تعالت أصوات اللاّجئين الفلسطينيين في مخيّم عين الحلوة بمدينة صيدا جنوب لبنان تجاه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والمعنيين في المخيّم من مسؤولي تنظيمات سياسيّة ودينية وغيرها، بعد تدهور أوضاعهم المعيشية والصحّية في ظلّ الانهيار الاقتصادي الذي يواجهه لبنان، وجائحة “كورونا” المنتشرة في المخيّمات والتجمّعات الفلسطينية.
وكانت المبادرة الشّعبية في المخيّم قد هدّدت سابقاً بالتصعيد في تحرّكاتها الاحتجاجية، حيث نفّذت 4 اعتصامات خلال الأسبوع الماضي، واعتصاماً الجمعة الماضي.
وعلى إثره، أطلق الناشط الفلسطيني يوسف عبدالرازق صرخةً في وجه المعنيين في المخيّم عبر مقطع فيديو مصوّر في “فيسبوك”، عبّر فيه عن حالة الغضب جرّاء تخلّي المسؤولين عن اللاجئين وأوجاعهم وعدم الالتفات إلى مطالبهم، وحتى عدم التضامن معهم، معتبراً ذلك حق اللاجئين عليهم.
ووصف عب الرازق حالة التّدهور المعيشي التي وصل إليها الناس بالمخيّم ولا مبالاة المسؤولين تجاهها، لافتاً إلى تدهور الأمن الغذائي الذي وصل إليه الأهالي قائلاً: “الشعب انهار على الآخر، بتفوت على بيوت فش فيها ربطة خبز”، “اللحمة والدجاج نسيناها”.
وفي إطار حديثه عن الاعتصامات والتحرّكات الاحتجاجية التي نفذوها سابقاً، عبّر عن غياب تام لمشاركة أي من التجار أو الشيوخ أو المعنيين، مشيراً إلى “جشع” التجار الذين يرفعون الأسعار، وغياب الإشارة في خطب الشيوخ في الجوامع عن ذلك، أو التطرق إلى أي من معاناة الناس.
وتوجّه إلى المدير العام لوكالة “أونروا” في لبنان، كوردوني، ملوّحاً بوصول الاعتصامات إلى أمام بيته شخصياً، مؤكّداً غياب دور وكالة “أونروا” في ظل جائحة “كورونا”، على عكس ادعاءاتها، حيث قال: “نحن نطالب بحقنا وحق أولادنا، 73 سنة جيل ورا جيل دفنوه.”
يأتي ذلك في ظل مُطالبات واقتراحات يقدمّها ناشطون فلسطينيون لاقتراح حلول للأزمة المعيشيّة، وكان عضو المبادرة الشعبية محمد بهلول قد قدّم سابقاً مقترحاً إلى قادة منظمة التحرير الفلسطينية وإدارة وكالة “أونروا” في لبنان من شأنه انتشال نحو 3000 عائلة من الجوع إذا ما استعدوا، بالإضافة إلى رجال الأعمال الفلسطينيين، إلى التبرّع بجزء بسيط من معاشاتهم، على مبدأ أن هذا الاقتراح يمكنه أن يحمي المجتمع الفلسطيني ويخفف ولو قليلاً من حدة الفروقات الطبقية فيه.
هذا، وكانت وكالة “أونروا” قد قدّمت مساعدة واحدة فقط للاجئين الفلسطينيين منذ بداية الأزمة اللبنانية وتفشي الجائحة قبل نحو عام، بينما قاربت نسبتا الفقر والبطالة أن تصل إلى 80% بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
____________________________
المصدر: “بوابة اللاجئين الفلسطينيين”.