الفتن التي يحاول أهلها إثارتها في المجتمع تشكيكاً في المخلصين، أهل الفتن الذين يطلق البعض عليهم “بسوس الألفية”، أو “أبناء سلول الجدد”، وآخرون أطلقوا على بعضهم خدم “سجاح العهود الجديدة”! نعم سجاح التي تزوجها مسيلمة الكذاب.
نحن في الكويت نعيش رمضان هذا العام أوضاعاً إيمانية جميلة بعد مرور أزمة كورونا، والحمد لله رب العالمين على العافية والسلامة، فها هي مساجدنا بخير مليئة بالمصلين الذين يضجون بالدعاء، ومملوءة بالمصلين المستمعين والمستفيدين للخواطر الإيمانية والدروس التي يقدمها المشايخ الأفاضل ما بعد صلاة العصر بشكل الخصوص، فجزاهم الله خيراً، وإن شاء الله في ميزان حسنات المتحدث والمستمع، وهذا شهر كريم شهر الغفران والعتق من النار.
“تلفزيون الكويت” في رمضان اليوم في وضع أفضل، لا شك التلفزيون موفق في عدة أمور وكثيرة، وكان جداً موفقاً في هذه الأمور أو البرامج فجزاهم الله خيراً، ومن البرامج التي أراها مميزة حقيقة منها البرنامج الرائع إعداداً وتقديماً وإخراجاً “غبقة الحمراء”، فهو مميز بكل معنى الكلمة، وهناك الأيقونة الرمضانية “مدفع الإفطار” الذي يسبق أذان المغرب، واعتدنا عليه في كل رمضان، فهو من البرامج غير العادية حيث جمع الأنس والثقافة، والذكريات والتراث، والبراءة والأطفال، والسعادة في اللقاء على الهواء مع العطاء بشكل أو بآخر، وذكريات الطفولة مع “الطوب”، وزاد اليوم جمالاً بتعدد المقدمين الرائعين.
وأيضاً من الأعمال الجميلة في “تلفزيون الكويت” هذه السنة مسلسل “فتح الأندلس”، ولكن لا أريد أن أطيل الحديث عنه وحوله، فشاهدتي فيه مجروحة، ولكن حقيقة متعة النص الراقي، والفكر العميق الدعوي فيه والدقيق جداً، وفن التصوير والإخراج، الذي يحمل الهدف البعيد؛ شيء جميل، وأكتفي بذلك.
أما “دويتو” فحدّث ولا حرج مع الشابين الرائعين.
أما بخصوص د. محمد العوضي، هذا الرجل عرفته منذ زمن طويل وبيني وبينه عِشْرة عُمْر، يوم أن كنا نجلس معه ومع والده رحمه الله تعالى في بيته بمنطقة العمرية، وكنا في الغالب نتحدث حول أهل الفتن، والماسونية الصهيونية العالمية وخدمها، وكيف تستغل السذج والخونة وعشاق المال والنجومية لتصنع منهم قدوات؛ ومن ثم إذعان الطاقات لها كعدو، فكنا كثيراً ما نتحدث حول فتنة مسيلمة الكذاب، وابن سبأ وتنقله في البلاد ومن مكان إلى مكان ودعوته التي هي بين الكذب والرذيلة والنفاق، وفي النهاية “الطيور على أشكالها تقع”، تترنح سجاح التي تترنح كالبندول، حسب تعبيرنا اليوم، وتتراقص بين يدي مسيلمة وأمثاله، ويوم أن كان في تلك الأيام بالثمانينيات أهل الفتن وعشاق الشهرة يتراقصون على أنغام الموسيقى للفت الأنظار من أجل تأصيل فتنهم، في تلك الأيام التي كنا نجتمع فيها ونتحدث عن الفتن، والدعاة الصادقين ومقاومتهم لأهل الفتن، في تلك الأيام يوم كنا نطلق على الفتنة “البسوس”، لأنها تاريخياً أشعلت أكبر فتنة بين بني العمومة.
وفي الثمانينيات، في فترة اشتدت الحرب على الدعاة، كان حينها الدكتور العوضي طالباً في الثانوية، وفي الوقت نفسه كان خطيباً لصلاة الجمعة، وهي حقيقة ظاهرة ليس من السهل تكرارها، طالب ثانوي ويخطب بالمساجد، وهذا يدل على أن هذا الإنسان عقلية غير عادية، وهو كذلك حفظه الله تعالى، فلذلك كنا نتوقع من الهجوم عليه حقداً وحسداً، وأن يتعاون أهل الفتن الجدد مع مسيلمة الجديد وسجاح وأمثالهم العمل على تسطيح عمل الدكتور، كان حينها خطيباً في محافظة الفروانية لمسجد الخرينج، واستمر دون الالتفات إلى أهداف أهل الفتن؛ لأنه كان يعلم بدقة طبيعة فكرهم وآليات أعمالهم ميدانياً وفكرياً، كان يطلق أحياناً على الماسونية مسيلمة، وأحياناً ابن سبأ، ويعلم بدقة تفاهمهم فيما بينهم في شن الحرب على الدين والدعاة، وبقي في طريقه ثابتاً داعياً لله تعالى وموجهاً للشباب بما هو مفيد ومنير لهم الطريق.
شكراً “تلفزيون الكويت” على هذه البرامج الناجحة بكل معنى الكلمة، فالدكتور العوضي يقدم دعوة وعلماً بشكل فني معاصر، وأسلوباً حديثاً في الخطاب الذي تفهمه كل الشرائح بتنوع ثقافاتهم، وفقك الله يا أبا أحمد، ولا تستغرب من الحساد من أمثال المنافقين والمنافقات كابن سلول والكذبة كمسيلمة، وصانعي الفتن، من أجل الأسياد ورضاهم! أنت فوق، ولا يرتقون كعبك، فأنت تسير مع القافلة، وعلى جنبات الطريق تسمع القافلة نباحاً، وهذا أمر طبيعي، والقافلة بدون أدنى شك ستصل إلى هدفها ويبقى من يبقى ضالاً الطريق.
أخيراً، شكراً د. محمد على هديتك لي عام 1986م إذا لم تخني الذاكرة؛ حيث أهديتني كتاب “صحوة الرجل المريض”.. استمر ولا تلتفت حتى وإن نهضت “البسوس” من قبرها!