ما تزال المنظومة الصحية في الولايات المتحدة، قادرة على مواجهة الأعداد المتزايدة من الإصابات بفيروس كورونا، في وقت تصدرت فيه البلاد، العالم بأسره من حيث عدد الإصابات والوفيات.
حتى مساء الخميس، بلغت إصابات كورونا في الولايات المتحدة أكثر من 654 ألف شخص، توفي منهم ما يزيد عن 31 ألفا، بحسب أرقام منصة “ورلدو ميتر” التي ترصد مختلف الإحصائيات حول العالم.
ومن هنا، تطفو تساؤلات بشأن حجم التداعيات الاقتصادية للفيروس على أقوى اقتصاد في العالم؛ خاصة أن تلك الجائحة شلت العديد من مؤسساتها وشركاتها، وتسببت بتسريح ملايين الأمريكيين من عملهم.
بحسب إحصاءات وزارة العمل الأمريكية، الخميس، بلغ عدد المواطنين الذين فقدوا عملهم وطلبوا إعانات بطالة من الحكومة، في مارس الماضي، 22 مليون شخص، منهم 5.2 مليون خلال الأسبوع الماضي لوحده؛ أي واحد من كل سبعة عمال فقدوا عملهم خلال تلك الفترة.
وقالت وكالة أسوشييتد برس، في تقرير، إن الأرقام القاتمة هذه تشير إلى اقتصاد يهوي إلى ما يبدو أنه ركود كارثي، هو الأسوأ منذ عقود.
وحذر اقتصاديون من أن نسبة البطالة في البلاد قد تصل إلى 20 بالمئة في أبريل الجاري، وهي أعلى نسبة منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي، وفق الوكالة نفسها.
ونقلت الوكالة عن ريان سويت، الخبير الاقتصادي في قسم التحليلات بوكالة “موديز” للتصنيفات الائتمانية أن الطاقة الإنتاجية للولايات المتحدة قد تنكمش بنسبة 10.5 بالمئة قبل أن تبدأ بالانتعاش، أي أكثر من ضعف الانكماش الذي حدث خلال فترة الأزمة العالمية 2008-2009.
ويقول اقتصاديون إن ما يصل إلى 50 مليون وظيفة معرضة لعمليات تسريح بسبب الفيروس التاجي، أي حوالي ثلث جميع الوظائف في الولايات المتحدة، بحسب المصدر نفسه.
وعلى مستوى أسواق الأسهم، تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.9 بالمئة بأكثر من 400 نقطة، وتراجع المؤشر العام إس أند بي 500 الأوسع نطاقا للأسهم الأمريكية بنسبة 2.2 بالمئة، الخميس.
بينما هبط مؤشر ناسداك المركب، بنحو 122.56 نقطة أو بنسبة 1.44.
كذلك المصارف الكبرى، التي هي من بين الشركات الأولى التي تبلغ عن نتائج الربع الأول من العام الحالي، سجلت حتى الآن أرباحا ضعيفة، محذرة من تصاعد التخلف عن سداد القروض بشكل كبير، وفق المجلة.
انخفاض غير مسبوق
ونوهت المجلة الأمريكية إلى أن آخر تلك الشركات هي سيتي غروب، وبنك أوف أمريكا، وغولدمان ساكس، الذي يعد أكبر بنك استثماري في الولايات المتحدة.
وأعلنت تلك الشركات، الأربعاء، انخفاض أرباحها بنسبة 40 بالمئة أو أكثر.
كذلك، سجلت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة انخفاضا غير مسبوق خلال مارس الفائت، بنسبة 8.7 بالمئة، وفقًا لتقرير صادر عن وزارة التجارة، الأربعاء.
وقالت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، إن هذا يعد أكبر انخفاض شهري منذ أن بدأت وزارة التجارة الأمريكية بالاحتفاظ بالسجلات عام 1992.
وقالت فوربس، إن تقرير وزارة التجارة جاء بعد أنباء عن أن سلسلة متاجر “جيه سي بيني” تدرس خيار الإفلاس بعد أن أجبرت على إغلاق مخازنها نظرا لانتشار فيروس كورونا.
وحتى مساء الخميس، تجاوز عدد مصابي كورونا حول العالم مليونين و165 ألفا، توفي منهم أكثر من 144 ألفا، فيما تعافى ما يزيد على 546 ألفا.