أعلن الجيش الأمريكي، أمس الإثنين، أنه بدأ الانسحاب من أفغانستان تنفيذاً لاتفاق السلام الذي أبرمته الولايات المتحدة مع حركة “طالبان” في العاصمة القطرية الدوحة، وينص على خفض عدد أفراده في غضون 135 يوماً إلى 8600 جندي.
وقال المتحدث باسمه العقيد سوني ليغيت، في بيان: إن القوات الأمريكية في أفغانستان “تبقي كل الوسائل العسكرية اللازمة” لتنفيذ العمليات ضد تنظيمي “القاعدة” و”الدولة الإسلامية” ولدعم القوات الأفغانية.
وبموجب اتفاق السلام، كان يجب أن يبدأ انسحاب القوات الأمريكية في غضون عشرة أيام بعد توقيع الاتفاق، حيث فوّض وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر قائد القوات في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر باتخاذ قرار بدء الانسحاب الأولي.
وفي سياق مواز، نقلت “وكالة الصحافة الفرنسية” عن دبلوماسيين قولهم: إن الولايات المتحدة دعت للتصويت في مجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، على مشروع قرار يؤيد اتفاقها مع “طالبان”.
حكومة موازية
ويتزامن إعلان بدء الانسحاب مع أداء كل من أشرف غني، ومنافسه عبدالله عبدالله اليمين الدستورية لرئاسة أفغانستان، في مراسم منفصلة؛ مما يؤدي إلى تعقيدات للولايات المتحدة في تحديد كيفية المضي في الصفقة وإنهاء حرب 18 عاماً.
وأُجريت الانتخابات الرئاسية الأفغانية، في سبتمبر الماضي، بمشاركة شعبية منخفضة جداً، وأظهرت نتائجها الأولية فوز غني (الرئيس الحالي)، لكن منافسه (عبدالله عبدالله) شكك في النتائج وأعلن فوزه وأحقيته بالمنصب.
وأعلنت واشنطن أنها “تعارض بشدة” محاولة تشكيل “حكومة موازية” في أفغانستان، وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في بيان: نحن نعارض بشدة أي إجراء لتشكيل حكومة موازية وأي استخدام للقوة لحل الخلافات السياسية.
وشدد بومبيو على أن إعطاء الأولوية لحكومة جامعة وأفغانستان موحّدة أمر بالغ الأهمية لمستقبل البلاد وبخاصة قضية السلام.
غير أن الوزير الأمريكي رحب في الوقت نفسه بإعلان غني، وعبدالله التزامهما بهدف تحقيق السلام، مؤكداً أن الولايات المتحدة تعمل على التوصل لاتفاق بين الطرفين.