منافسة شرسة في مصر بين تجار الأضاحي من جانب ومؤسسات صكوك الأضحية من جانب آخر لكسب ود المصريين قبل استقبال عيد الأضحى المبارك الذي يتبقى عليه أقل من شهر.
التجار يريدون نجاح موسمهم السنوي المميز في ظل توابع اقتصادية سلبية بسبب فيروس كورونا، والمواطنون يريدون إحياء شعيرة إسلامية سنوية، كل حسب استطاعته في ظل الظروف الحالية، وبين هذا وذاك دخلت بعض الجمعيات الخيرية الكبرى ووزارة الأوقاف المصرية بمشروع صكوك الأضاحي لتسهيل الأمر بعض الشيء، كما يقولون.
الصكوك تنافس
حملات كثيرة ظهرت في الأيام الأخيرة بمصر لترويج صكوك الأضاحي -بحسب رصد مراسل “المجتمع”- من عدد من الجمعيات المصرية لكسب ود المسلمين قبل اتجاههم للشراء المباشر من التجار، ووصل الأمر إلى مشاركة بعض المسيحيين في شراء الصكوك.
ومشروع الصكوك هو بديل رسمي وشعبي متداول في مصر تقوم به وزارة الأوقاف والعديد من الجمعيات بتحصيل مقابل مادي عن المضحي، والقيام بالإنابة عنه في توزيع الأضحية وفق أولويات الاحتياج والمعاناة في المحافظات المختلفة.
المشهد يتصدره حتى الآن 3 جمعيات كبرى، في مقدمتها مؤسسة “مصر الخير” التي يتولى مفتي الجمهورية الأسبق د. علي جمعة منصب رئيس مجلس أمنائها؛ حيث حدد قيمة الصك بـ3500 جنيه، مقابل 27 كيلو لحم بلدي صافٍ.
وقال أحمد علي، المدير التنفيذي للبرامج بمؤسسة “مصر الخير” لـ”المجتمع”: “المؤسسة تلتزم بتوزيع عدد 18 كيلوجراماً عن المتبرع، وتقوم بتسليم عدد 9 كيلوجرامات لكل متبرع كنصيب شرعي في أضحيته بكل سهولة، وذلك من خلال فروع مؤسسة مصر الخير أو المندوبين”.
وأضاف أنه يمكن للمتبرع المشاركة في لحوم صدقة بـ 100 جنيه، أو يمكن توجيه أضحية كاملة إلى قرية بإجمالي مبلغ 24500 جنيه.
أما بنك الطعام المصري، وهو أول من أسس صك الأضحية في مصر منذ عام 2006، فأسعار الصكوك لعام 2021 بلغت بالنسبة للصك البلدي 3400 جنيه، وللصك المستورد 1950 جنيهاً.
وقدم البنك -بحسب موقعه الإلكتروني الرسمي- فرصة أخرى للمصريين للمشاركة وهي التقسيط، حيث يمكن الآن تقسيط قيمة صك الأضحية على 10 شهور عند الشراء من خلال موقع البنك الإلكتروني.
وتواصلنا مع جمعية الأورمان، التي تحدث مصدر بالعلاقات العامة بالمؤسسة فيها عن ميزة أخرى للمصريين للشراء من لديهم، وهي عدم تغيير أسعار العام الماضي في الصكوك؛ حيث إن سعر صك الأضحية 3100 جنيه للعجل البلدي، و2550 جنيهاً للعجل المستورد الكبير، و1950 جنيهاً للعجل المستورد الصغير، ويمكن كذلك للمواطنين التقسيط “أون لاين”.
وبجانب الجمعيات، تأتي وزارة الأوقاف المصرية التي أعلنت أن قيمة الصك هذا العام 2000 جنيه، بارتفاع 200 جنيه عن العام الماضي، مبررة الارتفاع بأنه تم تحديده بناء على ما حددته وزارة التموين من متوسط أسعار رؤوس البقر المستوردة من السودان المخصصة للأضاحي بنحو 14 ألف جنيه تقريباً.
وبحسب وسائل إعلام رسمية، شاركت بعض الكنائس المصرية هذا العام في شراء الصكوك، ومنهم الأنبا بموا أسقف السويس، والأنبا إيلاريون أسقف البحر الأحمر، والقس أرسانيوس سامي، كاهن كنيسة العذراء مريم بالشرقية، والقمص يؤنس أديب، راعي الكنيسة الكاثوليكية بالبحر الأحمر، والهيئة القبطية الإنجيلية برئاسة القس د. أندريه زكي.
التجار يستعدون
وعلى التوازي، بدأت أسعار التجار في الظهور والرواج في حركة يرجو كثيرون منهم أن تحقق لهم مكاسب معقولة في ظل الركود.
محمد وهبة، رئيس شعبة الجزارين باتحاد الغرف التجارية بمصر، كشف عن أسعار الأضاحي في عيد الأضحى لعام 2021، حيث يصل كيلو البقري المصري 62 جنيهاً، وكيلو البقري المستورد المجنس قائم يصل إلى 58 جنيهاً، بينما يصل كيلو قائم عجل الكندوز الجاموسي إلى 55 جنيهاً.
ويتراوح سعر كيلو قائم الماعز من 60 جنيهاً إلى 70 جنيهاً، ويصل سعر الجدي قائم إلى 2000 جنيه، فيما يبدأ سعر الجمل الحي من 16 ألف جنيه ويصل إلى 30 ألف جنيه، حسب الحجم والوزن.
وأعلنت وزارة الزراعة المصرية توفير لحوم بلدية بمنافذ وزارة الزراعة بسعر 115 جنيهاً للكيلو و110 للضأن، وذلك بمنافذ بيع السلع الغذائية للمواطنين.
من جانبه، يرى د. صلاح الكموني، عضو مجلس إدارة الاتحاد العام للغرف التجارية بمصر، أن ارتفاع أسعار لحوم الأضاحي بمزارع التربية في كيلو القائم الحي نتيجة طبيعية لارتفاع أسعار الأعلاف ومستلزمات التربية والتسمين، خاصة أن السوق تحكمها آليات العرض والطلب مع اقتراب العيد.
وأوضح الكموني، في تصريح صحفي، أن تخفيض أسعار أي منتج أو سلعة بالأسواق يجب أن يكون عبر زيادة العرض وتخفيض عناصر الإنتاج ورفع الأعباء من عليها، نافياً اتهام البعض للتاجر بالجشع والاستغلال، خاصة أن التاجر هو مستهلك لباقي السلع والمنتجات، بحسب ما يرى.