كشفت الأمم المتحدة أن الصومال نجا نهاية العام الجاري من مجاعة واسعة النطاق بفضل تعزيز الاستجابة الإنسانية، ولكن أشخاصا يموتون من الجوع فيه، وقد يتفاقم الوضع بدءا من أبريل/ نيسان 2023.
وأظهرت دراسة أجراها تحالف وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثية أن أكثر من 200 ألف صومالي يعانون من نقص كارثي في الغذاء، وأن الكثيرين يموتون جوعا، بينما يُتوقع أن يرتفع العدد إلى أكثر من 700 ألف العام المقبل.
تجنّب المجاعة
وقال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي يضع المعيار العالمي لتحديد شدة الأزمات الغذائية إنه تم مؤقتا تفادي أسوأ مستويات التصنيف، وهي المرحلة الخامسة من المجاعة، ولكن الأمور تزداد سوءا.
{tweet}url=1602718405446209536&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية (أوتشا) في إفادة صحفية في جنيف، أمس الثلاثاء، عقب صدور أحدث دراسة تحليلية بشأن الصومال “يموت هؤلاء الناس جوعا، لا شك في ذلك، لكن لا يمكنني تحديد عدد لذلك”.
وبعد 5 مواسم من شح الأمطار منذ نهاية 2020 وموسم سادس مقبل بلا شك، يبدو الصومال في الوقت الحالي غير قادر على تجنّب المجاعة من دون مساعدة إنسانية.
{tweet}url=1602852900073574401&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
ويتفاقم الوضع بسبب زيادة أسعار المواد الغذائية وانعدام الأمن في البلاد، مما يعيق وصول المساعدات الإنسانية. وقالت الأمم المتحدة إن مئات الآلاف فروا من منازلهم بحثا عن المساعدة في مواجهة خسارة المحاصيل ونفوق الماشية والخشية من المجاعة.
وتوقع التحليل الدخول في مستوى المجاعة بدءا من أبريل فصاعدا بين سكان المناطق الزراعية الرعوية في إقليمي بيدوا وبورهاكابا وسط الصومال، وبين السكان النازحين في مدينة بيدوا والعاصمة مقديشو.
{tweet}url=1602650315819450369&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
ويدعو مكتب الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية إلى تقديم 2.3 مليار دولار لمواجهة الأزمة في الصومال، والتي تم جمع 1.3 مليار دولار منها بنسبة 55.2% حتى الآن.
وسبق أن حذر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من أن بعض المناطق في الصومال كانت معرّضة لخطر الوصول إلى مستويات المجاعة، إلا أن جهود المنظمات الإنسانية والمجتمعات المحلية حالت دون ذلك.
{tweet}url=1602777537670746113&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
وجاء في التحليل “الأزمة الأساسية لم تتحسن مع ذلك، بل تم تفادي المزيد من النتائج المروعة بشكل مؤقت فقط، وأدت الظروف القاسية التي طال أمدها إلى نزوح جماعي للسكان وحصيلة تراكمية كبيرة للوفيات”.
{tweet}url=1602755737763155969&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
وأدت آخر مجاعة تعرّض لها الصومال عام 2011 إلى وفاة ربع مليون، وقع نصفها قبل الإعلان رسميا عن المجاعة.
وخوفا من نتيجة مماثلة أو أسوأ هذه المرة، سارع رؤساء المنظمات الإنسانية إلى القول إن الوضع كارثي بالفعل بالنسبة لكثير من الصوماليين.