اقتحم مستوطنون متطرفون بأعداد كبيرة، صباح الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.
وفتحت شرطة الاحتلال الساعة السابعة والنصف صباحًا باب المغاربة، ونشرت وحداتها الخاصة وقوات التدخل السريع في باحات الأقصى وفي محيطه، لتأمين اقتحامات المستوطنين وتوفير الحماية لهم أثناء تجولهم في المسجد.
وتأتي هذه الاقتحامات وسط دعوات يهودية أطلقتها “جماعات الهيكل” المزعوم لتنظيم اقتحام جماعي واسع للمسجد الأقصى في ذكرى ما يسمى “خراب الهيكل”.
وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام بالأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة فراس الدبس لوكالة “صفا”: إن 238 مستوطنًا برفقة أطفالهم اقتحموا منذ الصباح المسجد الأقصى على عدة مجموعات متتالية، ونظموا جولات استفزازية في باحاته بحراسة أمنية مشددة.
وأوضح أن من بين المقتحمين المتطرف يهودا عتصيون، لافتًا إلى أن مرشدين يهوداً قدموا شروحات عن “الهيكل” المزعوم للمستوطنين أثناء اقتحامهم للأقصى.
وخلال الاقتحامات، أدى مستوطنون طقوسًا تلمودية في المسجد، وبالقرب من منطقة باب الرحمة، فيما ألقى أحدهم نفسه على الأرض عند باب القطانين وتم إخراجه من المسجد.
وواصلت شرطة الاحتلال فرض قيودها على دخول المصلين لـ”الأقصى”، واحتجزت بعض هوياتهم الشخصية عند الأبواب، بالإضافة إلى التضييق على حراس الأقصى أثناء عملهم، ومنعهم من الاقتراب من المستوطنين خلال الاقتحامات.
وتوافد عشرات المصلين من أهل القدس والأراضي المحتلة عام 1948 منذ الصباح إلى الأقصى، وتوزعوا على حلقات العلم وقراءة القرآن الكريم، وتصدوا بهتافات التكبير لاقتحامات المستوطنين المستمرة.
وكانت “جماعات الهيكل” دعت اليوم للمشاركة في أكبر تجمع سنوي واقتحام للأطفال “الإسرائيليين” برفقة ذويهم من المتطرفين للمسجد الأقصى.
وأشارت الجماعات المتطرفة في دعوتها إلى أنه سيتم تنظيم هذا البرنامج التهويدي استعدادًا لما يسمى ذكرى “خراب الهيكل”، ولربط أطفال المتطرفين وعائلاتهم بأمجاد “الهيكل” المزعوم، لافتة إلى أن البرنامج يتم بتنظيم وإشراف “نساء من أجل الهيكل واتحاد المنظمات”.
ويتعرض المسجد الأقصى يوميًا (عدا الجمعة والسبت) لسلسلة انتهاكات واقتحامات من قبل المستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة وعلى فترتين صباحية ومسائية، فيما تزداد وتيرة تلك الاقتحامات خلال فترة الأعياد اليهودية.
وتصعد سلطات الاحتلال من إجراءاتها ضد المصلين وموظفي الأوقاف عبر ملاحقتهم واعتقالهم والتحقيق معهم، وكذلك إبعادهم عن الأقصى، حيث استدعت بالأمس سادنة المسجد الأقصى نجوى الشخشير للتحقيق معها، وتم إبعادها عن المسجد لمدة ثلاثة أيام، كما استدعت الحارسة بيان الشيخ للتحقيق أيضًا.