أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو)، اليوم الإثنين، فوز المصور الصحفي المصري السجين، محمود أبو زيد، الشهير بـ”شوكان”، بجائزتها العالمية لحرية الصحافة لعام 2018.
يأتي ذلك غداة استنكار القاهرة، أمس الأحد، اعتزام “اليونسكو” منح شوكان المحبوس احتياطياً بأحد السجون المصرية، الجائزة، واصفة ذلك بأنه “استخفاف بدولة القانون”، و”إعادة لما سبق أن أثير حول تسييس اليونسكو”.
وأوضحت المنظمة الأممية في بيان أن لجنة تحكيم عالمية مستقلة مؤلفة من عدد من الإعلاميين اختارت شوكان للحصول على جائزتها العالمية لحرية الصحافة للعام الجاري.
وذكر البيان أن المصور الصحفي ألقي القبض عليه أثناء قيامه بتغطية مظاهرة ميدان رابعة العدوية في القاهرة، وأودع السجن منذ 14 أغسطس 2013، مشيراً إلى أن فريقاً أممياً صنف احتجاز شوكان بأنه “تعسفي”.
وأمس، قالت الخارجية المصرية: إنها تأسف لكون المصور الصحفي يواجه تهماً ذات طابع جنائي ليست لها أي دافع سياسي بعكس ما يدعي البعض، ولا تمت بصلة ممارسة مهنة الصحافة وحرية التعبير.
ونقلت “الأناضول” عن كريم عبدالراضي، محامي شوكان، نفيه صحة بيان الخارجية قائلاً: الخارجية تستبق أحكام القضاء، وتتهم موكلي بالتورط في أعمال عنف بدلاً من أن تفخر أنه مصري يفوز بجائزة لحرية الصحافة.
وأردف أيضاً: وبدلاً من أن يكون لديها رغبة في رفع الظلم عنه المحبوس احتياطياً لمدة 5 سنوات بالمخالفة للقانون والتشريعات المصرية، في إشارة لقانون مصري يضع حداً أقصى عامين للحبس الاحتياطي.
وأوضح أنه لا دليل واحداً يدين شوكان في القضية، وفضلاً عن أن هناك قاعدة قانونية تقول: “إن المتهم برئ حتى تبث إدانته”، مستنكراً إقدام الخارجية على الاعتراض على منح شوكان جائزة لمجرد أنه متهم في قضية لم يصدر فيها حكم منذ 5 سنوات.
من هو شوكان؟
شوكان شاب دخل المعتقل وكان عمره 26 عاماً، يفوز اليوم بجائزة حرية الصحافة باليونسكو وبلغ عامه الـ31، تخرج في أكاديمية “أخبار اليوم”، أعلن احترافه التصوير الصحفي منذ التحاقه بها، بدأه بالتدريب في جريدة “الأهرام المسائي” بالإسكندرية وهو مازال طالبًا، مرورًا بمشروع التخرج، إذ كان الوحيد بين رفاقه الذي اختار فكرته عن التصوير.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي فاز بها بجائزة دولية، ففي عام 2016، فاز هو وثلاثة صحفيين آخرين بالجائزة الدولية لحرية الصحافة لمخاطرتهم بحريتهم وحياتهم في سبيل تغطية الأحداث الإخبارية الخطيرة لمجتمعهم وللمجتمع العالمي، على حد قول لجنة حماية الصحفيين، وهي منظمة مستقلة غير حكومية مقرها مدينة نيويورك.
لماذا اعتقل؟
ذكرت صحيفة “المصريون” في تقرير لها أنه في 14 أغسطس 2013 خرج شوكان من أجل التغطية الصحفية لفض مظاهرات المعتصمين من جماعة الإخوان في ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، وكان ضمن طاقم العاملين لوكالة “ديموتيكس” للتصوير الفوتوغرافي، وخلال وجوده في المكان وتصويره قامت قوات الأمن مسرعة بإلقاء القبض عليه ومعه اثنان من زملائه أحدهما فرنسي وآخر محرر لموقع يسمى “نيوزويك”، وقبع شوكان 15 يوماً كانت تتجدد تلقائياً داخل إحدى الزنازين بسجن أبو زعبل.
وبحسب الصحيفة، وجهت النيابة العامة إلى شوكان في اتهاماتها التحريض على العنف، والإخلال بالسلم العام، والتظاهر، ومقاومة السلطات، وارتكاب أعمال إرهابية وجرائم جنائية، وفي نوفمبر 2015 كان قد أمضى سنتين وهو في الحبس الاحتياطي، وفي 26 مارس 2016 وُجهت له عدة تهم ونتيجة لذلك فإنه سيحكم عليه بالإعدام في حالة إدانته.