عبرت الولايات المتحدة عن قلقها من التقارير التي تشير إلى توسع القتال في إقليم تيجراي شمالي إثيوبيا، في حين أكدت أديس أبابا استعدادها للرد على “هجمات المتمردين“.
وقالت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد في تغريدة على تويتر إن “القتال المستمر لن يؤدي إلا إلى معاناة وموت بلا داع”، وطالبت جميع أطراف النزاع بالموافقة على الفور على وقف إطلاق النار عن طريق التفاوض والحوار السياسي.
في المقابل، ألمح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى إنهاء وقف إطلاق النار الذي أعلنته الحكومة من جانب واحد في إقليم تيجراي.
وتعهد آبي أحمد بصد “هجمات الأعداء”، وقال في بيان على تويتر “سندافع عن أنفسنا ونصد هذه الهجمات من أعدائنا الداخليين والخارجيين، بينما نعمل على تسريع الجهود الإنسانية“.
من جهته، قال المنسق الرئيسي لأعمال بناء قدرات الجيش الإثيوبي، الجنرال باشا ديبيلي، إن قوات الجيش سترد على جبهة تيجراي في المكان والوقت الذي تحدده، وشدد على أن القوات المركزية “مستعدة لاستئناف الهجوم وللدخول مجددا إلى المناطق التي احتلتها” قوات جبهة تحرير شعب تيجراي.
وأشار ديبيلي -في أول تعليق للجيش بشأن المعارك الدائرة على الحدود بين إقليمي تيجراي وأمهرة- إلى أن جبهة تيجراي تستخدم الصراع باعتباره أداة لإطالة أمد وجودها.
حرب مرتقبة
في غضون ذلك، أكد إقليم أمهرة المجاور أنه سيشن هجوما على تيجراي، وذلك بعد أن تعهدت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي باستعادة غرب الإقليم، وهو مساحة من الأراضي الخصبة تسيطر عليها قوات أمهرة منذ أن استولت عليها أثناء الصراع.
وذكر المتحدث باسم حكومة إقليم أمهرة، جيزاشيو مولونه، أن سلطات الإقليم تحشد قواتها لشن هجوم مضاد على قوات تيجراي، وقال إن “الحكومة الإقليمية تحولت الآن من الدفاع إلى الهجوم“.
واستعادت جبهة تحرير تيجراي خلال الأسابيع الثلاثة الماضية معظم أراضي الإقليم بعد تحول عكسي مفاجئ في الحرب المستعرة منذ 8 أشهر.
وسحب رئيس الوزراء الإثيوبي قوات الحكومة المركزية فجأة من معظم مناطق تيجراي الشهر الماضي، وأعلن وقف إطلاق النار من جانب واحد.
وعندما أرسل آبي أحمد قوات لمحاربة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي العام الماضي، قاتلت مليشيا أمهرة في صف الحكومة المركزية وانتهزت الفرصة للسيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي التي كان يديرها أهل تيجراي منذ عقود.
ومنذ الانسحاب المفاجئ للقوات الحكومية في 28 يونيو الماضي، استعادت قوات تيجراي السيطرة على معظم مناطق الإقليم. واستولت على مدينة ألاماتا، البلدة الرئيسية في الجنوب، وتوغلت لانتزاع السيطرة على بلدة ماي تسبري من أمهرة الثلاثاء الماضي.
لكن معركة أكثر شراسة قد تلوح في الأفق في منطقة غرب تيجراي، التي يعتبرها الأمهريون جزءا مستردا من وطنهم التاريخي وتعهدوا بإبقائها تحت سيطرتهم.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي الحائز جائزة نوبل للسلام في 2019 أطلق في الرابع من نوفمبر الماضي عملية عسكرية في تيجراي، لطرد السلطات التي تمثل جبهة تحرير شعب تيجراي ونزع سلاحها بعد أشهر من التوتر.
اعتقالات
وفي سياق متصل، احتجزت الشرطة الإثيوبية المئات من المنتمين لعرق التيجراي في أديس أبابا منذ أن فقدت قوات الحكومة الاتحادية السيطرة على عاصمة إقليم تيجراي في 28 يونيو الماضي.
ونقلت وكالة رويترز عن تيسفاليم برهي -المحامي الذي ينتمي لحزب معارض في تيجراي- أنه علم باعتقال ما لا يقل عن 104 من أبناء الإقليم خلال الأسبوعين الماضيين في أديس أبابا.
وهذه ثالث موجة اعتقالات في العاصمة الإثيوبية، ووصفتها جماعات حقوقية ومحامون بأنها حملة قمع على مستوى البلاد ضد أتباع عرق التيجراي منذ نوفمبر 2020.
وفي المقابل، قالت السلطات في أديس أبابا إنها أغلقت في الآونة الأخيرة عددا من الشركات المملوكة لأشخاص من تيجراي، بسبب صلات مزعومة بالجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، التي صنفتها الحكومة منظمة إرهابية في مايو الماضي، وكانت تهيمن على السياسة الإثيوبية لمدة 3 عقود حتى 2018.
وبحسب الأمم المتحدة فإن أكثر من 400 ألف شخص “تجاوزوا عتبة المجاعة” لكن المساعدات الإنسانية تواجه صعوبات في الوصول إلى المكان.