أكدت مدير إدارة الأمن الغذائي بالهيئة العامة للغذاء والتغذية ورئيس وفد دولة الكويت إلى اجتماعات لجنة الأمن الغذائي العالمي د. انتصار الشامي، أمس الجمعة، ضرورة ضمان توفير “الغذاء الآمن والصحي المتكامل والمفيد” من أجل تحقيق أمن غذائي لضمان حيوية الفرد والمجتمع.
جاء ذلك في لقاء الشامي مع “وكالة الأنباء الكويتية” (كونا) بمناسبة ترؤسها وفد دولة الكويت في أعمال الدورة الـ44 للجنة الأمن الغذائي العالمي التي عقدت هذا الأسبوع بمقر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) في روما بحضور مندوب الكويت الدائم لدى المنظمة المهندس يوسف جحيل.
وقالت الشامي: إن الكويت تشارك في هذه أعمال الدورة بالغة الأهمية بوفد من هيئة الغذاء والتغذية تأكيداً لحرصها على المساهمة في الجهود الدولية لمواجهة التحدي العالمي المتمثل في مشكلتي الجوع والسمنة المفرطة بالتعامل مع التركيز على التغذية الصحية والسليمة.
وأشارت إلى ما توليه دولة الكويت من أولوية رئيسة لقضية الأمن الغذائي؛ إذ حققت أعلى مستوياته لتحتل وفق مؤشر الأمن الغذائي العالمي لعام 2017 المركز الأول عربياً والـ26 عالمياً، كما كانت في طليعة الدول التي حققت أهداف الألفية الإنمائية قبل عامين من الموعد المحدد عام 2015.
وذكرت في هذا السياق أن دولة الكويت بمؤسساتها المختلفة قامت بتوجيهات ورعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بجهود كبيرة وشاملة لتوفير الغذاء الآمن والصحي للمواطنين والمقيمين تجلت كذلك بإنشاء هيئة الغذاء والتغذية في إطار إستراتيجية وطنية متكاملة.
وأوضحت أن مهام الهيئة وفق مرسوم إنشائها تختص بـ”وضع سياسة وطنية عامة للغذاء والتغذية تهدف إلى سلامة الغذاء وتعزيز تغذية المجتمع”، والعمل كذلك على استدامة الأمن الغذائي والصحي والمساهمة في الحد من انتشار الأمراض المتعلقة بالتغذية ووضع نظام التحليل وتقييم المخاطر الغذائية وإدارتها ومعالجة القضايا التي تظهر بشكل طارئ.
وقالت د. الشامي: إن حضورها وتمثيلها لهيئة الغذاء والتغذية الكويتية في اجتماعات الدورة الـ44 للجنة الأمن الغذائي العالمي تعكس رغبة الكويت وانسجام جهودها وسياساتها الوطنية مع جهود المجتمع الدولي والسياسات العالمية في مجالات الأمن الغذائي والاستفادة من مخرجات هذا المحفل الدولي الرئيس وكذلك إثراء نقاشاته بالتجربة الكويتية.
وأكدت في هذا الصدد أن الكويت تولي اهتماماً كبيراً وخاصاً بالتغذية الصحية والتوازن السليم في التغذية سواء عبر حصص التموين وبرامج التغذية كالغذاء المدرسي وصولاً إلى تأهيل كوادر وطنية من الاختصاصيين في المجالات المتعلقة بالتغذية حيث تخرج جامعة الكويت اختصاصيين بدرجات البكالوريوس والماجستير بالإضافة إلى المبتعثين في الجامعات العالمية المرموقة.
واعتبرت أن مشاركة هيئة الغذاء والتغذية في اجتماعات لجنة الأمن الغذائي العالمي التي جاءت تحت عنوان “إحداث فارق في الأمن الغذائي والتغذية”، واختتمت أعمالها مساء اليوم الجمعة “كانت فرصة مثمرة للاطلاع عن كثب على السياسات والخبرات ومواكبة أحدث الإنجازات الدولية إلى جانب عرض الخبرة الوطنية على المعنيين بمختلف مستوياتهم”.
وقالت مدير إدارة الأمن الغذائي بالهيئة العامة للغذاء والتغذية: إن نقاشات اللجنة أبرزت الدور الرئيس للقطاع الخاص والمسؤوليات التي تقع عليه في المساهمة في تحسين نوعية وجودة الإنتاج الغذائي ليراعي صحة المستهلك خاصة في المجتمعات الحضرية في ظل توقعات زيادة أعداد سكان المدن من 50 إلى 66% بحلول عام 2050.
وقد صادقت لجنة الأمن الغذائي العالمي على توصيات جديدة حول دور الغابات المستدامة في تحقيق الأمن الغذائي والتغذية للجميع وعلى ضرورة إيجاد منهج متكامل للسياسات بشأن الغابات والزراعة والمياه والأمن الغذائي والتغذية بتعزيز التنسيق بين مختلف القطاعات.
كما ركزت التوصيات على حيازة الأراضي وغيرها من الموارد إذ أكدت اللجنة إمكانية أن تؤدي “الخطوط التوجيهية الطوعية للحوكمة المسؤولة” بشأن حيازة الأراضي ومصايد الأسماك والغابات دوراً أكبر.
كما ناقشت مسألتي زيادة النزوح نحو الحضر والتنمية الريفية وضرورة الكف عن التعامل معهما باعتبارها قطاعات منفصلة.
وقررت اللجنة على ضوء تغير أنظمة الغذاء أن تقوم خلال العامين القادمين بـ”استكشاف تأثيرات التحضر على أصحاب الدخل الأكثر انخفاضاً وعلى زيادة إشراك الشباب والنساء وتوظيفهم في أنظمة الغذاء بما في ذلك ربط المنتجين بالأسواق”.
وأكد مدير عام “فاو” جوزيه داسيلفا أمام اللجنة الحاجة لوضع “سياسات أكثر فعالية” لضمان وجود نظم غذائية مستدامة، مشدداً على ضرورة أن تقوم الشركات والمستهلكون بدور أكبر في إصلاح أنظمة الأغذية العالمية في الوقت الذي يشهد فيه العالم تزايداً في معدلات الجوع والسمنة في آن واحد.
وانتخبت اللجنة في جلستها الختامية اليوم الممثل الدائم لجمهورية الدومينيكان لدى وكالات الأمم المتحدة بروما ماريو أرفيلو رئيساً لولاية جديدة لمدة عامين خلفاً لرئيستها المنتهية ولايتها السفيرة والممثلة الدائم للسودان أميرة قرناص.
وأنشئت لجنة الأمن الغذائي العالمي عام 1974 لتكون منتدى حكومياً دولياً يقوم على استعراض ومتابعة سياسات الأمن الغذائي ثم خضعت اللجنة في عام 2009 لعملية إصلاحية من أجل “ضمان الإصغاء إلى أصوات أصحاب المصلحة الآخرين في النقاش العالمي بشأن الأمن الغذائي والتغذية”.
وترفع اللجنة التي تستند أساساً إلى منظمة “فاو” وبرنامج الأغذية العالمي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية “إيفاد” تقارير سنوية عن نشاطها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال المجلس الاقتصادي والاجتماعي وإلى المؤتمر العام لـ”الفاو”.