في عصر سادته الفتن والاضطرابات في عهد الدولة السلجوقية، خاصة بين الفرق الإسلامية، حيث كان الأمراء يصطفون إلى جانب أحد الأطراف، حيث نال الأشاعرة أذىً شديد من طغرل بك (455هـ) ووزيره أبي نصر الكندري (456هـ)، لكن وعلى الرغم من هذه الفتن، فإن الحركة الفكرية ظلت على أفضل ما يكون، وهذا العصر كان عصر نهضة علمية بامتياز.
والحديث عن الأثمة، حديث شيّق وفيه الكثير من العلم خاصة لمن يعرف ظروف كل إمام وما مر به وعليه خلال رحلة طلب العلم، فالإمام لغة، من يقتدى به في أقواله وأفعاله، من رئيس أو غيره، ولا يبعد المعنى الاصطلاحيّ عن المعنى اللّغويّ، بإطلاقه الشامل للمقتدى به عموماً في مجال الخير والشر، طوعاً أو كرهاً، ويطلق على: الإمام في الصلاة هو الذي تقتدي به جماعة المصلّين وتتابعه.
وفي هذا العصر ظهر عدد كبير من العلماء، مثل الإمام الجويني، والبيهقي، والقشيريّ، ومحور موضوعنا اليوم الإمام البيهقي الذي كان ثمرة هذا النشاط العلمي، وتصانيفه مليئة بالفقه والآداب، بسبب الإشكالات السياسية والأخلاقية التشريعية التي كانت سائدة آنذاك، ولم تكن رحلة البيهقي معبّدة بالورود كحال أغلب العلماء، بل عانى ما عانى في سبيل العلم، حيث ارتحل في طلب العلم مبكراً، فقد كان وكما ورد في كتاب الذهبي: “واحد زمانه وفرد أقرانه وحافظ أوانه”، فعلى الرغم من أن دائرة شيوخه لم تكن كبيرة، ولكن بورك له في مروياته وحسن تصرفه فيها لذكائه وخبرته بالأبواب وعلم الرجال، فكان نتاجه قليلاً لكنه مميزاً، وكان مشهوداً له بتقصيه لحقائق العلوم ومنابعها الأصيلة، فقد تمكن من الحديث وجمعه بين الرواية والدراية، وقال أبو سعد السمعاني (562هـ) في هذا السياق: “كان جامعاً بين علمي الفقه والحديث وبيان علل الحديث، ويتجلى عقله وفهمه في أمور كثيرة، منها رسالته إلى الإمام الجويني “الأب” (438هـ) يرشده إلى المنهجية الصحيحة في فهم الحديث وتنزيله في الواقع، وأن ليس كل حديث صحيح يجب العمل به مطلقاً”.
وفي رد للإمام الجويني (الابن 478هـ) على كلام الإمام البيهقي، يبين الرقي والأسلوب الأكثر من رائع الذي كان سائداً في ذاك الزمان وكيف يتقبلون النصائح والنقد من بعضهم بعضاً، في وقت نرى اليوم أن النقاد يشهرون سيوفهم ويسلطوها في وجه كل من ينتقدهم حتى ولو كان نقداً علمياً وبنّاءً، فعلاً علماء الأمة الإسلامية مدرسة أخلاق وعلم متكاملة، وبالعودة إلى رد الجويني، ومما جاء فيها: “ما من فقيه شافعي إلا وللشافعي عليه منّة، إلا أبا بكر البيهقي، فإن المنّة له على الشافعي لتصانيفه في نصرة مذهبه”، فالمذاهب الفقهية تحتاج إلى عقلاء لتحريرها وتجديدها لا مجرد الحفظ فقط، وفي هذا السياق تشهد تصانيف الإمام البيهقي على ذلك، ففي السنن والأحكام، كان كتاب “معرفة السنن والآثار، والخلافيات، والسنن الكبير، والسنن الصغير”، وفي الآداب والفضائل له كتاب “شُعب الإيمان، والآداب، والزهد، والترغيب والترهيب، والدعوات”، وفي المناقب له، “فضائل الصحابة، ومناقب الشافعي، ومناقب أحمد”، فخبرته الطويلة في التعامل مع هذين الحقلين المعرفيين، حجزوا له مكاناً عالياً وسمواً ورفعةً بين كبار العلماء في زمانه، فكان صاحب خبرة ومتمكناً بشكل أكاديمي لا تشوبه شائبة.
بالتالي، يعتبر الإمام البيهقي من الأئمة النقاد الذين خدموا السُّنة النبوية؛ وذلك من خلال تآليفه ومصنفاته الكثيرة الآنفة الذكر، فمثلاً كتاب “السنن الكبير” أورد فيه البيهقي كثيراً من اختلاف الرواة في الأحاديث، وبيان الاختلاف طريقة مهمة يسلكها الأئمة والنقاد للإشارة إلى أوهام الرواة وعلل الحديث، وبين ما هو مؤثر وغير مؤثر في الحديث، خاصة وأن الإمام البيهقي له أحكام خاصة في الحديث، فمن هو الإمام البيهقي؟
الإمام البيهقي هو أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي الخراساني النيسابوري البيهقي (384 – 458هـ)، نشأ في منطقة بيهق إحدى قرى نيسابور التي كانت تعج وتزخر بالعلماء وتنشط فيها الحركة العلمية، وهذا كان عاملاً مهماً في تشكيل الوعي العلمي لدى البيهقي باكراً، ويُقال: إنه سمع الحديث وكتبه وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة، فتعلم القراءة وأتقن القراءة وأولويات العلوم وحفظ القرآن وفقاً للذهبي، ومذاك بدأت رحلة العلم، والعلماء الأجلّاء قالوا: “من لم يرحل فلا ثقة بعلمه”، فلم يكتفِ البيهقي بالأخذ عن شيوخ قريته ومحدثي نيسابور، بل طاف البلاد الإسلامية مثل خراسان والحجاز والعراق، نشأ هذا الإمام الجليل في بيت علم ودين، وتربى منذ صغره على القرآن والسُّنة، فكان رحمه الله يتتبع أخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويجتهد في ذلك اجتهاداً عظيماً، فبلاد خراسان في ذلك العصر كانت حاضرة العلماء في هذا الفن، وهو علم الحديث، خاصة وأن الفتوحات الإسلامية وصلت إلى ما بعد بلاد الهند، قال الإمام البيهقي: “إني منذ نشأت وابتدأت في طلب العلم أكتب أخبار سيدنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وأجمع آثار الصحابة الذين كانوا أعلام الدين، وأسمعها ممن حملها، وأتعرف أحوال رواتها من حفّاظها، وأجتهد في تمييز صحيحها من سقيمها ومرفوعها من موقوفها، وموصولها من مرسلها”.
بلغ الإمام سعة كبيرة في العلم، وعلو القدر والمنزلة، والتصنيف في شتى علوم الدين، ومردّ ذلك كثرة ترحاله ومكوثه في البلدان سنين طويلة تربى فيها على صفوة من مشايخ وعلماء لهم باع طويل في أصول الدين وتعاليمه، فنهل منهم وأخذ عنهم فنون التدريس والتأليف والتصنيف، وتقول المعلومات التأريخية خاصة في تراجم السبكي، أنه أخذ عما يزيد على 100 شيخ جليل، مثل: الحاكم محمد بن عبدالله بن محمد بن حمدويه، ابن فورك أبو بكر محمد بن الحسن الأصبهاني، أبو إسحق بن يوسف، وغيرهم الكثير، ولأن الإمام البيهقي سخّر وقته وجهده لله تعالى وفي خدمة الإسلام، أخذ عنه الكثير من التلامذة ورووا عنه السنن ودرسوا الكتب التي صنّفها، ونشروها بين الناس، مثل شيخ القضاة أبو علي البيهقي، وابن منده الإمام الحافظ، والمفسر القشيري، وغيرهم الكثير.
ومن المعلوم أن الإمام البيهقي قد ارتحل كثيراً في طلب العلم، والبداية كانت في بلدته بيهق، ثم نيسابور، أستراباذ، أسد آباد، خراسان، طوس، بغداد، الكوفة، شط العرب، الري، مكة المكرمة، المدينة المنورة، وقد كان المكان الأول الذي تلقى فيه البيهقي علومه هو نيسابور، وهي من المدن العظيمة، ذات الفضائل الكبيرة، فقد كانت معدن الفضلاء، ومنبع العلماء، ورحل إليها البيهقي في وقت مبكر من نشأه العلمية، ولعل ذلك كان في مطلع القرن الخامس الهجري، الذي يؤكد هذا سماع البيهقي من الإمام الحاكم، الذي كان يناهز الثمانين، وقد كان لقاؤه به في نيسابور فأخذ منه ما يزيد على عشرة آلاف رواية، وقد أودع البيهقي جزءاً من مسموعاته هذه من الإمام الحاكم في كتابه السنن الكبرى، والرواية عنه، أما المحطة الثالثة عشر فقد عزم الإمام البيهقي على زيارة بغداد ، وقد كانت من المراكز الحديثية الكبرى، وقد سمع البيهقي في بغداد من عدد وافر من المحدثين، الذين كانوا يتصدرون النشاط العلمي في هذا البلد وقتذاك مثل الإمام أبي بكر أحمد بن محمد الخوارمي، وكانت بغداد من أكبر البلاد التي حصل فيها علم الحديث، ويظهر ذلك بأن أكبر نسبة من شيوخه كانت في بغداد إذا ما قورنت ببقية المراكز الأخرى، تليها نيسابور فقد نص البيهقي على سماعه فيها من عشرة شيوخ أعلام.
فشيخ الإمام البيهقي، أبو عبدالله الحاكم النيسابوري (495هـ) لقيه البيهقي في مطلع حياته، وعظمت استفادة البيهقي من الحاكم، وكبر انتفاعه به، فقد بلغت مروياته عنه في السنن الكبرى 8491 رواية، كذلك أبو الفتح المروزي الشافعي، كان إمام الشافعية في زمانه، برع في المذهب، وكان مدار الفتوى والمناظرة، وقد أخذ البيهقي عن المروزي علم الفقه، أيضاً عبدالقاهر البغدادي وكان من العلماء البارعين، وأحد أعلام الشافعية في عصره، وهو صاحب كتاب “الفرق بين الفرق”، قال عنه أبو عثمان الصابوني: كان من أئمة الأصول وصدور الإسلام بإجماع أهل الفضل، إماماً مقدماً مفخماً، وأبو سعيد بن الفضل الصيرفي وكان من الشيوخ الثقات، وقد لازمه البيهقي وأكثر التلقي عنه، وقد بلغت رواياته عنه في السنن الكبرى 1104، وسمع أيضاً من أبي بكر محمد بن أحمد بن منصور، وأبي نصر محمد بن علي الشيرازي، ومحمد بن محمد بن أحمد ابن رجاء الأَديب، وأحمد بن محمد الشاذياخي، وأحمد بن محمد بن مزاحم الصفار، وإِبراهيم بن محمد الطوسي الفقيه، وإِبراهيم بن محمد بن معاوية العطار، والحسن بن محمد بن حبيب المفسر، وعبد الرحمن بن أبي حامد المقرئ، ومسعود بن محمد الجرجاني.
تأثر الإمام البيهقي بعلم الكلام، فكان أشعري المعتقد، وسلك في الاستدلال طريقة السلف، وخالفهم في كثير من المسائل عند التطبيق لذلك الاستدلال، واختار في استدلاله على وجود الله تعالى طريقة القرآن الكريم وهو أمر اتفق فيه مع السلف، إلاّ أنه وافق أصحابه الأشاعرة في الاستدلال بالجواهر والأعراض على حدوث العالم زاعماً صحة هذا الاستدلال لأنه من وجهة نظره استدلال شرعي، والإمام البيهقي كان متأثراً بالإمام محمد إدريس الشافعي، ومعجباً بمذهبه، من خلال كتبه وبالذات السنن الكبرى، ومعرفة السنن والآثار، وكان الإمام البيهقي رحمه الله عالماً بالفقه وفروعه، والحديث وعلومه وهذا واضح في مصنفاته المختلفة في علوم الدين وكل ذلك مع غزارة علمه، وسعة فهمه، لم يخرج عن مذهب الشافعي رحمه الله، بل إنه استدل للشافعي، وانتصر لمذهبه إلا في مسائل تبين له الصواب في غيرها حسب ما ترجح له من الأدلة.
كان الإمام البيهقي على سيرة العلماء الربانيين، فكان عالماً عاملاً، فتعاليم القرآن والسُّنة كانت ظاهرة على شخصيته، فكان يتصف بالزهد والتقلل من الدنيا، والقنوع باليسير، كثير العبادة والورع، قانتاً الله، باذلاً في الدعوة إلى الله، نافعاً معلماً للناس، فرفع الله ذكره في الدنيا، وجلّ العلماء في زمانه وبعد موته إلى عصرنا هذا أثنوا عليه، قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى مثنياً عليه: “وكان واحد زمانه في الحفظ والإتقان حسن التصنيف، وجمع علم الحديث، والفقه”، وقال ابن الأثير: “كان إماماً في الحديث والفقه على مذهب الشافعي وله فيه مصنفات، أحده السنن الكبير، عشر مجلدات وغيره من التصانيف الحسنة، وكان عفيفاً زاهداً”، وأما ابن كثير فقال عن الإمام البيهقي: “أحد الحفاظ الكبار له التصانيف التي سارت بها الركبان في سائر الأمصار والأقطار، وكان واحد زمانه في الإتقان والحفظ والفقه والتصنيف، كان فقهياً محدثاً أصولياً أخذ العلم عن الحاكم أبي عبدالله النيسابوري، وسمع على غيره شيئاً كثيراً، وجمع أشياء كثيرة نافعة جداً لم يسبق إلى مثلها ولا يدرك فيها”.
عاش الإمام رحمه الله وأمضى حياته في طلب العلم الشرعي، تعلماً وتعليماً، رواية وتأليفاً، فبارك الله سبحانه وتعالى في علمه، فقد ألَّف في حياته الكثير من المصنفات والتواليف النافعة، وذلك يرجع لغزارة وسعة علمه رحمه الله، فألف في شتى علوم الدين، وبلغت مؤلفاته على ما يزيد على ألف جزء، جمع بين علم الحديث والفقه وبيان علل الحديث، ووجه الجمع بين الأحاديث، وسنخصص من مؤلفاته الكثيرة كتاب “السنن الكبرى” لأهميته ولأنه يلخص منهجية الإمام البيهقي قدر المستطاع، وقد تربع هذا الكتاب القيّم النافع في الصدارة بين الكثير من كتب السنن، وذلك لأنه كتاب يشمل الكثير من أحاديث الأحكام التي لم توجد في غيره من كتب السنن، وكذلك العلم الغزير الذي يعنى بطرق الأحاديث، وبيان الصحيح من السقيم منها، مما جعل كثيراً من العلماء ينجذبون لهذا الكتاب ويعتنون به، فكان شاملاً، جامعاً، منتفعاً، مستفيداً ممن سبقه في هذا المجال، فابتعد عن مواطن الزلل، مكملاً لمواطن النقص، فخرج في أبهى حلة، هذا الكتاب، كتاب كبير القدر لما فيه قدر كبير من علم الفقه وفنونه، والحديث وعلومه، ولقدر هذا الكتاب لا تكاد ترى مشتغلاً بعلم الحديث، أو الفقه إلا ويعود إليه، ومرد أهميته تكمن في النقاط التالية:
أولاً: يعد هذا الكتاب موسوعة كبرى تجمع أحاديث الأحكام الفقهية، إن لم يكن أوسعها على الإطلاق واشتماله على أحاديث في الآداب والبر والسيَر والفضائل، وذلك لأنه استفاد ممن سـبقه.
ثانياً: يعد من أهم المستخرجات لكتب عديدة من كتب السُّنة، البخاري ومسلم بخاصة.
ثالثاً: احتواؤه على الأحاديث المرفوعة، والموقوفة على الصحابة رضي الله عنهم.
رابعاً: احتواؤه على الكثير من الآراء الفقهية، وآراء الصحابة رضي الله عنهم.
خامساً: اشتماله على عدد كبير من الشواهد والمتابعات، والمقارنة بين الأسانيد والترجيح بينها.
سادساً: يعد كتاب أصل في الفقه مصنف على مذهب الإمام الشافعي.
سابعاً: احتواؤه على جملة كبيرة من آراء وأحكام المحدثين والنقاد على الأحاديث تصحيحاً، وتضعيفاً، وأحكامهم أيضاً على الرواة جرحاً وتعديلاً.
وبحسب المحقق محمد عبدالقادر عطا، فقد بلغ مجموع الأحاديث في كتاب السنن الكبرى 21812 حديثاً، أما عدد الكتب التي يتألف منها كتاب “السنن الكبرى” فقد وصلت إلى 72 كتاباً، وهم كتب متخصصة بأحاديث الفقه والأحكام الفقهية، فمثلاً كان الإمام البيهقي يكرر الأحاديث لغاية فقهية أو حكمية وربما لعلو إسناد، كما اهتم الإمام بجمع طرق عديدة للسند والمتن، ومن ثم أكثر من الشواهد والمتابعات، مستعملاً أكثر من إسناد للحديث الواحد إلى جانب أنه كثيراً ما كان يذكر وجوه الاختلاف بين الروايات ويذكر الشاذ من المحفوظ والصحيح من المعلول، وكان يحكم على الرواة جرحاً وتعديلاً، توثيقاً وتضعيفاً، فمن حكم عليهم على سبيل المثال بالتوثيق كقوله: “تفرد به عبدالجبار بن العلاء بإسناده هكذا وهو ثقة”، وأما التضعيف، كقوله: “وكان المسيب بن واضح رحمنا الله تعالى وإياه كثير الوهم”.
من هنا، لقد تنوعت أحديث الإمام البيهقي بين الصحة والحسن، فكان معتدلاً إلى حد كبير في حكمه، وإذ منهج الإمام مدرسة متكاملة ويجب الاهتمام بالجانب الفقهي ودراسة منهجه الأكاديمي وشرح كتبه شرحاً تحليلياً لأن كل كتاب مدرسة متكاملة الأركان، وهذا برسم الباحثين والمهتمين بالحقل الشرعي، إلى جانب القائمين على المؤسسات العلمية من إيلاء اهتمام كبير بالدراسات التطبيقية النوعية للحديث النبوي الشريف لأن الإمام البيهقي أظهر عناية كبيرة وصناعة حديثية مهمة في كتابه السنن الكبرى من خلال دقة أحكامه النقدية، فعرض التفاصيل وفق منهج تفصيلي دقيق، يحتاجه كل باحث إسلامي اليوم لأنه مرجعية قل نظيرها، وكل يوم نفاجأ أكثر فأكثر عما نملك من مخزون وموروث علمي قلّ نظيره، وما الإمام البيهقي إلا عَلَم من أعلام الأمة الإسلامية التي تشع نوراً إلى يومنا هذا، وما هذه السيرة إلى إضاءات بسيطة من المؤكد أنها لا تلخص مسيرة حياة وعطاء كاملة للإمام إلا أنها كافية لأن نستذكره ونستذكر عطاءاته الجليلة.
____________________
(*) كاتب ومفكر كويتي.