حذرت مصادر حقوقية وأخرى خاصة من داخل أحد السجون المصرية من تدهور الأوضاع فيها بعد غرق عشرات العنابر والزنازين وانقطاع الكهرباء، نتيجة الأمطار الغزيرة والعاصفة الرملية التي أصابت أغلب محافظات مصر خلال الساعات الأخيرة.
وحسب مصادر حقوقية، فإن سجون مجمع طرة المختلفة، وسجن وادي النطرون، وسجن برج العرب، وسجون المنيا وبني سويف؛ تضررت بشكل واسع بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد الليلة الماضية، حيث ما زالت العشرات من الزنازين غارقة في المياه حتى الآن.
وأضافت المصادر أن الكهرباء مقطوعة بشكل كامل عن أغلب تلك السجون حتى اللحظة، ولا يعلم إذا كان ذلك بشكل متعمد من قبل السلطات، أم أنه ناتج عن سوء الأحوال الجوية.
وفي السياق ذاته، كشف مصدر خاص من داخل سجن استقبال طرة في القاهرة عن أن الماء المتسرب إلى الزنازين بلغ ارتفاعه قدر شبر؛ مما أدى إلى تلف أغلب المقتنيات الخاصة بالمعتقلين، حيث إنه لا مكان للاحتفاظ بها إلا على الأرض.
ولفت المصدر إلى أن استغاثات المعتقلين المستمرة لتدخل إدارة السجن والعمل على معالجة ذلك لم تفلح، حيث اكتفت إدارة السجن بالسماح لعدد من المعتقلين في بعض العنابر بدفع الماء خارج زنازينهم، دون نتيجة مرضية، حسب قوله.
ضرر مضاعف
وأشار إلى أن الضرر الواقع على المعتقلين مضاعف نتيجة قرار إيقاف الزيارات الذي اتخذته وزارة الداخلية المصرية، بعد قرار الحكومة منع التجمعات ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.
وفي هذا السياق، يشير الباحث الحقوقي أحمد العطار إلى أن طبيعة السجون المصرية، ونمط بنائها وتصميمها، إضافة إلى الإهمال المتعمد من قبل الأنظمة الأمنية في صيانتها وترميمها؛ ينذر بأوضاع كارثية، في ظل ما تتعرض له مصر من تقلبات مناخية.
ولفت في حديثه لـ”الجزيرة نت” إلى أن السياسة الأمنية المشددة تقوم على فرض العنف والتنكيل بالسجناء وحرمانهم من حقوقهم الدنيا التي أقرتها اللائحة الداخلية للسجون والمواثيق والمعاهدات المصرية والدولية، ويتضاعف أثر ذلك في ظل موجة الأمطار العزيزة التي شهدتها مصر مؤخراً.
وأفاد العطار بورود معلومات من قبل مصادر في السجون تكشف عن مأساة شديدة، حيث سقطت أسقف بعض الزنازين، ودخلت المياه الكثير منها، مما أدى إلى تلف الأمتعة والملابس والأغطية، الأمر الذي يهدد حياة المعتقلين بأزمة انتشار الأوبئة والأمراض.
وحذر من أن العواقب ستكون وخيمة إن لم تسارع السلطات إلى علاج آثار تلك الأمطار في أسرع وقت، خاصة مع قرار منع الزيارات الذي اتخذته الداخلية المصرية.
وتتعرض مصر، منذ صباح الخميس، لحالة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية، حيث أفادت الهيئة العامة للأرصاد الجوية بأن هناك عاصفة قوية أطلق عليها “عاصفة التنين” بدأت الخميس وتستمر حتى صباح السبت، نتيجة تعرض البلاد لمنخفض جوي جراء تلاقي رياح ساخنة قادمة من ليبيا مع رياح باردة قادمة من أوروبا في الصحراء الغربية.
ومنذ صباح الخميس، هطلت أمطار غزيرة ومتوسطة مصحوبة برياح وبرودة، وسط تحذيرات متواصلة من تكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة على أغلب الأنحاء.