومية هشام عزمي في مؤتمر صحفي: إن المخطوط المسترد هو “المختصر في علم التاريخ” لمؤلفه محمد بن سليمان بن سعد الكافيجي (المتوفي في عام 1474م).
وأضاف أن المخطوط يتفرد بقيمة تراثية وعلمية كبيرة، إذ يعد أقدم رسالة إسلامية معروفة عن نظريات التاريخ، ويمتاز بأصالة منهجه، حيث اهتم بتوضيح المناقشات النظرية للتاريخ في منهجه القصصي.
وأشار إلى أن المخطوط فُقد من دار الكتب والوثائق في ظروف غامضة في سبعينيات القرن الماضي، ليظهر فجأة في أبريل الماضي بمزاد في دار “بونامز” في لندن، وحينها بدأت جهود مكثفة لإثبات أحقية مصر فيه من خلال الوثائق والأدلة التي تكللت بالنجاح في 13 يوليو الماضي.
ويتكون المخطوط من 21 ورقة، ويشمل مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة، المقدمة عن فوائد علم التاريخ، والباب الأول عن مبادئ علم التاريخ، والباب الثاني عن أصول علم التاريخ ومسائله، والباب الثالث عن شرف أهل العلم وفضلهم.
وقال عزمي: ترجع أهمية المخطوط إلى كونه الكتاب التراثي الوحيد المُؤلف -بحسب علمنا- في مصطلح التاريخ، مستوفياً للجانبين النظري والتطبيقي، على الرغم من صغر حجمه.
وأضاف: الكتاب من المراجع الأساسية لهذا التخصص، وفتح مجالاً لكل من أتى بعده لكي يستفيد منه ويبني عليه ويستند إليه، مثل جلال الدين السيوطي، وشمس الدين السخاوي.
وتابع: ميزة أخرى يكتسبها هذا المخطوط أنه نُسخ بعد ثمانية أيام فقط من كتابة مؤلفه له، وهناك فرق كبير بين مخطوط نُسخ في حياة مؤلفه وآخر نُسخ بعد وفاته أو رحيله بعقود.
وتعد دار الكتب المصرية أقدم مكتبة وطنية عربية، إذ أنشئت بقرار من الخديو إسماعيل في عام 1870 باسم “الكتبخانة”، وأصبحت تملك اليوم أكثر من ستين ألف مخطوط.
وأشار رئيس دار الكتب والوثائق المصرية إلى أن هناك وحدة جديدة يجري العمل على إعدادها وتفعيلها لتتبع المخطوطات والكتب التراثية المفقودة والعمل على استعادتها قبل ضياعها للأبد، وذلك بجانب المضي قدماً في مشروع “رقمنة” الوثائق والمخطوطات.