ذكر موقع “صوت أمريكا” الصادر بالإنجليزية، أن المصريين يعيشون حالة من الغضب عقب زيادة أسعار المواد البترولية بنسبة تصل إلى 50%، فهم كانوا يأملون في تجاهل المصاعب الاقتصادية والاحتفال بعيد الفطر، إلا أن الزيادة الجديدة في الأسعار دفعتهم بدلاً من الاحتفال إلى ربط الأحزمة، مشيرًا إلى أن أكثر ما يغضب المصريين هو زيادة أسعار المواصلات العامة إلى الضعف تقريبًا .
وتابع الموقع، في تقريره، أن كثيرا من المصريين تمنوا أن الإصلاحات الاقتصادية تغض الطرف عنهم أثناء احتفالهم بعيد الفطر، إلا أن زيادة الحكومة أسعار البنزين والمحروقات قضت على فرحتهم بالعيد .
ومع احتفال ملايين المصريين بعيد الفطر والتحضير لقضاء بعض العطلات والتمتع بالإجازة، أعلنت الحكومة المصرية، السبت الماضي، خفض دعم الوقود، مما أدى إلى رفع أسعار البنزين والنقل العام بنسبة تصل إلى 50%.
ولفت التقرير، إلى أن ملايين المصريين تفاجأوا يوم الثلاثاء، عند عودتهم من إجازة العيد، بزيادة أسعار المواصلات العامة لضعف ثمنها، وذلك بسبب زيادة أسعار المواد البترولية .
وفي السياق ذاته، قالت السيدة صباح حسن -أم لستة أطفال، وتعمل عاملة نظافة في حضانة-: “نحن كنا على علم بارتفاع الأسعار من قبل، ولكننا لم نتوقع أن تترفع بهذا الشكل”، مضيفة: “أن أسعار الخدمات والمرافق كالغاز والمياه والكهرباء زادت للضعف، فكيف سيغطي راتبي الذي يبلغ 1000 جنيه جميع هذه المصاريف؟!”.
وأوضحت “صباح” أن تكلفة كافة المواصلات قفزت من حوالي 5 إلى 10 جنيهات، على حد قولها.
وكانت الزيادة في أسعار الوقود هي الأحدث في سلسلة من إجراءات التقشف التي تنفذها مصر كجزء من الإصلاحات الاقتصادية لصندوق النقد الدولي، في حين تؤكد السلطات والعديد من الاقتصاديين بأن هذه الإصلاحات ستعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية طويلة الأجل وتسريع النمو الإجمالي للمنتج المحلي.
أصابت المواطن في مقتل
لكن الإصلاحات الاقتصادية أصابت المواطن المصري في “مقتل”، على حد قول الموقع، وجاءت تخفيضات دعم الوقود بعد أيام فقط من قول الحكومة إن أسعار الكهرباء سترتفع بمتوسط 26% وأسعار مياه الشرب إلى النصف تقريبًا.
وفي المقابل، قال رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، في وقت سابق من هذا الشهر:”أنا لا أحب أن أتحدث عن دول أخرى، ولكن آمل أن نحيط علمًا بما يجري حولنا”، في إشارة واضحة منه إلى الاحتجاجات التي ضربت الأردن، بسبب زيادة الضرائب، محذرًا من نشوب اضطرابات مماثلة في مصر تهدد استقرار البلاد.
وقالت الحكومة، إنها ستزيد الإنفاق على الرعاية الاجتماعية لمساعدة الفقراء في البلاد، كما أكد بعض المصريين أنهم على استعداد لدفع فاتورة الإصلاحات الاقتصادية من أجل عودة الاستقرار للبلاد .
ومن هذا المنطلق، قال أحمد محمد، عامل مقهى يبلغ من العمر 36 عاماً: “سوف يكلفني الأمر أكثر من ذلك لملء دراجتي النارية بالبنزين، لكن هذا هو الثمن الصغير الذي يجب دفعه لدعم السيسي فهو أعاد مصر إلى مسارها الصحيح”.
وعلى الرغم من حالة الاستياء العامة في البلاد، قال: “معظم المصريين ليس لديهم أى خطط للاحتجاج – خوفًا من الفوضى التي قد تحدث، وقال سائق سيارة أجرة، يدعي محمد مبارك “لن يرفع أحد صوته.. الناس خائفون ويشعرون أنهم مقيدون” .
—–
* المصدر: موقع “المصريون”.